فرضت الولاياتالمتحدة - أمس الخميس - للمرة الأولى عقوبات على 18 مسؤولًا كبيرًا في نظام بشار الأسد في اطار قضية استخدام أسلحة كيميائية من قبل قوات النظام حسب بيان صادر عن البيت الأبيض، في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسقوط 8 قتلى في تفجير انتحاري استهدف مساء أمس حي كفرسوسة في دمشق. وقال آدم زوبن المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية: إن «استخدام أسلحة كيميائية من قبل النظام السوري ضد شعبه عمل شنيع ينتهك الممارسة المتبعة منذ فترة طويلة في العالم بأسره بعدم صنع أو استخدام أسلحة كيميائية»، واللائحة التي أعدتها وزارة الخزانة تشمل ضباطاً رفيعي المستوى، وتشمل كذلك مسؤولين من مركز للأبحاث. واعتمدت السلطات الأمريكية على تقرير للأمم المتحدة يعود الى اكتوبر 2016، اشار الى ان قوات النظام مسؤولة عن ثلاث هجمات على الاقل بالكلور في عامي 2014 و2015 في مدن تل منس وقميناس وسرمين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. وتسمح هذه العقوبات للسلطات الأمريكية بتجميد أي ممتلكات أو ودائع لهؤلاء في الولاياتالمتحدة ومنعهم من دخول الأراضي الأمريكية. ودعا البيت الأبيض أمس «كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الموقعة معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية بما فيها روسيا» الى فرض عقوبات على المسؤولين السوريين عن هجمات كيميائية. تغيير أسلحة بدأت القوات الروسية الحليفة لنظام الأسد الخميس، في تغيير تركيبة قواتها واسلحتها؛ في إطار عملية لتقليص لم يتم الإعلان عنها مسبقا. وفق ما قالت وزارة الدفاع الروسية. فيما صعدت مدفعية النظام وميليشيات حزب الله اللبنانية، من قصفها على مناطق في وادي بردى بالقذائف المدفعية والصاروخية بالتزامن مع قصف للطيران الحربي على مناطق في الوادي. في تلك الاثناء، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن امله الخميس في ان تشمل المفاوضات حول سوريا «كل الاطراف المعنية» بالملف السوري «برعاية الاممالمتحدة» قبل عشرة ايام من «محادثات أستانة» التي تنظمها موسكو وانقرة. جاء هذا مع إعلان الأممالمتحدة دعمها لمحادثات أستانة لحل الأزمة السورية. وأبدى المبعوث الأمميلسوريا ستيفان دي ميستورا أسفه، على أن وقف إطلاق النار لم يسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في سوريا كما كان ينبغي، رغم صمود الهدنة لحد كبير، حسب قوله. وأشار دي ميستورا إلى أن 5 قرى في وادي بردى وافقت على الهدنة فيما رفضت قريتان، مبديا دعمهم لمباحثات «استانة» وكل ما يفضي لاستقرار سوريا على المستويين السياسي والأمني. وقال الرئيس الفرنسي في لقاء مع السلك الدبلوماسي لمناسبة السنة الجديدة: إن المفاوضات « يجب ان تتم برعاية الأممالمتحدة، في الاطار الذي حدد منذ 2012 في جنيف، ومن الملائم بالتالي جمع الاطراف المعنية، كل الاطراف المعنية باستثناء المجموعات الأصولية والمتطرفة، والتحرك في اطار جنيف». وفي المنحى نفسه، ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التحضيرات النهائية لمحادثات سوريا في أستانة مع رئيس قازاخستان نور سلطان نزارباييف عبر الهاتف الخميس. هذا يأتي مع نية موسكو تخفيض قواتها، وفق ما نقل عن وزارة الدفاع الروسية بقولها: إنه تم سحب أول ست قاذفات من طراز سوخوي-24 وإن أربع طائرات هجوم أرضي من طراز سوخوي-25 أقلعت متجهة إلى قاعدة حميميم الجوية السورية في محافظة اللاذقية ضمن عملية تناوب مقررة. وأضافت: إنه سيتم سحب المزيد من الطائرات وأفراد الجيش المتمركزين بالقاعدة. تصاعد