اشتدت المعارك أمس لليوم الثاني على التوالي في غالبية جبهات محافظة تعز بين قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» وبين ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، وسط تقدم للقوات الحكومية على الجبهة الشرقية لمدينة تعز وفي ريفها الجنوبي. جاء ذلك، في وقت رحّب حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح بإعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن اتفاق الحوثيين والتحالف العربي على تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية السنة ووقف إطلاق النار ابتداء من اليوم الخميس، وهو الإعلان الذي رفضته الحكومة الشرعية، وأكدت أنها لم تكن طرفاً فيه. واعتبر الحزب، في بيان عقب اجتماع لقياداته في صنعاء برئاسة صالح، مبادرة كيري «مشروعاً مقبولاً يؤسس لصياغة اتفاق مكتمل الشروط والأركان لحل الأزمة التي وضعت أسسها في مشاورات دولة الكويت وبما يلبي تطلعات الشعب اليمني في السلام العادل والكامل». وجدد رئيس الحكومة الشرعية أحمد بن دغر، رفض أي خريطة للسلام «لا تمر عبر المرجعيات المعترف بها دولياً والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216». وقال أثناء ترؤسه اجتماعاً حكومياً في مأرب أمس، «إن من يريد أن يصنع سلاماً في اليمن خارج هذه المرجعيات واهم». وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو إن جماعة الحوثي والتحالف العربي اتفقا على وقف النار في اليمن، مشيرة إلى أن الحوثيين وافقوا على خريطة الطريق الأممية التي تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في البلاد. وفي حين نفت الحكومة اليمنية علمها بأي اتفاق، امتنعت الناطقة باسم الخارجية الأميركية عن تقديم موقف واضح حيال رفض الحكومة اليمنية هذا التحرك. وأكدت أن أميركا تواصل دعم مهمة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. ونقلت «رويترز» أمس، عن محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة «أنصار الله» (جماعة الحوثي) أن «موقف أنصار الله كان ولا يزال مع وقف الحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستوعب جميع المكونات السياسية وبالتالي لا جديد في موقفنا». ميدانياً، أكدت المصادر الحكومية الرسمية «أن الجيش الوطني في تعز حقق انتصارات نوعية وأحرز تقدماً جديداً في الجبهة الشرقية للمدينة حيث مناطق الجحملية وصالة وثعبات، وكذلك في مديريتي الصلو وحيفان جنوبالمدينة، وذلك بعد معارك خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين وقوات صالح». وأوضحت المصادر أن «القوات الحكومية سيطرت على حي قريش بكامله، وعلى المستشفى العسكري ومدرسة النجاح والمباني المجاورة، إضافة إلى تطهير مدرسة «أسماء» و «المركز الثقافي» شرق المدينة، كما ضيقت الخناق على القصر الجمهوري وتمكنت من تطهير «تبة الإريل» ومنطقة «الصيار» في مديرية الصلو، وكذلك «التبة الخضراء» بمديرية «الأحكوم» في الريف الجنوبي، إضافة إلى منطقة قرن غراب في جبهة «الضعيف» في الجبهة الغربية». كما أعلن المجلس العسكري «النفير العام» في كل مديريات تعز بالتزامن مع السيطرة على البوابة الشرقية من القصر الجمهوري شرق المدينة، في حين أفادت مصادر ميدانية بأن خمسة من كبار قادة الميليشيات قتلوا في المواجهات. وفي محافظة الجوف الحدودية أكدت مصادر الحكومة أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من تحرير إحدى التلال الاستراتيجية المجاورة لمعسكر «حام» بمديرية المتون، وقالت إن السيطرة على الموقع «ستساعد في تحرير المعسكر الاستراتيجي من الميليشيات».