ضيف ملحق «آفاق الشريعة» هذا الأسبوع ولد بمحافظة بلجرشي بالباحة عام 1387ه، تخرج في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء عام 1409ه، وحصل على درجة الماجستير في المحاماة والقانون التجاري، وعمل مديرا لعدد من المدارس بالمنطقة الشرقية، حصل على العديد من الدورات، وكان إماما وخطيبا لجامع اليرموك بالدمام من عام 1409ه، قبل أن ينتقل الى جامع أحمد الغامدي بالفيصلية قبل خمس سنوات، كما شغل العديد من المناصب في اللجان الاجتماعية والجهات الخيرية، ويعمل الآن محاميا قانونيا ومستشارا شرعيا بالإضافة للإمامة والخطابة؛ ضيفنا فضيلة الشيخ فوزي بن أحمد السبتي، بعد أن رحبنا به، قدمنا له هذه التساؤلات: ▪ دور منابر الجمعة قوي ومؤثر في المجتمع السعودي، كيف ترى حالها تماشيا مع الأوضاع الراهنة؟ * لا شك أن للمنبر دورا عظيما جدا في التوجيه والإرشاد والتعليم وسبب هذا الدور التأثيري هو هذه القدسية للمنبر والتي يشعر بها كل رواد الجوامع؛ ومن هنا ينبغي على الخطباء الاستفادة من هذه التهيئة النفسية وذلك بالحديث عن كل ما يهم المجتمع وما يهم المسلم في كل مكان. ▪ إذا طلبت منك ترتيب المنابر الدينية والإعلامية والثقافية بمختلف أنواعها، أين تضع منبر الجمعة بينها؟ * منبر الجمعة يحتل المركز الأول والترتيب المتقدم، وذلك لأن له قدسية كبيرة في نفوس المستمعين، وكل من يحضر الجمعة على استعداد كامل لتلقي كل ما يسمعه بالقبول. الشيخ فوزي السبتي متحدثًا ل«اليوم» ▪ اتجه بعض الدعاة وخطباء المساجد إلى نشر ما يقومون به من خلال مواقع الإنترنت، ما تقييمك لذلك؟ * ينبغي أن يستفيد الخطيب من كل منجز حضاري وتقدم علمي، وتقنية الإنترنت وسيلة دعوية رائعة ومؤثرة، وأرى أن عددا كبيرا من الخطباء بدأوا يتجهون لهذا الاتجاه، ولذلك هناك مواقع كثيرة لخطباء كثر، ومواقع عديدة يستطيع الخطيب الدخول إليها والاستفادة مما ينشر فيها، من خطب ومقالات ودروس وغيرها. ▪ بعض الدول الغربية منعت صوت الأذان في المساجد، هل يجب على المسلمين المطالبة بإعطائهم حقهم في ذلك؟ * هذه الدول التي منعت الأذان من المساجد يصدق عليها قول الله سبحانه وتعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ»؛ على هذه الدول التي تتبجح وتدعي الديموقراطية والحرية أن تمنح المسلمين هذا الحق الشرعي والإنساني، كذلك على الدول الإسلامية أن تطالب تلك الدول بالتراجع عن هذا القرار الجائر، الظالم، من خلال القنوات الرسمية، ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني. ▪ نرى رجال الأعمال يتنافسون في بناء وتزيين المساجد، ما حدود ذلك في الشريعة الإسلامية؟ * لا شك أن بناء المساجد وعمارتها من أعظم القربات عند الله سبحانه وتعالى «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة»، لكن هذه العمارة وذلك التنافس في البناء ينبغي أن يكون بضوابط الشرع، وألا يكون مبالغا فيه الى حد الإسراف، والا يكون هناك زخارف، لأن ذلك من علامات الساعة. ▪ كيف ترى أوقاف المساجد التي يعود ريعها على صيانة ودعم المساجد؟ وماذا ينقصها؟ * الأوقاف لها دور كبير، والحمد لله بدأت الأوقاف تؤدي دورا كبيرا في حياة الناس اليوم، ولذلك نلاحظ أن المساجد التي تمتلك أوقافا، لديها رصيد كبير من الأموال تنفق منها على برامج تلك المساجد، والصيانة، والحلقات والمحاضرات وغيرها، وعلى القائمين على هذه الأوقاف العناية بها ورعايتها، وسن القوانين اللازمة حتى تؤتي هذه الأوقاف أكلها. ▪ أنشئت المساجد للعبادة، ولكن ماذا عن الاستثمار في المساجد، كالمساحات الخارجية مثلا؟ * لا حرج في ذلك ما دام أن هذا الاستثمار لا يخالف الشرع «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ»، «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ»، هذه نصوص صريحة في جواز ذلك، ولا تعارض بين ذلك وبين العبادة والصلاة. ▪ حدثنا عن ردود أفعال المصلين بعد صلوات الجمعة، خصوصا بعد سماعهم للخطبة؟ * تختلف ردود الأفعال باختلاف التفاعل مع الخطيب، فإذا كانت الخطبة تلامس واقع الناس وتتحدث عن همومهم وهموم أمتهم، كان التفاعل كبيرا، وأما إذا وقف الخطيب يتحدث عن موضوع لا علاقة له بمشاكل الناس واهتماماتهم فلن يكون له أي تأثير ولن يكون هناك أي تفاعل، ومن هنا ينبغي على الخطيب أن يتقي الله فيما أسند إليه من عمل عظيم، وأن يبحث عن كل وسيلة وطريقة يصل من خلالها إلى قلوب الناس ومشاعرهم.