ارتكبت الطائرات العراقية في غارة جوية مجزرة غربي محافظة الأنبار قتل وأصيب فيها عشرات المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، واستهدفت الغارة سوقاً في ساعة الذروة، وقال مواطنون هناك إن الغارة قتلت عائلات كاملة، فيما كان البعض منهم يصطفون لاستلام رواتبهم، بحسب شهود عيان. وقد خلف القصف قرابة مائتي جريح وألحق دمارا واسعا بالسوق، وحرق ودفن العشرات ممن كانوا في السوق تحت أنقاضه. وأعلن مجلس محافظة الأنبار أن ما يزيد على مائة شخص مدني قتلوا في الغارات، التي نفذتها طائرات عراقية على مدينة القائم وأثارت المجزرة استياء كبيرا، فيما قال مغردون على وسائل التواصل الاجتماعي إن الحادثة مقصودة. من جهته، أشار متحدث باسم مجلس محافظة الأنبار إلى أن الغارة شنتها طائرة عراقية بعد الظهر، وطالب الحكومة بفتح تحقيق. وقال عيد عماش إن «الغارة استهدفت سوقا في ساعة الذروة، وكان هناك متقاعدون يصطفون لقبض رواتبهم، وأشخاص يقبضون رواتب ومدفوعات الضمان الاجتماعي». وأضاف إن «عائلات بأكملها قتلت». والقائم ومحافظة الأنبار الغربية، التي تقع فيها تسكنهما أغلبية سنية. وتقع البلدة على نهر الفرات شمال غربي بغداد وهي جزء من منطقة نائية قرب الحدود مع سوريا ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش. بدوره، قال القيادي القبلي في مدينة الحديثة القريبة معاذ الجغيفي إن «بين 70 و80 شخصا قتلوا» في مدينة القائم، لكنه لفت إلى أن الغارة شنت من قبل التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدة. لكن المتحدث باسم التحالف الكولونيل جون دوريان، قال لفرانس برس: «لم نشن غارة على تلك المنطقة في ذلك الوقت». ولم يصدر أي تعليق فوري من قيادة العمليات المشتركة العراقية المشرفة على المعارك ضد تنظيم داعش. وندد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في بيان، بالغارة الجوية «التي طالت المدنيين العزل في مدينة القائم واستهدفت مراكز تسوق للمواطنين وتسببت في استشهاد وجرح العشرات منهم، وعدها جريمة يجب محاسبة مرتكبيها». وأوضح عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، محمد الكربولي، أنه لم يتم تحديد هوية الطيران المسؤول عن الغارة. وجاءت تلك الغارة الدامية، فيما تخوض القوات العراقية مواجهات شرسة ضد تنظيم داعش الإرهابي في عمق الجانب الايسر من مدينة الموصل، شمال البلاد، وتتقدم باتجاه نهر دجلة بهدف فرض تفوقها في العملية، التي انطلقت قبل سبعة اسابيع لاستعادة المدينة. ودفعت المواجهات خلال تقدم القوات العراقية لاستعادة الموصل، ثاني اكبر مدن العراق وآخر اكبر معاقل الإرهابيين فيه، آلافا من اهالي المدينة للنزوح الى مخيمات مزدحمة حيث يواجهون ظروفا صعبة مع انخفاض درجات الحرارة الى اقل من الصفر. واكد ضابط كبير في قوات الفرقة التاسعة من الجيش السيطرة على مستشفى السلام المؤلف من خمسة طوابق وحيث وضع الإرهابييون قناصة في الطوابق العليا. وقال رئيس اركان الفرقة التاسعة العميد شاكر كاظم ل«فرانس برس» ان القوات تقدمت في حي السلام على بعد حوالي كيلو مترين من دجلة «لكن الوضع حرج اليوم لأن المعارك عنيفة». واضاف «سيطرنا على مستشفى السلام الذي كان يعد مركز قيادة لداعش، من المفترض أن نواصل تقدمنا باتجاه الجسر الرابع للالتقاء بقوات مكافحة الارهاب في جنوب شرق المدينة. بوصولنا الى نهر دجلة، ينتهي واجب الفرقة التاسعة».