* تتعدد الأسماء، ويتناوب النجوم، وتهتز الشباك، لكن يبقى نجم ديربي الهلال والنصر ساطعاً في سماء العاصمة الرياض، لا يهزمه الزمن، ولا يفقد بريقه مع لمعان غيره، ولا تسقط أوراق أشجاره المثيرة والممتعة مع بزوغ أغصان غيره؛ لأنه باختصار فريد من نوعه لانه شهد تألق نجوم كبار من نوعية الأسمراني ماجد عبدالله التي عانقت أهدافه شباك الإنجليز وبلاد البن، وغيرهما ممن استعصت على أقدام ورؤوس الآخرين، هذا في الجانب النصراوي، أما في الجانب الهلالي فهناك سامي الجابر الأسطورة التي لن يمحوها الزمن من ذاكرة عشاق الأزرق. * ديربي العاصمة لم يأفل نجمه ويخفت وهجه.. وتتوارى إثارته عن الانظار.. لكن بقيت شمعته مضيئة.. بل إنه بقي في دائرة الاهتمام الجماهيري والإعلامي مهما كان وضع الفريقين الفني، فهي مباراة دوما تأتي بحسابات مختلفة مهما كانت الظروف. -بعض المواجهات لا تحتاج لكلمات، هي وحدها قصة في التاريخ والجغرافيا، ومباراة النصر والهلال، أو العالمي والزعيم، هي واحدة من تلك المواجهات، التي ينسحب فيها الحرف، وتتوقف الكلمة، وتجرف الجملة، لأنها باختصار فلسفة، يعتقد البعض فهمها لمرورها في الذاكرة لسنوات طوال، ولكنها مع كل مناسبة جديدة في النزال، نجدها أصعب مما نتصور، لعدم خضوعها لأية فلسفة مسبقة، فهي تخضع للدقائق التسعين، وما عدا ذلك سراب. * النصر والهلال مواجهة فخمة في المدرج، وفي المستطيل الأخضر، لأن الأهازيج والتيفوهات التي ينظمها جمهور الفريقين في المدرج لها سطوة في الملاعب، وأصبحت محطة لتصدير ثقافة خاصة بها، قلدها المدرج في الخليج، وأضحت الأولى بدون منازع طرباً ومفردة وتشجيعاً. ¿ المواجهة داخل المستطيل الأخضر لن تقل سخونة عن مواجهة المدرجات رغم برودة الطقس هذه الأيام، فمثل هذه اللقاءات لها أكثر من بعد، ولا تنحصر فقط في الثلاث النقاط. * يكفي أن يذكر اسم النصر والهلال لتكون مواجهة قمة القمم إعلامياً وجماهيرياً وفنياً، وكيف لا تكون كذلك وهي الديربي الأكثر إثارة للكرة السعودية. * اللافت للنظر في لقاءات الفريقين الأخيرة أن النتائج الكبيرة تحضر وبقوة، وهو سيناريو يرغب الفريقان في استمراره سواء هنا أو هناك، وسيساعدهم على ذلك كتيبة النجوم التي يتسلح بها كل فريق أمثال الأوروجوياني نيكولاس ميليسي والبرازيلي كارلوس إدواردو ومواطنه ليو بوناتيني في الهلال، والباراجوياني فيكتور أيالا والكرواتي إيفان توميتشاك في النصر فكل منهما يريد إعلان عهد جديد في نزالات الفريقين. * عطفا على كل المعطيات السابقة، فإن الفوز يتسع لأكثر من ثلاث نقاط، والخسارة لها أكثر من باب سيفتح على كل فريق لو خرج خالي الوفاض في الدرة في أمسية ستتحدى برودة الطقس فالارجنتيني دياز سيسعى لتثبيت أقدامه وتأكيد أنه ضالة الهلاليين، بينما سيكون الصربي زوران مطالباً بالفوز لتفادي مقصلة الإقالة. * نزال ديربي العاصمة، من نوع آخر تحضر فيه كل أدوات المتعة والتشويق والمنافسة الشريفة داخل المستطيل الأخضر، ولا ينقصها سوى صافرة تقود الملحمة الكروية في الدرة لبر الأمان.