بدأ سريان هدنة أعلنت عنها قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن اعتباراً من منتصف نهار أمس السبت، ولمدة 48 ساعة تتمدد تلقائياً في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة. وأوضحت قيادة قوات التحالف العربي بقيادة المملكة، في بيان أن الاتفاق سيسمح «بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وفِي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب». وقال البيان وفقا ل «واس» جاء ذلك وفقاً للرسالة، التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من أخيه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية المتضمنة أن ذلك قد تقرر تجاوباً مع جهود الأممالمتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني الشقيق. وأضاف البيان «حيث ستلتزم قوات التحالف بوقف إطلاق النار وفقاً لما تضمنته رسالة فخامة الرئيس اليمني، من انه في حال استمرار الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها». وخرقت ميليشيات الحوثي الانقلابية، السبت، الهدنة الإنسانية التي أعلنتها قيادة التحالف العربي، وذلك بعد أقل من ساعة على انطلاقها. وقالت مصادر محلية إن عناصر الميليشيات قصفت الأحياء الشرقية لمدينة تعز جنوبي اليمن بالأسلحة الثقيلة والقذائف دون أن تذكر حصيلة لوقوع إصابات. وتعتبر عملية القصف في تعز أول انتهاك من جانب الميليشيات للهدنة الجديدة. ودرجت الميليشيات الانقلابية على خرق هدن سابقة عديدة بلغت ست هدن لوقف اطلاق النار منذ عام 2015، وهو ما حال دون المضي قدما في تحقيق سلام دائم في اليمن. الجباري: لدينا خطة لإيصال المساعدات من جانبه، قال عبدالعزيز الجباري وزير الخدمة المدنية بالحكومة الشرعية في اليمن لقناة «العربية الحدث» أمس السبت إن نجاح هذه الهدنة رهين بالتزام الميليشيات بها. وأكد الجباري استعداد الحكومة اليمنية للسلام لأنها لم تكن يوما ترفضه. وأضاف «سلام عادل ودائم، لا سلام هش». وزاد «لا بد من عودة مؤسسات الدولة والجيش، وخروج الميليشيات من مؤسسات الدولة». وكشف الجباري أن الحكومة لديها خطة لإيصال المساعدات إلى «تعز»، مشددا على أن هنالك فرصة سانحة للسلام، وأبان «نحن مصرون على المرجعيات لأنها أساس السلام». انتحار قيادي حوثي وقبل ساعات من إعلان قيادة التحالف عن الهدنة الجديدة في اليمن، دمرت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده المملكة امس السبت، شحنة أسلحة لميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح في محافظة حجة (شمال غرب اليمن). وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن المقاتلات الحربية شنت غارة على شاحنة كانت تحمل صواريخ وأسلحة للحوثيين، جنوب مثلث عاهم بالمحافظة. من جهة أخرى، انتحر أحد قيادات الحوثيين بالعاصمة صنعاء بعد إطلاق النار على نفسه أمام منزله في حارة ابن خلدون «بمديرية الصافية»- وسط العاصمة صنعاء. وقالت مصادر محلية في المديرية إن مشرف الحوثيين في قسم شرطة «العمري» ويدعى «جبريل القاضي» أطلق النار على نفسه ومات على الفور أمام منزله. وأشارت المصادر الى أن الحوثي «القاضي» عاد قبل أيام من جبهات القتال مع الحوثيين وتعرض لأوضاع نفسية خفية أقدم بعدها على الانتحار. ويعيش العشرات من عناصر الحوثيين أو ما يطلق عليهم «المتحوثون» أوضاعاً صعبة أجبرت البعض على ترك الميليشيا فيما لا يزال البعض مستمرا بحجة الاستفادة من الجماعة، التي تجبرهم على الذهاب إلى جبهات القتال باسم الدفاع عن الوطن. قتلى وأسرى الميليشيات وعلى صعيد متصل، قالت مصادر ميدانية ل «اليوم» في محافظة «تعز» التي تحاصرها الميليشيات منذ العام 2014، ان عدد اسرى المليشيات الانقلابية لدى الجيش الوطني وصل الى اكثر من 35 أسيرا خلال معارك الايام الماضية اضافة الى تجاوز القتلى ال 100 قتيل في جبهات المحافظة