قد يتساءل من يشاهد العدد المهول من السيارات المتجهة الى شركة أرامكو السعودية من خلال بواباتها الخارجية المتعددة كل صباح، يا ترى هل هناك مواقف كافية لكل هذه الاعداد المهولة من المركبات وكيف تتم عملية الوقوف والتنظيم في دقائق معدودة الخ... من هذه الأسئلة المنطقية. الإجابة بكل بساطة نعم هناك مواقف كافية وسوف آخذكم في الاسطر التالية الى عالم (مواقف أرامكو السعودية) هناك مواقف متعددة ومسميات مختلفة، ويجب على كل موظف ان ينتبه جيدا قبل ان يقف حتى يقف في الموقف الصحيح، وكذلك عليه ان ينتبه للمدة المسوح بها للوقوف حتى لا يتعدى المدة المحددة ومن ثم تتم مخالفته، لان هناك مواقف مخصصة للخدمات كالمطاعم والعيادات وأماكن الترفيه الخ ولمدد مختلفة قد تمت دراستها بعناية وتتراوح مدد تلك المواقف ما بين (15 دقيقة) (30 دقيقة) و(45 دقيقة) الى (3 ساعات)، هذا فيما يخص التوقيت، اما ما يخص نوعية المواقف، فهناك مواقف مخصصة لسيارات الشركة فقط ومواقف أخرى مخصصة للموظفين، كذلك هناك مواقف لا يسمح بالوقوف فيها خارج ساعات الدوام الرسمي. كذلك يوجد مواقف للقياديين وأخرى للمدراء، وهناك مواقف كتب عليها (مدير زائر) عند معظم المباني لأنه ربما يكون هناك اجتماع للمسئول وعليه لا بد ان يجد موقفا لأهمية الوقت عند من يحمل مسئولية، اما فيما يخص التوقيت وكيف تتم عملية تحديد الوقت المناسب لكل هذه المواقف، فهناك مختصون من دائرة خدمات المكاتب في الشركة يقومون بعملية المسح لفترة محددة لكل موقف حتى يتسنى لهم معرفة ما إذا كان الموقف كافيا او هناك نسبة عالية من المواقف لم تستغل سواء من تلك المواقف المخصصة لسيارات الشركة او العامة، نتيجة للدراسة المسحية تتم عملية إعادة هيكلة الموقف، وتبقى الأفضلية في المواقف لأصحاب الاحتياجات الخاصة عند كل مبنى. اما ما يخص تحديد الوقت المناسب لكل موقف فهناك خطوات تسبق عملية تحديد الوقت، مثال على ذلك من يقف عند المستشفى لا يحتاج ان يقف طيلة اليوم، وعليه تمت دراسة مسحية بالتعاون مع الإدارة الطبية للوصول للوقت المناسب الذي قد يستغرقه المريض في العيادة وكان الوقت المناسب 3 ساعات وكذلك الوقت المتوقع عند المطاعم في مناطق الشركة والذي تم تحديده ب (45). ثقافة المواقف في الشركة تعود لعشرات السنين وليست وليدة اللحظة بل نتيجة لدراسة وتخطيط مسبق مع كل مبنى يتم انشاؤه تطبيق المواصفات العالمية على توفير العدد الكافي من المواقف لكل مبنى، وهناك نسبة مطلوب توفيرها من المواقف مقابل العدد الكلي لكل مبنى وهذا من اختصاص دائرة خدمات المكاتب في شركة أرامكو السعودية. جميل ان نخطط لتوفير المواقف الكافية للجوامع والجامعات وللمجمعات التجارية وكذلك السكنية وعيرها حتى لا نقع في سوء التنظيم بعد افتتاح أي مشروع مما سبق ذكرها. يقال، إذا فشلت في التخطيط، فقد خططت للفشل!، ولو بحثنا في جذور ما نشاهد من فوضى في مواقف السيارات لوجدنا السبب يكمن في عدم توفر مواقف كافية عند بعض الدوائر الحكومية وغيرها من المنشآت، كوني موظف شركة أرامكو السعودية وفي نفس الوقت امين عام لجنة السلامة المرورية والتي يرأسها سمو امير المنطقة جعلني على مقربة من ثقافة المواقف داخل وخارج الشركة، وعليه أتمنى ان تنتقل ثقافة «أرامكو السعودية» في الاهتمام بالمواقف الى خارج أسوار الشركة؟!