ما زالت القوى المعادية للعقيدة الإسلامية السمحة، في كثير من أقطار العالم وأمصاره، تلصق عمليات الإرهاب التي حدثت وتحدث في العالم بالإسلام، رغم علم تلك القوى والجهات أن الإسلام بريء من هذه التهمة الباطلة، وأن العمليات الإرهابية لا دين لمرتكبيها ولا وطن لها، ومن يقوم بالتنسيق والإعداد لها لا يمت إلى الإسلام بصلة، كما أن معظم العمليات الإرهابية ترتكب من قبل تنظيمات غير إسلامية. الادعاءات الفارغة التي تروج لها بعض أجهزة الإعلام المغرضة، يراد منها النيل من الإسلام والمسلمين، فالعقيدة الإسلامية كما يفهم المعتدلون في العالم، وكما يفهم دعاة تلك الحملات الإعلامية الكاذبة أنفسهم، هي عقيدة محبة وسلام وحرية وعدالة، وليست عقيدة إجرام أو تحث عليه وتدعو لارتكابه، فما يشاع عن الإسلام من قبل أعدائه لا صلة له بالحقيقة، ولا علاقة له بمبادئ الإسلام وتشريعاته السمحة. والصحيح أن العقيدة الإسلامية بمبادئها وتشريعاتها حاربت الإرهاب والجريمة والتطرف والغلو، وهذه حقيقة يحاول أولئك المغرضون تجاهلها؛ لتمرير أغراض شريرة يراد منها تشويه صورة الإسلام أمام الرأي العام العالمي وتصوير المسلمين على أنهم مجموعة من الإرهابيين، وأن عقيدتهم الإسلامية تحثهم على ارتكاب الجرائم الإرهابية ما صغر منها أو كبر، وهي أكاذيب يراد منها طمس الحقائق وزرع الفتن في أوساط الشعوب الإسلامية. وإزاء ما تروج له تلك القوى المعادية للإسلام من تخرصات وأكاذيب، فإن تحصين المسلمين بأمصال تقيهم من أي حملة ترمي إلى تشويه عقيدتهم السمحة أضحى ضرورة ملحة، في عصر كثرت فيه وسائل الاتصال وتشعبت، فتحصين الشخصية الإسلامية في كل جزء من أجزاء البلدان العربية والإسلامية هو الحل الأنسب؛ لحماية المسلمين من تلك الأساليب الاتصالية المغرضة، التي تدعو لتخريب مبادئ ومثل وقيم الإسلام العليا وإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين. التمسك بمبادئ العقيدة السمحة هو خير رد على أولئك المغرضين والحاقدين ومن في قلوبهم مرض، ولن تنال تلك الحملات الإعلامية من تماسك الصفوف الإسلامية وتلاحمها؛ طالما بقي المسلمون ينافحون ويدافعون عن مبادئ عقيدتهم الربانية، بكل الوسائل الممكنة، وعلى رأسها التمسك بالإسلام والعمل على محاربة التطرف والإرهاب والغلو وأصناف الجرائم بكل مسمياتها وأهدافها الشريرة. سيبقى الإسلام محفوظا في قلوب المسلمين، ولن يتمكن أولئك المغرضون من النيل من مبادئه وتعاليمه وشريعته، فهو دين يدعو لمحاربة الإرهاب ومحاربة الظلم ومحاربة الجريمة، ويحث المجتمعات البشرية على الحياة ضمن أطر من التضامن والتكاتف والمحبة والسلام والأمن، وسيبقى الإسلام بريئا من كل التهم التي يحاول أولئك الأدعياء إلصاقها به، وستبقى الحقائق سائدة رغم أنوف أعداء الإسلام والمسلمين.