«نوح كابارينو» داعية فلبيني، أسلم في السعودية عن طريق مكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، وتعلم الإسلام حتى أصبح داعية بالمكتب التعاوني بالبطحاء بالرياض قبل سنوات، ثم انتقل الى الفلبين ليصبح أحد أشهر الدعاة الى الإسلام فيها، لا يكل ولا يمل في التنقل ونشر الإسلام في بلاده؛ تعرض لاطلاق نار من مجهول يوم الأحد الماضي، وقتل وهو يؤم المصلين لصلاة العصر في العاصمة الفلبينية «مانيلا»، «اليوم» بدورها أخذت آراء بعض مسؤولي مكاتب الدعوة والإرشاد في قضية مقتل الداعية كابارينو، كذلك سألتهم عن مشاعر المجتمع عند إشهار غير المسلم إسلامه، وماذا تمثل لهم أرقام المسلمين الجدد بمكاتب الدعوة. الدعوة إلى الله ماضية وفي هذا السياق قال رئيس اللجنة التنفيذية بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالظهران «سراج»، الشيخ حسين بامشموس: لا شك في أن وفاة الداعية الفلبيني نوح كابارينو، خسارة على الدعوة ولكنه القدر المحتوم ولا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنَّا لله وإنا اليه راجعون»، ولكن الدعوة الى الله ماضية حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فقد ذهب خير الخلق صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومضت الدعوة قدما وانتشر الاسلام في كل اصقاع المعمورة، وسينتشر بإذن الله حتى لا يبقى بيت حجر ولا مدر إلا وسيصله نور الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل، ولئن ذهب نوح كابرينو، رحمه الله، بأيدي الغدر والخيانة والكفر فسيأتي من بعده ألف نوح ونوح، والداعية نوح كابارينو دعوته مستمرة بإذن الله بطلابه ومحبيه وحبذا لو تنادى الأخيار هنا وهناك، لبناء جامع وصرح علمي في الفلبين باسمه رحمه الله؛ ليكون معلماً للدعوة الى الله عز وجل وأجراً للفقيد. سعادة الدارين وأردف الشيخ بامشموس: لا شك في أن مشاعر الغبطة والسرور هي السائدة لدى كافة شرائح المجتمع وكذلك العاملون في سلك الدعوة إلى الله في المكاتب التعاونية المنتشرة في مملكتنا الحبيبة، وببساطة تستطيع أن تلمس هذا عند إشهار إسلام أحدهم في الجوامع ومدى البشر، والسعادة، في وجوه الحضور والمباركة للمسلم الجديد بهذه النعمة العظيمة وهنا يكون الفرح الحقيقي كما قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون»، فالإسلام من اعظم النعم على الانسان وتستحق الفرحة بالحصول عليها لتعلقها بسعادة الدارين، والحبيب صلى الله عليه وسلم كان يفرح بدخول الناس في الإسلام، كما كان من حاله لما اسلم عكرمة بن أبي جهل، وكذلك بإسلام عدي بن حاتم، وبغلام اليهودي الذي زاره صلى الله عليه وسلم فدعاه للإسلام فأسلم بإشارة من أبيه عندها فرح الرسول صلى الله عليه وسلم وقال «الحمد لله الذي أنقذه من النار»، وكم سُر صلى الله عليه وسلم بإسلام الفاروق لعظيم نفعه وقوته وأثر ذلك على الدعوة الناشئة، مضيفاً: بالجملة فإسلام فردٍ من الناس له أكبر الأثر والفرحة للمجتمع بأسره وهو الثمرة الفواحة لأعمال مكاتب الدعوة. واجبٌ على كل محب من جانبه قال المدير التنفيذي للمكتب التعاوني برأس تنورة، الشيخ محمد العمري: لا شك في أن المسلم يفرح ويُسر بكل ما فيه خيرٌ للإسلام والمسلمين، ومن ذلك الفرح والسرور بدخول المهتدين الجدد لدين الإسلام، وهو واجبٌ على كل محبٍ لهذا الدين وأهله، كيف لا يكون كذلك وقد أنزل الله قرآناً يتلى إلى يوم القيامة في الثلاثة الذين تاب عليهم وهم مسلمون وفرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فما بالك بمن يدخل لهذا الدين وكأنه ولد كيوم ولدته أمه، موضحاً أن هذا مما يحفز المجتمع على التفاعل والدعم لأنشطة المكاتب التعاونية، ويحفز القائمين لبذل المزيد من الجهد لهداية غير المسلمين لدين الإسلام. مشعل نور وعن وفاة الداعية الفلبيني نوح كابارينو، قال الشيخ العمري: أعزي نفسي وإخواني الدعاة قبل أهله وذويه بهذه المصيبة العظيمة، وأدعو الله أن يغفر له ويرفع درجته في المهديين ويخلفه في عقبه في الغابرين ويفسح له في قبره وينور له فيه بما قدمه لخدمة هذا الدين ودعوة غير المسلمين إليه بما شهدت له سيرته الرائعة في ذلك. وتابع العمري حديثه: أحث نفسي وإخواني الدعاة في كل مكان، وفي الفلبين خصوصاً على بذل المزيد في هذا الجانب، وألا تكون مثل هذه الحوادث مما يفت في عضدهم، ويعوقهم عن مواصلة دعوتهم وهم يعرفون الثغرة التي هم عليها والمكانة التي اختارها الله لهم في الدنيا وسيثيبهم عليها في الآخرة، «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم»، فكيف بمن هدى الله على يديه شعوباً وقبائل، وجعله الله مشعل نور وهداية لخلقه. لغة الأرقام وأضاف الشيخ العمري: لغة الأرقام في المكاتب التعاونية، هي أحد مقاييس بعض الأعمال من حيث النجاح أو الإخفاق، لكنها في باب الدعوة وهداية الخلق خصوصا لا ينبغي أن تكون كذلك لأن أهم عامل فيها هو توفيق الله وهدايته لمن شاء من خلقه، «إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»، وهذا لا يمنع أن تعتبر وسيلة للاستئناس بها، ومراجعة وسائل وطرق الدعوة التي يمارسها الدعاة في الدعوة إلى الله. قال صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح: «عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِىُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِىُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ...»، وهذا ليس قصوراً في دعوتهم، ولكن تأكيداً على أن الهداية بتوفيق الله، وأن لغة الأرقام ليست هي المقياس الوحيد للنجاح في الدعوة، وبناء عليه؛ فلغة الأرقام يمكن الاعتماد عليها في بعض ما تقدمه المكاتب الدعوية من خلال برامجها ومناشطها وإبداعاتها للمستفيدين من دعوتها مما له بالغ الأثر في تفاعل الداعمين والعاملين والمستفيدين. 400 مكتب بالمملكة من جانبه قال عضو مجلس الإدارة ومدير إدارة الدعوة بالمكتب التعاوني بالراكة، الشيخ خالد الخضير: لا شك في أن دعوة غير المسلمين للدخول في دين الله عز وجل من أنفس الأعمال الجليلة التي لها أثر على المجتمع، وذلك من أعظم قوائم المجتمع المسلم ولله الحمد، وفق الله بلادنا المباركة بافتتاح المكاتب التعاونية، التي انتشرت في بلادنا وزادت على 400 مكتب في المدن والقرى والهجر، مما انعكس أثره على الجاليات الوافدة بمختلف الجنسيات. وأما عن وفاة الداعية الفلبيني نوح كابارينو فقال الخضير: نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، والله إنه ليغبط من كان سببا في دعوته للإسلام فهؤلاء سفراء خير لبلدانهم ينشرون دعوة الخير، وأقول للجميع أن يساهم في برامج كفالة الدعاة لأنهم سيكونون سببًا في دعوة غيرهم وأهليهم. مسؤولية الأمة فيما قال مشرف الدعوة بالمكتب التعاوني بغرب الدمام «نور» الشيخ خالد المطيري: لا شك في أن تبليغ رسالة الإسلام إلى غير المسلمين من مسؤولية الأمة المسلمة وديدنها، وأثر بشائر المسلمين الجدد على المجتمع عديدة، فإذا كان المجتمع مسلما فله آثار منها: انه سبب قوي لحث أفراده للمشاركة فى أمور الدعوة، وتوجيه إحساس أركان المجتمع وأفراده إلى خدمة الدين، ودعوة عملية للقيام بأعباء هذا المنصب رسميًّا أو اجتماعيًّا، ونزول البركة وحصولها فى المجتمع الإسلامي، حيث يقوم أفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رئاسة السكون والاطمئنان بعد القيام بما كلفوا من الله والرسول «بلِّغوا عنى ولو آية»، وسيادة السعادة فى المجتمع حيث قام بأداء المسؤولية نحو غير المسلمين وغيرها، منوهاً الى أنه في حال كان المجتمع غير مسلم فله آثار منها: تعريف الإسلام فى هذا المجتمع غير المسلم، وهذا نوع من التبليغ، مبادرة أهله إلى مطالعة الإسلام والاستعلام عنه بما يتسبب إلى إسلام غيره، نشر الأخلاق الإسلامية فى المجتمع إذا كان أهله يراقبون المسلم الجديد فى معاملته مع الآخرين، سوق المجتمع ودعوته إلى التفكر عن الإسلام والمسلمين، وغيرها. وعن وفاة الداعية نوح كابارينو، قال المطيري: أدعو الله أن يكتب لهذا الداعي – رحمه الله – الشهادة فى سبيل الإسلام، وانصح جميع الدعاة فى بلاد العالم بألا يتركوا الحكمة فى سبيل الدعوة، وينبغي لهم الحذر والاحتياط في أنفسهم ومالهم وعرضهم وأهلهم، ومع ذلك لو تعرضوا لما يسوؤهم، فهو بقضاء الله و قدره، وما قدر الله فعل، ففى حياة النبي صلى الله عليه وسلم قتل سبعون صحابيا بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم كالدعاة إلى الإسلام. نتطلع لدعم التجار وقال مدير المكتب التعاوني بالقطيف، الشيخ راشد الهاجري: إن إشهار المسلم الجديد إسلامه يفرح العاملين والمجتمع كافة، ويمدهم ببذل المزيد من الجهد والوقت والمال، كيف لا وهم يضعون نصب أعينهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»، مضيفا: مما يُعرف أن لغة الأرقام تعكس الإنجاز؛ ولكنها لا تكفي، فمما نعرفه أن الحرص على الكيف النوعي أهم من الكم، حتى لو كانت الأرقام مطلبا يراه البعض مهماً للتسويق ولإبراز العمل.