المختلفة منذ بداية العملية العسكرية المفتوحة للجيش الوطني ضد الانقلابيين قبل ايام. وكان طيران التحالف شن هجمات مكثفة قبل دخول الهدنة لتغطية عمليات الجيش الوطني في الصلو والاحكوم وحيفان وهيجة العبد والمدينة والوازعية والساحل الغربي لتعز في حين تواصلت عمليات تطهير المواقع التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين في شرق تعز. فيما سيطرت قوات الجيش الوطني بالقطاع الثالث للجبهة الشمالية على مستشفى الحمد والوصول الى فرزة صنعاء والسيطرة علي حي كلابة والوصول الى مشارف أسوار معسكر الأمن المركزي. وذلك بعد التقدم في جبهة الصلو والسيطرة علي عدة مواقع هامة. وقال المتحدث بإسم الجيش الوطني في محافظة تعز العقيد الركن / منصور الحساني في بلاغ صحفي ان قوات الجيش الوطني ان خسائر العدو امس الأول تجاوزت 30 قتيلا نتيجة المواجهات وضرب الطيران بالاضافة لعشرات الجرحي في صفوف الانقلابيين في حين استشهد 8 من عناصر الجيش الوطني و15 جريحا . كما سقط 23 شهيدا من المدنيين نتيجة القصف العشوائي ونتيجة مجزرة جولة سوفتل وجرح 30 آخرون. بدوره ادان مجلس تنسيق المقاومة الشعبية بتعز الأعمال الإجرامية التي ترتكبها عصابات الحوثي والمخلوع بقصف الأحياء السكنية وتفخيخ المساكن وزرع الشوارع بالألغام . وقالت السلطة المحلية بمحافظة تعز انها تتابع باكبار الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش الوطني مسنودين بشباب المقاومة الشعبية في العديد من جبهات القتال بالمحافظة، والتي تشهد معارك متواصلة يسطر فيها رجال الجيش والمقاومة أروع التضحيات فداء لتعز واليمن. وقالت مصادر عسكرية ل اليوم ان تعزيزات من الحرس الجمهورية تحركت الى تعز ممثلة براجمات صواريخ كاتيوشا وقطع مدفعية وعدد من الجنود تحركوا بشكل منفصل على مجاميع بهيئة مدنيين. ابن دغر في مقر التحالف الى ذلك قام رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أمس الأول وفي اطار زيارته الحالية لمحافظة مأرب، بزيارة لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والتقى قيادتها للاطلاع على الدور المهم، الذي تضطلع به في مساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الانقلابيين، ودعم جهود تطبيع الاوضاع في المحافظات المحررة. وتبادل ابن دغر مع قيادات التحالف العربي، الاراء حول المهام القائمة والمستقبلية في اطار التنسيق المشترك لتحقيق اهداف عمليتي عاصفة الحزم واعادة الامل، والتركيز على تكامل الخطط في الجوانب المختلفة. مبيناً ان هذه المواقف الاخوية المشرفة وتقديم التضحيات الجسيمة من اجل انقاذ اشقائهم في اليمن لاجهاض المشروع الانقلابي، الذي استباح دماء واحلام اليمنيين لفرض اجندة دخيلة ومرفوضة، وتستعدي المحيط والعمق الخليجي والعربي. وخلال اللقاء عبرت قيادات قوات التحالف العربي، عن سعادتهم لزيارة رئيس الوزراء ولوقوفهم إلى جانب أشقائهم اليمنيين في معركة استعادة دولتهم وافشال الانقلاب، الذي قامت به ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية الدستورية. مؤكدين ان دماء الشهداء التي روت تراب اليمن دليل على عمق العلاقات الاخوية بين اليمن وبلدانهم وان امن واستقرار اليمن هو جزء من أمن المنطقة. في أوكار «القاعدة» على صعيد آخر، نفذت قوات من المنطقة العسكرية الاولى عملية عسكرية ضد احد اوكار تنظيم القاعدة في وادي حضرموتجنوب شرق اليمن. وذكرت مصادر عسكرية في المنطقة ان قوات عسكرية نفذت عملية نوعية فاجأت مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي في منطقة القطن بوادي حضرموت، وألقت القوات القبض على ثلاثة من اخطر عناصر التنظيم الارهابي دون ان تكشف عن هويتهم. واشارت المصادر الى ان القوات العسكرية تبادلت اطلاق النار مع مسلحي القاعدة، مؤكدة ان العملية التي وصفتها بالنوعية نجحت نجاحا كبيرا.