عاد الهلال فعادت بعودته متعة كرة القدم. مدرب يتميز بالفطنة يخطط، ونجوم مشبعة بالمهارة والفن الكروي تنفذ، وجماهير عاشقة على المدرجات تبدع وتطرب. بدأ الهلال يسير في الطريق المعلوم. لا أقصد طريق النتائج والأرقام القياسية، بل طريق الفن والمتعة الكروية. فإذا اجتمعت المتعة الكروية بالنتائج الكبيرة؛ بات الفريق مرعبا. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. ما سر هذا التحول الرهيب؟ الإدارة نفس الإدارة، واللاعبون نفس اللاعبين. هذا يظهر لنا أن الهلال وجد ضالته في المدرب العالمي (رامون دياز)، دياز خلق حالة من الاستقرار الفني بدليل أنه لعب آخر ثلاث مباريات بنفس التشكيلة، دياز ركز على الحالة النفسية ونجح في إعداد فريق ينعم بالاستقرار النفسي، دياز ركز على رفع الروح المعنوية فأوجد لاعبين كالأشباح يرعبون المنافسين قبل دخولهم الملعب، دياز تعرف جيدا على إمكانيات نجومه فأعاد بريق العابد وموهبة الحافظ وحيوية الشهراني والبريك وخطورة ياسر القحطاني وناصر الشهراني، وبات الأجانب الأربعة يصنعون الفارق مع الفريق. الأهم من ذلك كله، أن تستمر الصحوة الهلالية، ويتواصل العطاء الهلالي. وهذا يحتاج مواظبة وانضباطا وحرصا من اللاعبين، ودعما إداريا من كافة النواحي الفنية والمادية والمعنوية. ومساندة جماهيرية بالحضور المكثف والفاعلية على المدرجات. الفريق الهلالي بقيادة رامون دياز بات مرشحا قويا للمنافسة على كل البطولات؛ بشرط أن يستشعر نجومه مكانة فريقهم وسمعته وشهرته وجماهيريته وبطولاته وإنجازاته. الهلال الحالي بقيادة رامون دياز يختلف عن هلال الماضي القريب الهلال. والاختلاف بات واضحا وجليا فهلال الماضي القريب كان يسجل هدفا ويستميت دفاعا عنه، أما الهلال الحالي فيسجل هدفا ويبحث عن التعزيز، وعندما يعزز يبحث عن التأكيد وعندما يؤكد يبحث عن رفع المعدل التهديفي. ولكي تكتمل حالة الطمأنينة لدى جماهير الهلال هم بانتظار واحدة من المباريات المفصلية وهي قريبة جدا حيث سيواجه غريمه اللدود ومنافسه التقليدي النصر يوم الجمعة القادم. فإن تجاوز هذه المباراة بنفس الطريقة التي تجاوز فيها الأهلي والشباب والوحدة فإنه سيكون قد قطع نصف الطريق نحو العودة لبطولة هو زعيمها غاب عنها خمسة مواسم. قبل الوداع.. عندما يظهر الهلال يصاب المنافسون بالرعب والخوف والهلع. عندما يتجلى الهلال لا تخفيه أخطاء تحكيمية. عندما يسطع نور الهلال لا تخفيه نجومية فريق آخر. عندما تبرز روح الهلال يتحقق الفوز وبطريقة الإمتاع. خاطرة الوداع.. في حالة واصل الهلال نجاحه في الدوري؛ سيقول الآخرون ظهر الهلال بسبب تراجع مستوى الفرق الأخرى.