كشف مسؤولو مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الصعوبات التي تواجه المركز خلال تقديمه المساعدات الإنسانية التي يقدمها لكافة أرجاء اليمن وقيام الميليشيات الحوثية بمنعها واحتجاز بعضها، وكذلك التحديات التي تواجه الجهود الإنسانية، وما قدمه المركز خلال السنة ونصف السنة الماضية من عمره. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المركز في فندق ماريوت الرياض برئاسة المدير التنفيذي للمركز ماهر الحضراوي ومدير إدارة الإحصاء والتحليل فالح السبيعي ومدير المساعدات الإنسانية عبدالله الرويلي، حيث بدئ المؤتمر بعرض فيلم عن الإنجازات والخدمات الإغاثية والإنسانية التي قدمها المركز للمنكوبين في العالم خصوصاً اليمن. واستعرض المدير التنفيذي خلال المؤتمر المسيرة التاريخية للمملكة العربية السعودية بدءاً من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- مؤكداً أن هذا الموروث الثقافي لا يستغرب، فالمملكة ومسؤولوها ومواطنوها على قناعة تامة بالاهتمام بالعمل الإنساني. وأوضح الحضراوي أن إنشاء المركز جاء ليصبح ذراع خير للمملكة في تقديم المساعدات للمحتاجين في كافة أرجاء العالم وليواكب رؤية المملكة 2030، إذ جاء لتنسيق المساعدات والأعمال الإغاثية والإنسانية، ومظلة لجميع الجهود التي تقدمها المملكة. وقال: المملكة على إيمان تام بتطوير العملين الإغاثي والإنساني، ونتطلع إلى إنجاز مهم وهو تحقيق ما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- من حيث تقديم المساعدة للمحتاج دون دوافع، مشيراً إلى أن المركز انطلق منذ البداية بقوة وتواصل مع الخبرات ومؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي الإنساني. وبين الأساليب التي يتخذها المركز لضمان وصول مساعداته للمنكوبين من خلال الرقابة المباشرة لما يتم تقديمه، أو عن طريق التقارير المهنية الدقيقة، بالإضافة إلى التنسيق المسبق مع اللجنة العليا للإغاثة لمراقبة أداء تلك المنظمات أو عبر تقديم الخدمة والاستعانة بالشركات والرفع بالتقارير عن الجهة المنفذة، بالإضافة إلى الأدوار المهنية التي يقدمها مكتب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في عدن. وأشار إلى أن هناك مقراً مختصاً لدراسة المشاريع الإنسانية والإغاثية ميدانياً، مبيناً أن المركز نفذ عدداً من المشاريع التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني وأن هناك تعاوناً قائماً مع المنظمات الإنسانية وفق القوانين والتصاريح، وتتم المفاضلة وفقاً للخبرة وضمان وصول المنتج إلى المحتاج بجودة عالية. كما استعرض الحضراوي أهم المعوقات خلال إيصال المساعدات للمحتاجين في اليمن، وقال: أهمها إيقاف المساعدات الإنسانية وعدم الإفراج عنها، مشيراً إلى حجم المساعدات التي وصلت للحديدة والتحديات التي تعيق وصولها للمحتاجين، وأن هناك ميليشيات لا تخدم العمل الإنساني ولايزال هناك صعوبات، وأن جميع المحافظات اليمنية شملتها مساعدات المركز ومازال هناك احتياج كبير. وأكد الحضراوي أن عمل المركز لم يتوقف، وأن الهدنة في العمل الإنساني فرصة للوصول للمناطق الأكثر تضرراً التي كان يصعب الوصول إليها في الفترات السابقة وليس هناك التزام بالهدنة من طرف الميليشيات وهناك اختراقات، فيما جهز المركز عدداً من المساعدات الكبيرة والمتنوعة للحديدة كتقديم الوقود والمواد الغذائية، مشدداً على أن العمل مستمر في الهدنة رغم الخروقات. فيما استعرض مدير إدارة الإحصاء والتحليل فالح السبيعي ما قدمه المركز من مبالغ، بالإضافة إلى نبذة عن القطاعات المساندة وبيان عدد الدول المستفيدة من مساعدات المركز، وقدم موجزاً عن إنجازات المركز خلال الفترة الماضية لليمن بما في ذلك فك الحصار عن تعز. وأوضح السبيعي أن المساعدات الإنسانية المقدمة لمحافظة الحديدة عبر التصاريح الموثقة من مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية من تاريخ ابريل 2015 حتى أكتوبر 2016 م بلغت 1.358.508 طناً مترياً من المواد الغذائية وغير الغذائية وصلت للحديدة، فيما بلغ عدد التصاريح الممنوحة لمنظمات الأممالمتحدة للحركة ونقل الإغاثة للحديدة 367 تصريحاً. وأشار إلى أن المركز قام بعدد من الأنشطة الإنسانية والدعم لمحافظة الحديدة في مجالات الصحة والمياه والتغذية العلاجية والإصحاح البيئي بتمويل ومتابعة من المركز عبر منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية خلال الفترة من 1 أغسطس 2015 حتى 30 سبتمبر 2016 م. ودعم 397 مركزاً للتغذية ونشر 13 فريقاً متنقلاً لتقديم خدمات التغذية والتطعيم والرعاية الصحية والاستجابة لتفشي حمى الضنك والملاريا ودعم المنشآت الصحية بالوقود ونشر الفرق الطبية المتنقلة في الحديدة وحملات التحصين ضد الحصبة والدفتيريا والكزاز والسعال الديكي وشلل الأطفال. وكذلك مشاريع المركز التي تحت التنفيذ في المحافظة وتشمل الأمن الغذائي، إذ يتم حالياً تنفيذ مشروع بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي عبارة عن 150 ألف سلة غذائية بتكلفة 10 ملايين دولار أمريكي، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع عن طريق الدعم المباشر لمنظمات المجتمع المدني عبارة عن 150 ألف سلة غذائية تم توزيع 5 آلاف سلة غذائية، فيما تبقى 145 ألف سلة غذائية في انتظار تحديد الشريك والمورد. كما تم تقديم منحة لصندوق الطوارئ باليمن الذي يديره مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OTCHA) بمبلغ 5 ملايين دولار أمريكي مع اشتراط إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية لمحافظة الحديدة، مؤكداً أن المحافظات المستفيدة من خدمات المركز 22 محافظة باليمن بما فيها محافظة البيضاء، وهناك مشاريع جديدة تحت الدراسة.