افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم "منتدى اليوم الدولي لمكافحة الفساد 2016م»، الخامس الذي تنظمه الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" تحت شعار "متحدون على مكافحة الفساد" ، بمشاركة مختصين ومهتمين في هذا المجال ، وذلك في فندق السوفتيل بالخبر. ولدى وصول سموه بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور خالد بن عبدالمحسن المحيسن كلمة أشار فيها إلى أنَّ اختيارَ المجتمعِ الدوليِّ شعار "متحدونَ على مكافحة الفسادِ" لهذا العامْ دليل على أن الفسادَ لا يقتصرُ على فردٍ أو بلدٍ بعينِهِ، وأنَّ تعاونَ المجتمعِ الدوليِّ في سبيل حماية النزاهة ومكافحة الفساد، سيحد بإذن اللهِ منِ الفسادِ ويجفف منابعه. وقال معاليه " إن خادمَ الحرمينِ الشريفينِ الملكَ سلمانَ بنِ عبد العزيزْ آل سعود حفظهُ اللهْ أولى أهميةً كبرى لتعزيز قيمِ النزاهةِ، والشفافية، ومكافحةِ الفساد، حينما أكَّد - حفظه الله - في كلمته للأجهزة الرقابية على أنَّ المملكةَ لا تقبلُ فساداً على أحدٍ ولا ترضَاهُ لأحدْ، ولا تعطي أيَّاً كانَ حصانةً في قضايا الفسادْ ، وذلك ما اتَّسَقَتْ معه رؤيةُ المملكةِ 2030 ، التي جاءت لتؤكد أن الشفافية ومحاربة الفساد منهج رئيسي لها للعمل على تعزيز مبادئ المحاسبة والمسألة في القطاعين العام والخاص، وعلى عدمِ التهاونِ أو التسامحِ مطلقاً مع الفسادِ بكلِّ مستَوَيَاتِهْ ، واستجابة لذلك قامت الهيئة بدراسة ومراجعة العديد من الأنظمة واللوائح والسياسات والإجراءات ذات الصلة بحماية النزاهة ومكافحة الفساد ؛ بُغية سد الثغرات التي قد ينفذ منها الفساد". وأضاف قائلا "إيماناً من (نزاهة) بأهمية الشراكة مع المجتمع أوجدت قنوات متعددة لتلقي بلاغات المواطنين والمقيمين عن شبه الفساد، كان آخرها تطبيق (نزاهة) الإلكتروني على الأجهزة الكفية الذكية للبلاغات، والحساب التفاعلي في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر "خدمات الاستفسار" لاستقبال الاستفسارات والاقتراحات والملاحظات ، ونتيجة لهذه الشراكة وتعاون المواطن والمقيم، تلقت الهيئة ما يزيد عن خمسة آلاف بلاغ ، اتخذت حيالها الإجراءات النظامية وفقاً لاختصاصها". وأشار الدكتور المحيسن إلى أن "نزاهة" ستطلق خلال هذا المنتدى خدمة "قيّم" عبر تطبيق "نزاهة" الإلكتروني، لتقييم أداء الأجهزة الخدمية المشمولة باختصاصات الهيئة، ويُعنى بقياس مستوى النزاهة والشفافية في تلك الأجهزة، ومدى رضا المستفيدين عن الخدمات المُقدمة لهم، كما سيتم تدشين الصفحة الإلكترونية لأندية نزاهة في المؤسسات التعليمية، والبالغ عددها 43 نادياً ، مؤكدا أن الهيئةَ مستمرة في العمل على تقويمِ وضعِ النزاهةِ والفسادِ في المملكةْ، من خلالِ إجراءِ الدراساتِ والبحوثِ ، وجَمعِ التقارير ِوالإحصاءاتِ والمعلوماتِ من الجهاتِ الرقابيةْ؛ والجهاتِ الحكوميةِ ذاتِ العلاقةِ، وتحلِيلِهَا لرصدِ مدَى انتشارِ الفسادِ بالمملكةْ. وفي شأن متابعة الهيئة للمشاريع بين أن الهيئة استحدثت برنامجاً لمتابعة المشاريع التنموية الكبرى في المملكة، لحرص الحكومة الرشيدة - أيدها الله - على ضمان تنفيذها على أكمل وجه ، ومن هذا المنطلق تابعت الهيئة أكثر من (161) مشروع تنموي تقدر تكاليفها بأكثر من (223) مليار ريال، وشملت المتابعة مرحلة الطرح، والترسية، والتعاقد ، لافتا