حققت قوات الشرعية اليمنية انتصارات نوعية في الجبهة الشرقية لمدينة تعز ومديرية الصلو أمس الأربعاء، وأعلنت سيطرتها على عدة مواقع مهمة، حيث استولت على البوابة الشرقية من القصر الجمهوري شرق المدينة بعد السيطرة على المستشفى العسكري، بعد معارك خاضتها ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، قتل فيها القيادي الحوثي «أبو زيد الشامي» في مواجهات غربي المحافظة. وأجرى الرئيس عبدربه منصور هادي اتصالاً هاتفياً بقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل هنأه فيها وكافة أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالانتصارات التي تحققت على الميليشيا الانقلابية في مختلف المواقع والجبهات العسكرية في المحافظة. وقال: إن تعز بوابة الانتصار لليمن الاتحادي الجديد الذي يتوق له كافة أبناء الشعب اليمني من المهرة وحتى صعدة، وأبناء تعز يجسدون دائماً قيم الوفاء والإخلاص والتضحية انتصارًا لوطنهم وشعبهم وقضيتهم العادلة، في وقت اعتمدت فيه عدة دول أوراق اعتماد سفراء جدد لليمن بينها بلجيكا التي اعتمدت السفير محمد طه مصطفى، وتونس التي اعتمدت عبدالناصر حسين علي باحبيب سفيرا لليمن. فيما جدد رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر، موقف حكومته الداعم للسلام الذي يمر عبر المرجعيات المعترف بها دولياً والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216. وقال ابن دغر خلال ترؤسه أمس اجتماعًا موسعًا بالمكتب التنفيذي لمحافظة مأرب والسلطة المحلية ضم عدداً من الوزراء والمسؤولين بالمحافظة: إن الحكومة تنشد العدالة والمساواة التي تحافظ على القيم العليا واليمن موحداً، وترفع قيمة المواطن اليمني وتساوي بين كل فئاته. وأشار إلى أن هناك تحديات ومخاطر تحيط باليمن، لكن الشعب اليمني سيقاوم وسيقول كلمته بصفته صاحب الشرعية. تقدم في تعز وقالت قيادة محور تعز العسكري التابعة للجيش في بيانات مقتضبة وصلت وكالة الأنباء الألمانية: إن قوات الجيش سيطرت بشكل كامل على حي قريش ومدارس النجاح والكويت وأسماء والمستشفى العسكري ومحيطه شرقي المدينة. وأضافت: إن «قوات الجيش سيطرت أيضا على منطقة الصيار وتلة الإريل في مديرية الصلو، جنوبي المحافظة بعد هجوم شنته على مسلحي الحوثي وصالح، مع سيطرتها على موقع قرن غراب العسكري في منطقة الضعيف وأسرها خمسة مسلحين حوثيين في موقع قرن الشامي في الجبهة الجنوبية للمحافظة». وتابعت قيادة محور تعز بالقول: إن قوات الجيش حررت أيضا ثلثي المحرقة والخزان في منطقة الأحكوم جنوبي تعز. وكانت محافظة تعز قد شهدت يوم أمس الأول معارك دامية في عدة جبهات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، فيما تمكنت القوات الحكومية من التقدم في عدة مواقع. وعلى صعيد متصل بالمواجهات بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين في اليمن أوضحت المقاومة الشعبية في صنعاء أن ثمانية من مسلحي الحوثي وقوات صالح قتلوا في مديرية نهم البعيدة عن العاصمة بحوالي 50 كيلومترا. وأوضحت مقاومة صنعاء في تدوينة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن الثمانية قتلوا أثناء محاولتهم التسلل إلى أحد مواقع الجيش الوطني والمقاومة في جبل يام بمديرية نهم، دون ذكر المزيد من التفاصيل. عملية واسعة وفتح الجيش الوطني في محافظة تعز ولليوم الثاني على التوالي