الجولة الرسمية الحالية التي يقوم بها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - لعدد من دول مجلس التعاون الخليجي تكتسب أهمية خاصة في ظل ظروف صعبة تمر بها الأمة العربية. ويتوجب وفقا لهذه الظروف أن يتوحد الصف الخليجي لمواجهة ودرء مردوداتها السلبية على أمن واستقرار وسلامة ووحدة دول المنظومة الخليجية. ويبدو أن التنسيق والتشاور مهمتان رئيستان لدعم مسيرة التعاون داخل المنظمة الخليجية. وهذا الدعم يصب في قنوات ومصالح التعاون المنشود بين دول المنظومة وهو السبب الرئيس والمحوري لقيام وتأسيس مجلس التعاون بين الدول الخليجية الست لما فيه دعم مسيرة النهضة والتنمية داخل الدول الخليجية بشكل جماعي لخير ورخاء المواطنين الخليجيين. ولا شك أن دعم المسار الاقتصادي بين الدول الخليجية يقف على رأس مباحثات قائد هذه الأمة مع زعماء دول المنطقة، وهو دعم يفرضه الواقع العالمي المشهود، فالعصر الراهن هو عصر التكتلات الاقتصادية بين الدول الاقليمية في العالم، والتشابه الكامل في مختلف المسارات بين دول الخليج يحتم قيام تكتل خليجي مطلوب فيما بينها في عصر التكتلات الدولية المشهودة. والأزمات القائمة في سوريا والعراق واليمن تتطلب من زعماء دول المجلس تبادل وجهات النظر حيالها والبحث في أفضل وانجع وأقصر السبل لحلحلتها وتسويتها، فتلك الأزمات لها تأثيرها المباشر على مصير الشعوب الخليجية والعربية، ولها تأثيرها المباشر أيضا على سائر المصالح العربية المشتركة التي لابد من تقويتها ودعم مساراتها، فالحروب العاصفة القائمة في تلك الدول تحول دون النظر في تقوية ودعم تلك المسارات. وأمام العالم العربي - ودول الخليج جزء لا يتجزأ منه - مهمة تتعلق بالكيفيات التي سوف تعالج بها الادارة الأمريكية الجديدة المنتخبة مشكلات العالم وأزماته ومن بينها تلك الأزمات والحروب وعلى رأسها أزمة الشرق الأوسط باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب، فتنسيق المواقف أمر مهم للتعامل مع تلك الادارة الجديدة التي تمثل ثقلا سياسيا هائلا لمعالجة وتسوية القضايا الدولية دون استثناء. وملف الارهاب من الملفات الهامة التي يجب معالجتها خليجيا وعربيا، وتبادل الرأي حيال مكافحة خليجية جماعية لهذه الظاهرة الخبيثة يمثل مهمة حيوية في سائر اللقاءات بين زعماء دول المجلس، فتلك الظاهرة التي تظهر برأسها الخبيث بين حين وحين داخل دول المنظومة الخليجية مازالت تهدد أمن دول المنطقة واستقرارها، ولابد في هذه الحالة من صناعة الاستراتيجية الخليجية الواحدة لمواجهة تلك الآفة واحتوائها. ولعل أهم مسألة سوف تحظى باهتمام خاص أثناء زيارة قائد هذه الأمة لعدد من دول مجلس التعاون الخليجي هي تعزيز الروابط بين دول المنظومة، وهذه مسألة حيوية ومحورية، وتمثل في حجمها أهم مشروع من مشروعات المجلس، وهو تعزيز سوف تنعكس آثاره الايجابية على مختلف مسارات التعاون الخليجي، وعلى رأسها المسار الاقتصادي الذى مازال يحظى باهتمام ورعاية قادة دول المجلس. انها زيارة هامة لخادم الحرمين الشريفين سوف تصب أهدافها الخيرة في قنوات المصالح المشتركة لدول المجلس، وهو ما يسعى اليه قائد هذه الأمة ويسعى اليه الأشقاء في دول المنظومة الخليجية.