مخطئ من يظن أن ليس له هدف في هذه الحياة، ومخطئ من يعتقد أن الإنسان الذي يدور في حلقة مفرغة طوال اليوم ولا يعمل شيئاً انه بلا هدف، ولكن تختلف الأهداف باختلاف أصحابها وطموحاتهم وأساليب حياتهم ومبتغاهم الذي يريدون الوصول إليه من خلال هذا الهدف. ومن جملة الأهداف الاساسية لدى الإنسان «البحث عن المال» بأي طريقة كانت لأنه الهدف الوحيد الذي تستطيع الوصول إليه بتعب أو بغير تعب، وهذا الهدف الذي اتعب العالم أجمع وأتعب الإنسان منذ بداية الخليقة فأصبح يبيع النفس والوقت ويبيع الأحلام كذلك حتى يحصل على مراده، البعض استطاع حقاً ان يصل إلى هدفه بتفكير، أراد أن يكون ما يكون عن طريق التخطيط السليم، التخطيط الذي استقاه من تجارب الآخرين وفكرهم من خلال القراءة الكثيرة ومن خلال خوض التجارب الذاتية التي وقع فيها مئات المرات ولم يقف بل استمر حتى استطاع الوقوف، والبعض الآخر استطاع ان يحقق هدفه من خلال بيع الأوهام والبعض من خلال الوقوف في الإشارات والاستجداء، وبالرغم من احتقارنا لهذا الأمر وتفكيرنا في كيف استطاع الآباء والأمهات خلق هذه النوعية من الابناء وجعلهم يسيرون على نفس الطريق إلا أنني ارى القوة الكامنة فيهم والتي من خلالها حققوا اهدافهم من خلال استمرار مسيرتهم في كيفية الاستجداء. «أريد أن أكون.. ولكن» هي عبارة خلقها من لديه هدف ولكنه يريد من غيره ان يحق له هذا الهدف وإن كان استطاع ان يحقق هدفاً آخر وهو كيف يسخر الغير في تحقيق بعض من اهدافه التي يريدها حتى يحقق «أريد.. ولكن». هل سألت نفسك يوماً ما هدفك، ماذا تريد، ماذا ستصبح بعد تحقيق هذا الهدف، ما الذي تريد ان تصل إليه، ما الطرق التي ستستخدمها، هل هذا الهدف منوط بشخصك أم بعائلتك كلها أم بغير ذلك؟. التعلم ليس هدفا.. بل إلى ماذا ستصل به؟ جمع المال ليس هدفا.. بل ماذا ستعمل به؟ التجارة والبيع والشراء ليست هدفا.. بل إلى ماذا ستصل؟ الوصول الى اعلى المناصب ليس هدفا.. بل ماذا تريد منه؟ للأسف الكل يعتقد ان هذه الأمور اهداف ولكنها ليست كذلك.. بل هي وسائل نستخدمها للوصول للهدف الأسمى والاساسي وهو «ماذا نريد أن نكون». دمتم بخير.