الخروقات وفي السياق، استكملت الهدنة الروسية - التركية اليوم الثالث عشر لبدء سريانها، فيما سجل المرصد السوري تصاعداً للخروقات في عدد من المناطق السورية، واستهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة أماكن في قرى وبلدات بوادي بردى، في حين قصفت طائرات حربية أماكن في جرود مدينة قارة بالقلمون، كما سقطت عدة قذائف على مناطق في مدينة حرستا بغوطة دمشقالشرقية. كما قتل ستة أشخاص على الأقل بينهم أربعة أطفال بغارات جوية لطائرات النظام فجر الخميس على مناطق عدة من الريف الغربي لمدينة حلب في شمال سوريا، بعدما انخفضت وتيرة الغارات منذ بدء الهدنة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. كذلك تعرضت مناطق في مدينة مضايا المحاصرة لقصف من قوات النظام وحزب الله اللبناني، التي استهدفت المدينة بخمس قذائف على الأقل، ما أسفر عن إصابة شخص بجراح. على صعيد متصل، قضى 3 مقاتلين على الأقل من لواء عامل ضمن جيش الفتح جراء ضربات جوية يعتقد أن طائرات النظام نفذتها على منطقة تفتناز بريف إدلب الشرقي، استهدفت منطقة تواجدهم في البلدة، بينهم قيادي، فيما أصيب 8 أشخاص على الأقل بجراح، بينهم 5 أطفال ومواطنة، جراء قصف شمال شرق مدينة إدلب، كذلك قصفت الطائرات الحربية أماكن في مدينة بنّش الواقعة بشمال شرق إدلب، ما أسفر عن استشهاد طفل وسقوط عدد آخر من الجرحى، فيما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدة معارة النعسان ومدينة إدلب، أيضاً سقطت قذائف على مناطق في حي الموكامبو بمدينة حلب، بجانب قصف مكثف للنظام شهدته مناطق الأتارب والراشدين وخان العسل والقاسمية وحور ودارة عزة وطريق كفرناها - خان العسل وأورم الصغرى وريف المهندسين ومناطق أخرى بالريف الغربي لحلب. دعوة للأستانة على صعيد آخر، أوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المنظمة لن تحضر المؤتمر إذا لم تتلق دعوة رسمية بذلك، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة لا تعلم من هي الجهة التي تُرسل الدعوات الخاصة بالمؤتمر. جاء ذلك مع اجراء محادثات هاتفية بين الرئيسين التركي والروسي، لمناقشة توسيع مظلة وقف اطلاق النار في سوريا لتشمل مناطق جديدة لم تغط ضمن الاتفاق الأول. وكان مصدر دبلوماسي روسي قد ذكر أن محادثات السلام حول سوريا والمقررة في أستانة في كازاخستان ستعقد في 23 يناير الجاري. من جانبه، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، أن الجماعات التي وصفها بالإرهابية، في إشارة إلى جماعات كردية في سوريا، لن تشارك في هذه المفاوضات. من جهته، انتقد المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجيش الأمريكي بقوة بعد أن أعاد الجيش نشر بيان لتحالف يدعمه في سوريا ويهيمن عليه الأكراد على موقع تويتر وجاء به أن التحالف ليس له صلة بالمسلحين الأكراد الذين يقاتلون الحكومة التركية. وتأمل تركيا أن تراجع الإدارة الأمريكية القادمة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب سياستها في سوريا وأن توقف الدعم لمقاتلي الفصيل الكردي. تفخيخ تدمر في خطوة بدت كأن تنظيم داعش يحضر لانسحابه من مدينة تدمر، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن مصادر موثوقة، أن التنظيم بدأ في تفخيخ عدد من المواقع الأثرية في المدينة وأطرافها. وأوضح المرصد أن «طائرات حربية قصفت فجر الخميس بعدة صواريخ مناطق في قرية بابكة الواقعة في أقصى الريف الغربي لحلب» ما أسفر عن مقتل «6 أشخاص على الأقل بينهم 4 أطفال، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى».