سأكتب هذه الكلمات في هذه الصحيفة، ولا أعلم هل سيقرؤها أحد سوى الذي سيراجعها قبل السماح لها بالنشر في هذه الصحيفة الكريمة، حقيقة.. لا أدري، لكنني سأكتبها في حق هذا الرجل العظيم الذي حوّل الصحراء إلى شموخ، ومنح الجميع أوسمة العزة والفخار، هذا الرجل الذي أبى الضيم، ولبّى نداء الجار الشقيق. فمرحبًا بكم يا خادم الحرمين في المنطقة الشرقية التي تمثل شبكة وطنية حيوية ضمن منظومة منغرسة في التاريخ والجغرافيا اسمها ثابت وفرعها في السماء، هذا الكيان السياسي العريق الذي يربط مكوناته المتعددة روح واحدة وقلب واحد ينصهران جميعًا في جسد واحد اسمه المملكة العربية السعودية. مهما قلت فيه فلا أوافيه حقه، فهو منذ أن كان أميرًا، ثم ولي عهد المليك الراحل إلى أن استلم القيادة، كان طاقة نشاط، وشعلة حياة، منح المثقفين وقته وجهده، وأسبغ على البلاد مكانتها التي أراد لها المؤسس أن تكون، فكان بحق شبيه أبيه بكل شيء. رجل اكتسب مهارة الاستمرار، وجرأة التحدي، وإصرار القائد الشجاع على اتخاذ المواقف الصعبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. مرحبًا بكم يا خادم الحرمين في المنطقة الشرقية، يا من ذكرتنا بأنفسنا، بأننا عرب أباة نأبى الضيم، ونقبل التحدي ونغيث الملهوف ونجير المستجير، بعد أن شوهتنا ثقافة العولمة والنظام العالمي الجديد، بعد أن استمرأنا السير في ركاب السائرين، نطلب منهم الحلول لقضايانا المصيرية، فأنت العلم الظاهر والفعل الحاضر والضمير البارز في زمن صار الجميع يستعذبون مرارة الضمير المستتر. مرحبًا بكم يا خادم الحرمين في المنطقة الشرقية. فأنت الوجه المشرق الجميل لكل ما كنا نقرأ أو نسمع عنهم من حكايات وشخوص شكّلت ثقافتنا، وأعلمتنا بأننا عرب في زمن يكره الجميع مهارة الإعراب ويشوّه جماليات اللغة. مرحبًا بكم يا خادم الحرمين في المنطقة الشرقية، مرحبًا بكم، ولا أدري بأي العبارات سأبدأ، ومن أي الجمل سأختار؟ لكنني كتبت ما كتبت، ونقشت ما نقشت، وكلّي أمل ورجاء أن تلامس عظمة القائد وعنفوان الرجل النبيل.