إلى أن الهيئة تعمل حالياً على تطوير برنامجها للرقابة الإلكترونية والربط التقني مع عدد من الجهات ذات العلاقة ضمن جهودها لرفع كفاءة أداءها. وبين معاليه أن الهيئة في ما يتعلق بالجانب الدولي سعت لرفع مستوى التعاون والشراكة على المستوى الدولي، ومن جهود الهيئة في هذا المجال التوقيع على مذكرات تفاهُمٍ مع عدد من الأجهزة المعنية بحماية النزاهة ومكافحة الفساد ، حيث وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع هيئةِ الرقابةِ الإداريةِ بجمهورية مصر العربية، كما ستقومُ الهيئة هذا الأسبوع بتوقيعِ مذكرةِ تفاهمٍ مع هيئة مكافحة الفساد بجمهورية إندونيسيا، وسيتم على هامشِ هذا المنتدى توقيعُ مذكرةِ تفاهُمٍ مع الأكاديميةِ الدوليةِ لمكافحةِ الفسادِ، بالإضافة إلى إيجاد مشاريع تعاون مع هيئات أخرى مختصة لتبادل الخبرات وبناء القدرات. وأعرب الدكتور المحيسن في ختام كلمته عن الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة الشرقية على افتتاحه ورعايته للمنتدى. بعد ذلك ألقى عميد الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد مارتن كروتنر كلمة قدم خلالها نبذة عن الأكاديمية وما تقدمه من جهود في مجال مكافحة الفساد ، مستعرضا بعض النقاط التي سيتناولها خلال جلسات المنتدى ، معربا عن شكره إلى هيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" على دعوته وتنظيم هذا المنتدى. عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة أعرب فيها عن سعادته بافتتاح المنتدى الذي يرسخ مبادئ النزاهة والشفافية ، كما أعرب عن شكره للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" على تنظيمها لمثل هذه المنتديات الدولية المهمة التي تأتي لتجسد مشاركة المملكة في تعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد المالي والإداري. وأكد سموه إن المملكة ومنذ توحيدها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - وهي تستمد منهجها في مكافحة الفساد من تعاليم ومبادئ ديننا الحنيف الذي هو مصدر التشريع في هذه البلاد المباركة ، فقد أعلن الملك المؤسس - رحمه الله - إنشاء صندوق الشكاوي منذ العام 1347 ه والذي جاء في بيان رسمي نصه "بأن من له ظلامة على كائن من كان موظف أو غيره كبير أو صغير ثم يخفي ظلامته فإنما إثمه على نفسه وأن من له شكاية فقد وضع على باب دار الحكومة صندوق للشكايات مفتاحه لدى جلالة الملك فليضع صاحب الشكاية شكايته في ذلك الصندوق". وأعرب سموه عن أمله أن يحقق المنتدى ما يصبوا إليه من توصيات تنعكس على الأداء والإسهام بشكل فاعل في مكافحة الفساد وأن تتواصل الجهود والبحوث العلمية لدعم مكافحة هذا الداء بشتى صوره ومظاهره وأساليبه ، مؤكدا سموه عدم التسامح والتهاون مع المفسدين ، مختتما سموه كلمته بقوله تعالى "إن الله لا يحب المفسدين" . ويناقش المنتدى من خلال جلستين جهود الجهات الحكومية والخاصة في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، بمشاركة عدد من المختصين في هذا المجال. وعلى هامش المنتدى دشن رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور المحيسن خدمة "قيّم" عبر تطبيق "نزاهة" الإلكتروني ، والصفحة الإلكترونية لأندية نزاهة في المؤسسات التعليمية ، كما وقع مذكرة تفاهم مع الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد.