أطلقت مؤسسة «الفكر العربي» تقريرها العربي التاسع للتنمية الثقافية، تحت عنوان «الثقافة والتكامل الثقافي في دول مجلس التعاون: السياسات، المؤسسات، التجليات»، وذلك في مؤتمر صحفي عقدته المؤسسة في أبوظبي. وتم الحفل بحضور وزير الثقافة وتنمية المعرفة لدولة الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والتراث الشيخة مي آل خليفة، وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين العرب بجانب مجموعة من كبار المُفكرين والمثقفين والأكاديميين والدبلوماسيين والإعلاميين. ورحب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، بالأمير خالد الفيصل، وبالحضور في أبوظبي، التي اعتادت ولا تزال تحتضن أكثر الفعاليات الثقافية اقتدارا وإبداعا. آل نهيان والفيصل يتوسطان الحضور الثقافي العربي وأكد وزير الثقافة الإماراتي على أهمية ما تقوم به مؤسسة الفكر العربي من دعم وتطوير للعمل الثقافي في الوطن العربي، في ظل قيادة الأمير خالد الفيصل الحكيمة، وإصدارها هذا التقرير السنوي، الذي يتناولُ بالدراسة الشاملة، والبحث الهادف، عبر سنواته المُتتالية الجوانب الثقافية والفكرية كافة للحياة في المنطقة العربية. ونوه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بصفةٍ خاصة بتركيز التقرير هذا العام على الثقافة والتكامُل الثقافي في دُول مجلس التعاون الخليجي، وسجل شُكره لكُل من ساهم في إعداد البُحوث والأجزاء؛ لما أظهروه في عملهم من درجةٍ عالية في الكفاءة والتميُز، كما نوه بما يُظهره هذا التقرير وبكل وُضوح من حرصٍ كبير في دُول الخليج على تنمية الإبداع الثقافي والفكري في المجتمع. ودعا إلى الالتفات بشكلٍ خاص إلى أهمية التخطيط الرشيد لكافة جوانب التنمية الثقافية، ورأى أن نجاحها كما جاء في التقرير، يتطلب تضافُر الجُهود من الجميع والعمل المُشترك من كافة المؤسسات والأفراد والقطاعات الحكومية والخاصة في المجتمع، مشددا على أهمية الانفتاح الثقافي على العالم، وتسليط الضوء على العلاقة التبادُلية بين التعليم والثقافة. وختم بتهنئة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل؛ على إصدار هذا التقرير القيم، آملا أن يُسهم في تسليط الضوء على الجُهود المبذولة لتطوير التنمية الثقافية في دُول الخليج، على طريق بناء مُجتمعاتٍ ناجحة تقومُ على الإبداع، والابتكار، والمعرفة. وأوضح الأمير خالد الفيصل بكلمته، أن التقرير هو التاسع ضمن سلسلة التقارير التي تُعدها المؤسسة وتُصدرها كل عام، وهي تُسهم في إيصال المعلومة الصحيحة عن الحالة الثقافية في الوطن العربي إلى كل مُهتم بالثقافة من المفكرين والمثقفين العرب، ومن الساسة كذلك والقيادة العربية. وعرض المدير العام لمؤسسة الفكر العربي هنري العويط للأبواب الثلاثة التي يتضمنها التقرير، إذ يتمحور الباب الأول حول السياسات والاستراتيجيات الثقافية في دُول مجلس التعاون، ويُقدم قراءة نقدية في خطة التنمية الثقافية وفي الإستراتيجية الثقافية لدُول المجلس، مُسلطا الضوء على النُظم والتشريعات، والنشاطات الثقافية المُشتركة، عارضا الإنجازات والتحديات، ومُبرزا دور الثقافة في تعزيز مسيرة التكامل. أما البابُ الثاني فيُعنى بالتعريف بأبرز المؤسسات والهيئات الثقافية، من حكوميةٍ وغير حكومية، وأدوارها، ونشاطاتها، وإنجازاتها، مُستعرضا مراكز الأبحاث والدراسات، وجمعيات اللغة العربية، والأندية الأدبية، والمراكز الثقافية، وجوائز الإبداع، ومعارض الكتب، والمتاحف، ودُور المخطوطات، وبعثات التنقيب عن الآثار، وحركة الترجمة، وإصدارات الطوابع، والإعلام الثقافي. كما يُسلط الضوء أيضا على مشاركة المرأة في الحياة الثقافية. ويرمي البابُ الثالثُ والأخير إلى الكشف عن المشهد الإبداعي الخليجي من خلال القصة، والرواية، والشعر بنوعيه الفصيح والعامي، والدراسات النقدية، والسينما، والمسرح، والفنون البصرية، وهي المجالاتُ التي تسمح بالتعرف إلى تجليات النهضة الثقافية الخليجية وأبرز أعلامها، ومناهجها، وتياراتها، ومدارسها، وسِماتها، وتحولاتها.