لو تتبعنا سلوكيات بعض المصلين (أقول بعض) منذ ان يغادر بيته الى ان يدخل المسجد او العكس ستجد العديد من المخالفات في تصرفاته والتي لا تنم عن انه متجه الى بيت من بيوت الله، مثال على ذلك اذا كان الجامع بعيدا عن المنزل ويضطر الى ان يستخدم سيارته ستجده مخالفا للعديد من الانظمة المرورية كربط حزام الأمان او عدم الوقوف في المواقف الصحيحة بل ربما تجده قد اغلق على جيران الجامع مداخل ومخارج منازلهم وعند دخوله للجامع تشاهد العديد من التصرفات والتي قد تبدو بسيطة لكنها غير لائقة كنوعية اللبس وتعدي الصفوف ومزاحمة المصلين وكذلك كيفية وضع الحذاء اكرمكم الله!! هنا يأتي دور امام الجامع ان لا ينسى ان يركز في خطبه على الاخلاقيات وتصرفات رواد المسجد. ومن اهم ما يجب التركيز عليه خاصة في وقتنا الراهن، موضوع السلامة المرورية، لقد بلغ السيل الزبى! اعداد مهولة من الوفيات واعداد مضاعفة من المعاقين والجرحى وغيره، على الامام مسئولية طرق مثل هذه المواضيع المتعلقة بالذوق العام والسلوك لأنها من الدين، لن آتي بجديد وقد سبقني العديد من الكتاب في طرح المشكلة، ترى ديننا دينا عظيما ولو طبقنا تعاليمه، لما احتجنا الى محاكم، وشرطة ومرور الخ...،عندما وصف الله سبحانه وتعالى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال، وإنك لعلى خلق عظيم، نحتاج من الخطباء وفقهم الله ان يكثروا من تلك الخطب التي تحيي في النفس القيم، كاحترام من يشاركنا الطريق، وإعطاء الطريق حقه، وعدم التعدي على الاخرين او ازعاجهم الخ. ولما للمنابر من اثر فلقد احسن القائمون على لجنة السلامة المرورية صنعا عندما تم عقد لقاء يجمع خطباء الجوامع وأئمة المساجد يوم الثلاثاء الثامن من نوفمبر بناء على توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، رئيس لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية،على دعوة خطباء الجوامع والمساهمة في ترسيخ مفهوم السلامة المرورية، وهذا دليل على أهمية الجامع في توجيه الرسائل التوعوية في شتى أمور الحياة، حيث قامت لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية ممثلة في برنامج ارامكو السعودية للسلامة المرورية وبالتعاون مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد على الترتيب لهذا الملتقى للحديث عن أهمية السلامة المرورية في خطب الجمع.. ملاحظة لا تقل أهمية عما سبق، وهي تخص شخصية الخطيب نفسه، كم نحن بحاجة ماسة لذلك الخطيب الاريب صاحب النفس الطيبة والمحببة للنفوس، لان الناس جبلت على محبة صاحب الشخصية الدمثة لينة الجانب وهذه الصفات الحميدة مطلوبة، لأنه كما نعلم كلما كان الخطيب او الملقي او المحاضر أيا كان نوع الخطاب، رشيقا في هندامه وحريصا في انتقاء كلماته وعلى انتقاء الجمل الإيجابية، كان القبول أكبر عند الجمهور والعكس صحيح!! ومن هنا يجب على كل خطباء الجوامع ان يتمتعوا بهذه الصفات الحميدة والتي أرى من وجهة نظري ان تكون في مقدمة المتطلبات عند اختيار الخطيب قبل الشهادة العلمية لما للسلوك من أهمية. علينا ان نبتغي الاجر والثواب من الله عندما نحتسب، ان من يساهم في حماية نفس واحدة من هلاك الحوادث كمن احيا الناس جميعا كما قال تعالى في محكم التنزيل «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» نتمنى ان نكون ممن يساهم في حماية الأرواح لا ان نكون السبب في ازهاقها.