قبل حوالي 30 عاما تم إنشاء مستشفى القطيف المركزي، وقتها كان عدد سكان محافظة القطيف حوالي 250 ألف نسمة، وما زال هذا المستشفى يخدم المحافظة وكافة مدنها وقراها بعد أن بلغ عدد السكان ما يزيد على 500 ألف نسمة، لا شك أنه من الصعب أن يستمر المستشفى بنفس القوة والكفاءة طوال هذه المدة، المستشفى استمر يقدم الكثير لأبناء المحافظة وما جاورها من مدن وقرى، حتى وصلت تغطيته إلى مدن بعيدة كحفر الباطن، حيث ُيعتبر هذا المستشفى الأهم على مستوى المنطقة الشرقية بعد مستشفى الدمام المركزي، إلا أن المستشفى مر بمراحل عدة ساعدته على تغطية الجهد الكبير المطلوب منه، حيث توافرت له إدارة متمكنة ساهمت في إحداث تغييرات مهمة، تساعده على القيام بدوره المتصاعد، فإدارة المستشفى الحالية المتمثلة بالدكتور كامل العباد وبدعم من إدارة الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، ساهمت في قيام المستشفى بدور كبير، أهله لمعالجة الكثير من الأمراض، حتى تلك التي عجزت عنها بعض المستشفيات الخاصة، وجعل المستشفى بكوادره الوطنية محل ثقة المرضى، وهذا لعمري هو أهم شي بالنسبة للمريض، حيث يحرص الكثيرون، على العلاج فيه بالرغم من توافر علاج لهم في المستشفيات الخاصة، وما ذلك إلا لثقتهم في تشخيص هؤلاء الأطباء الوطنيين وكفاءتهم، وأستطيع أن أذكر على سبيل المثال وليس الحصر الدكتور عيسى العقيلي والدكتور علي المبارك، وأجزم أن هناك الكثير من الكفاءات الوطنية الحاذقة ضمن مئات الأطباء الاستشاريين والأخصائيين الذين يشكل منهم السعوديون قرابة ال 80%، بالرغم من أننا لا نستطيع نفي أي حالة من حالات التقصير أو الأخطاء، إلا أننا نطمح أن تتناقص تلك الحالات إلى الحد الأدنى رحمة ورأفة بالمرضى، ولكن تلك سنة الحياة التي لا مناص منها. ويبقى أن نشير إلى الدور الذي قامت به الإدارة الحالية عبر متابعة تجديد البنية التحتية للمستشفى التي من المقرر أن تنتهي خلال هذا العام وتكون كافة أدوار المستشفى قد تم تجديدها بالكامل، علاوة على نقل بعض الأقسام إلى خارج المستشفى كقسم العلاج الطبيعي والكلى، والأمر نفسه بالنسبة لقسم الطوارئ الجديد الذي تم افتتاحه مؤخرا. والجميع ينتظر انتهاء عيادات الأسنان الجديدة لينتقل قسم الأسنان إليها، ويوفر أيضا المزيد من المساحات الإضافية للمستشفى. وتبقى المناطق الخارجية المحيطة بالمستشفى وبالذات مواقف سيارات المرضى والمراجعين التي تحتاج إلى اهتمام وإعادة ترتيب، إلا أن الخطوة الأهم، هي قرب افتتاح مستشفى الملك فهد لأمراض الدم الوراثية المقرر هذا العام، ليتم نقل مصابي أمراض الدم الوراثية إليه، وذلك يوفر حوالي 40% من أسرة المستشفى. الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، فالعمل منذ سنوات قائم لافتتاح مستشفى جديد بالقطيف بمتابعة من محافظ القطيف ووزارة الصحة ومتابعة شخصية من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، وتم رصد مليار ريال وتحديد الأرض الخاصة به، إلا أن اعتراض شركة ارامكو على استخدام تلك الأرض حال دون ذلك، ولا يزال الأمل معقودا لحل معضلة تلك الأرض، أو البحث عن أرض بديلة، وثقتنا شديدة بالحل في أقرب وقت.. وبالله التوفيق.