نفذت ميليشيات الأسد الطائفية «الإيرانية والعراقية»، الإثنين، قرابة المائتي عملية إعدام رميا بالرصاص لأهالي حلب، بينهم نساء وأطفال وفقا لشهود عيان من داخل مدينة حلب. فيما تداول النشطاء فيديو يظهر إحراق ميليشيات موالية للنظام - يقال إنها لحزب الله اللبناني - تسعة أطفال وأربع نساء في حي الفردوس وهم أحياء. في وقت تتراشق روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بتعطيل المفاوضات حول حلب ووصولها إلى طريق مسدود. من جهتها، قالت منظمة رعاية الطفولة يونيسيف: إن نحو 100 طفل عالقون في مبنى يتعرض للقصف شرقي حلب، مطالبة بإجلاء الأطفال المحاصرين فورا، فيما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الثلاثاء، بتوثيق مقتل 312 ألف شخص على الأقل في الفترة الممتدة من 18 مارس 2011 حتى 13 ديسمبر، بينهم تسعون ألفا و506 أشخاص. وأوضح أن بين القتلى المدنيين نحو 16 ألف طفل. وكانت حصيلة سابقة للمرصد في سبتمبر، أفادت بمقتل أكثر من 300 ألف شخص منذ بدء النزاع. من جهته، دعا الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، المجتمع الدولي لمطالبة سوريا بأن تسمح بمراقبة معاملتها للمواطنين الفارين من شرق حلب، محذراً من أن سكان بلدات أخرى تحت سيطرة المعارضة السورية قد يواجهون نفس المصير. وقال في بيان: «سحق حلب والأثر المروع البالغ على شعبها وسفك الدماء والمذابح الوحشية للرجال والنساء والأطفال والدمار - ونحن لم نقترب بأي حال من نهاية لهذا الصراع الوحشي.» وأضاف: «ما يحدث في حلب يمكن أن يتكرر في دوما وفي الرقة وفي إدلب. يجب ألا نسمح لهذا بأن يستمر». من جهته، طالب منسق الهيئة العليا للمفاوضات السورية فرنسا بالتدخل سريعاً، لإيقاف مجازر المدينة، والضغط دولياً على بوتين والأسد لإيقاف القصف وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة. وحمل مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، نظام الأسد وروسيا مسؤولية أي انتهاكات ترتكبها الميليشيات في حلب. هذا، ووصفت جريدة «الغارديان» البريطانية مدينة حلب بعد أن سيطرت قوات الأسد على أغلب أحيائها بأنها باتت «مقبرة كبرى»، وقالت: إن سقوط مدينة حلب في أيدي قوات الأسد يشكل «عاراً على هذا الجيل». أما وزارة الخارجية الأمريكية، فقالت:إن موسكو أبلغت واشنطن رغبتها في تأجيل وقف إطلاق النار في المدينة، وهو ماعدته واشنطن اقتراحاً غير مقبول، حيث إن ذلك يعني استمرار هجمات النظام وميليشياته على المدنيين لحين دخول أي اتفاق حيز التنفيذ، ما يؤدي بالنتيجة، حسب المراقبين إلى مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في حلب. وبالفعل هذا ما أقدمت عليه قوات النظام وميليشياته، بقيامها بإعدام الطاقم الطبي بمشفى الحياة رميا بالرصاص. وفق «العربية». وقال رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات السورية، في باريس خلال مؤتمر صحافي في باريس عقده مع الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند،:إن قوات النظام تهجر سكان حلب وترتكب المجازر بحقهم. حجاب مؤكدا التزامهم بالعملية السياسية، ونفى أنه يتم وضع شروط مسبقة كما تدعي روسيا. من جانبه، أكد الرئيس هولاند، لحجاب، أن النظام لن يفلت من العقاب. حجاب قال من جهته: إن ما يحدث في حلب كارثة إنسانية، حيث لا توجد مستشفيات بعد تدميرها من قبل النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية، مؤكداً أن نظام الأسد وروسيا يسعيان لتدمير حلب بالكامل، وقال: إن تقدمهم لن يدفعنا إلى التنازل مطلقاً. يذكر أن تلك المباحثات تزامنت مع ورود أخبار عن حجم الدمار الذي خلفه الطيران الروسي وقوات النظام مدعومة من قبل الميليشيات الإيرانية واللبنانية شرق حلب. ومن جهته، قال الدفاع المدني في حلب: إن هناك أكثر من 90 جثة تحت الأنقاض لم يتم انتشالها حتى الآن. من جانبه، ناشد المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، «المجتمع الدولي بضرورة المساعدة لإجلاء المدنيين» وضمان حرية الوجهة، مؤكدا أن الجيش الحر لا يمانع خروجهم بضمانات دولية. وأكد أبو زيد أن قوات النظام تجبر الفارين من حلب على القتال إلى جانبها. فيما ناشد الدكتور سالم أبو النصر من داخل حلب المحاصرة، «شعوب العالم» لمساعدة حلب وأهلها، وحذر من حرب إبادة تشهدها المدينة الآن من قبل روسيا وإيران ونظام الأسد. وحمّل مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية يان ايغلاند النظام وروسيا المسؤولية عن أي انتهاكات وفظائع ترتكبها حاليا الميليشيات في حلب، حسب وصفه. وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الإثنين: إن بان كي مون يشعر بالقلق من تقارير غير مؤكدة عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال في المدينة. وبحسب «رويترز»، انهارت دفاعات المعارضة الإثنين، مما أدى لتقدم واسع للجيش في أكثر من نصف الجيب المتبقي تحت سيطرة المعارضة في حلب وأجبر مقاتلي المعارضة إلى التقهقر إلى بضعة أحياء على الضفة الغربية من نهر حلب. والسيطرة الكاملة على الجيب المتبقي للمعارضة سيكون أكبر انتصار عسكري لنظام الأسد الذي تدعمه روسيا وإيران وميليشيات طائفية. وقال مصدر عسكري الثلاثاء: إن جيش الأسد وحلفاءه سيطروا بشكل كامل على جميع أحياء المدينة التي انسحب منها مقاتلو المعارضة. وبالنسبة لقوات المعارضة ما زالت تسيطر على معظم ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب الواقعة أيضا شمال غرب البلاد. وقال مراسل رويترز في المدينة: إنه بعد أيام من القصف المكثف للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة انخفضت وتيرة القصف والضربات الجوية بشكل واضح في وقت متأخر أمس الإثنين، وطوال الليل.