«الشعر نغم الكلمات، والعود شاعر النغم، تهتز أوتاره كأنها أبيات قصيدة، تذهب خلف الكلمات، وتحملنا إلى فضاءٍ أرحب من الجمال»، بتلك الاجواء انطلقت الأمسية الثانية من مهرجان بيت الشعر «دورة الشاعرة فوزية أبوخالد» مع نغمات وعزف الفنان حمد الرشيد على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام، حيث كان عشاق الشعر في ليلة يمتطي جوادها الشعر فارسًا، وتتوشح سماؤها بحروفه ألحانًا، ولقاء يؤكد أن الشعراء أركانَهُ. واستهلت الليلة الشعرية بنصوص الشاعر السوري الدكتور تمام التلاوي «سوريا، درج البيت، خيول مسرجة بالذهب»، ومما تلاه: تريدين أن ننتهي الآن؟ لا يا دمشق.. تقول الحكاية إن النساء انهمرن من الشرفات وإن المدينة لم ينج فيها أحد.. بكى صاحبي فوق جسر الظهيرة. لما رأى جثتي وهي تطفو على «بردى» كالزبد. فيما قرأ الشاعر السعودي محمد الدميني، مجموعة من النصوص الشعرية منها «في ظل الموتى»، «صاعداً ادراج البهجة»، «قبلات»، «حائط» ومما جاء في نصوصه: لانفتح أبوابنا إلا لكي تدخلها حسرة ما حسرة ثملت وهي تصعد درج البهجة وقرأ الشاعر الفلسطيني عصام السعدي نصوصاً شعرية هي «مر الزمان ولم ينتبه، ما كنت سر أبي، زعقة النسر» جاء فيها: قف على صخرة من كلام وخذ جرّة الضوء ملآنه فوق رأسك قف كأنك تمثال معنى الوقوف كأن الزمان يمر بقربك مثل صديق قديم وقفت له كي يراك فمر وراح ولم ينتبه وقرأ الشاعر السعودي عبدالوهاب ابو زيد، نصوصاً شعرية منها «محاولة، كلمات، حسناً، العود، أنا مطر فأهطليني»: لا عاصم من هذا القبح الجاثم مثل الكابوس على صدر العالم إلا الشعر، فألق بيم الشعر بمرساتك وتأمل في عينيه لكي تتجلى في عينيك حقيقة ذاتك لا عاصم إلا في الكلمات المسحورة كما شاركت الشاعرة البحرينية وضحى المسجن بنصوص شعرية منها «أقول جفوتكما، صندوق الذاكرة الأسود، زهرة برية، أو غيمة أو قرنفلة» ومما تلته: دماغي حين يصبح ورقة بيضاء حين يصبح فراغاً ملوناً أفشل في ترتيب أثاثه فأضع طيفك مكان الكتاب الكتاب مكان مفتاح السيارة وقرأ الشاعر السعودي أحمد الصحيح النصوص الشعرية «لست الريح في المشهد، سأحبك فانتبهي، انتي تشرد الماء، في صوتها، هذا الشي الذي لاشي جداً»: قد يكون مكانا أو شارعاً أو انتظارا طويلا هذا الذي يحن اليك ويتذكرك فيما أنت أبعد منك عنك كما قدمت ضمن فعاليات المهرجان مسرحية «الشرقي الذي فقد»، التي تتمحور بين صراع الإنسان والإنسان والبحر في ديمومة كائنة بين نقيضين ليحكي عن غواص بحر صارع أمواج سنة الطبعة الشهيرة لينجو ولكنه وقع بيد قراصنة فاستعبدوه وأرادوا أن يسلخوه من هويته وذكرياته وحتى اسمه ولكن حبه لمريم جعله يتمسك بكل جوارحه عما يريدون سلبه منه. المسرحية من تأليف وإخراج ياسر الحسن وتمثيل حسين يوسف، ودراماتورج حسن العلي، ويساعده في الإخراج لين السيوفي، والأزياء والمكياج مريام بوخمسين، والإدارة المسرحية مالك القلاف. وشهدت الامسية ايضا توقيع مجموعة من الاصدارات للشاعر محمد الدميني، والشاعر مهدي المطوع والشاعر أحمد الصحيح. حسين يوسف في مسرحية «الشرقي الذي فقد»