عملية عسكرية واسعة تعد الاولى له بعد دمج المقاومة في الجيش الوطني واثمرت نجاحات ميدانية كبيرة في كل المحاور. وقالت مصادر ميدانية ل «اليوم»: إن قتلى وجرحى الميليشيات منذ بداية العملية تجاوزوا 60 قتيلا، اضافة الى عشرات الجرحى وعدد من الأسرى، في حين شيع الجيش الوطني شهداء اليوم الاول من العملية الذين وصلوا الى 9 شهداء و22 جريحا. ويشارك في العملية ألوية الجيش الوطني في تعز وهي: اللواء 35 مدرع واللواء 22 ميكا واللواء 17 مشاة واللواء 170 دفاع جوي تحت إشراف قيادة المحور ممثلة في قائد المحور اللواء خالد فاضل وقائد عمليات المحور المقدم عدنان رزيق قائد كتائب حسم سابقا. وسيطر الجيش الوطني على مواقع مهمة في صالة والجحملية وثعبات والجبهة الشرقية ووصل الى جوار القصر الجمهوري، حيث يفرض حصارا على معسكر التشريفات والقصر الجمهوري. وسيطر الجيش الوطني على قصر صالة وبدأ عملية لتطهير الجحملية أهم معاقل الميليشيات في تعز التي تنشط فيها الميليشيات منذ اكثر من 50 عاما، حيث تعد معقلا لجنود وقادة الإمامة الزيدية في تعز، حيث اتخذت من هذه المنطقة سكنا لها منذ الستينيات. وسيطر الجيش الوطني على مبنى البنك المركزي الجديد، الواقع في محيط القصر الجمهوري الذي تعتليه عناصر وقناصة الميليشيات، اضافة الى مدرسة صلاح الدين التي كانت تتمركز فيها قوات من الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح التي يفصل بينها وبين معسكر التشريفات الطريق الرئيس الواصل إلى بوابة القصر الجمهوري، شرق المدينة. ويقوم الفريق الهندسي للجيش الوطني بتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الانقلابية التي فرت أمام تقدم الجيش الوطني والمقاومة، شرق المدينة. فرار الميليشيات من ناحيته قال العقيد الركن منصور الحساني الناطق باسم الجيش الوطني في تعز: الجيش الوطني سيطر على بقية مناطق المكلكل قصر صالة حارة منجرة صالة جامع، وبهذا أصبحت منطقة صالة الاستراتيجية محررة بالكامل، إضافة الى بيت جبالة وبيت التويتي والوصول الى قطع خط الشرف أمام بيت مهدي مقولة. وقال الحساني: إن الجيش الوطني حقق تقدما كبيرا في حي الدعوة والقصر الجمهوري وسيطر على عدة مبان واقترب من السيطرة على القصر الجمهوري. واضاف الحساني: إن الميليشيات في حالة انهيار شديد وحالات فرار جماعية من المعركة أدت الى تصفية بعضهم من قبل النقاط الموجودة على خط الحوبان، حيث إن عناصر الحوثي تقتل عناصر المخلوع اذا حاولت الفرار وان عشرات القتلى من عناصر الميليشيات ملقاة بعد فرار أغلب العناصر من المعركة وتركوا العديد من الأسلحة والذخائر التي تمت استعادها الجيش الوطني. وبدأ اللواء 170 دفاع جوي شن هجوم عنيف على القصر الجمهوري ومواقع الميليشيات في حي الزنوج شمال تعز، حيث شهد الحي اشتباكات عنيفة. وفي ريف تعز سيطر اللواء 35 مدرع على تبة الخضر في حيفان - الاحكوم، واتجه نحو تبة الدبعي، في حين كثفت الميليشيا قصف هيجة العبد، الشريان الوحيد لأبناء تعز. وقال اللواء 35 مدرع التابع للجيش الوطني: إن كتائبه تهاجم الميليشيات في مختلف الجبهات، حيث شهدت جبهة الصلو تقدما ميدانيا لوحدات اللواء تجاه الصيار وتبة الاريل. وفي جبهة الاقروض شنت وحدات تابعة للواء 35 هجوما مباغتا على مواقع الميليشيات الانقلابية محرزة تقدما ميدانيا تجاه خط دمنة خدير الذي يربط عدن بمحافظة تعز.