التقى الأمين العام ل«رابطة العالم الإسلامي» عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور «محمد بن عبدالكريم العيسى» بمكتبه في الرياض أمس الأول، عدداً من طلبة كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود بحضور الدكتور سالم بن راشد المطيري. وبيَّن العيسى تعقب الرابطة للأفكار المتطرفة وكشف زيفها، قائلا: إن تلك الأفكار ليست لها مدرسة واحدة، بل تشمل عدة مدارس خرجت عن إطار اعتدالها ثم نسبت نفسها إلى مدارسها المعتدلة باعتبار البيئة التي نشأت فيها من حيث الأصل والتراب المجرد لا غير، لكن هذا اللفيف يتفق على أيدلوجية واحدة وهي الجنوح والشطط الفكري، كما يتفق أيضاً على هدف واحد وهو العمل الإجرامي ضد مَنْ يخالف منهجه المتشدد، وهذا يؤكد أن التطرف ليس مدرسة واحدة، مبينا أن الاعتدال هو التوازن بقبول منهج الواقعية، والنصوص عنده مرنة في التأويل بحسب الزمان والمكان والأحوال، ولذلك لا يمكن أن تجد التطرف يسهب في القواعد والضوابط الشرعية بل لا تجده إلا في تناول الفروع ثم إنك أيضاً لا تجده يجمع نصوصها، بل يأخذ نصاً واحداً يتفق مع ضلاله ويدع ما سواه وإن جادلته دخل معك في تكلف التأويل واستدعى تغير الحال، هذه الحال التي ينفي استدعاء تغيرها في وقائع أخرى. وأكد الدكتور العيسى أهمية دور الحقوقي المسلم في عالم اليوم؛ وهو يقوم برسالته المعتدلة، مبيناً أن رابطة العالم الإسلامي تنطلق من مبدأ حقوقي عادل معتدل، في نشر رسالتها، مشيراً إلى أن صناعة الحقوقي المتميز تبدأ من الطالب نفسه، وأن الحصيلة العلمية المجردة لا تصنع التميز والحضور، مشدداً على أن مؤهل النجاح الحقيقي للطالب هو هذا المعنى، وأن ما سواه إنما هو مؤهل ورقي يجتاز المادة المجردة تحصيلاً لا تحليلاً وإبداعاً نشطاً، وإذا كان في المادة الشرعية يقال هناك فقيه وهناك في المقابل حامل فقه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نضَّر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها، فبلَّغها مَنْ لم يسمعها، فرب حامل فقه إلى مَنْ هو أفقه منه، ورب حامل فقه لا فقه له»، وكذلك القانوني أو الحقوقي سواء بسواء. وتناول الحوار المفتوح مع الطلبة الحديث عن الاجتهاد الجماعي للمجامع الشرعية، مستعرضاً مهام المجمع الفقهي الإسلامي، والهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعين للرابطة. وحول سؤال عما قد يكون من فتاوى وقرارات متعارضة لهذه المجامع وغيرها من المجامع الشرعية المحلية، قال الدكتور العيسى، إنها تكمل بعضاً، وأن الاختلاف بينها اختلاف تنوع اجتهادي وثراء علمي، وأنه يضاف لسعة الشريعة الإسلامية. وأوضح للطلبة أن الرابطة أخذت على عاتقها إيضاح حقيقة الدعوة الإسلامية، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع.