منذ زمن بعيد، لم ير أبناء الوطن نجومهم بهذا التجلي، وكل الأمنيات بأن يواصلوا هذا التألق في القادم من المباريات خصوصا لقاء اليابان الصعب بعد غد الثلاثاء. الفترة الحالية تحتاج منا الى وقفة صادقة حول منتخبنا، لاسيما من وسائل الاعلام والابتعاد عن التعصب على حساب المنتخب، فالمفترض ان يكون حب المنتخب مقدما على الولاء والانتماء للاندية، كما ان الجمهور هو الآخر مطالب بالحضور وملء المدرجات وعدم ترك المقاعد شاغرة، فالحضور الجماهيري مهم جدا مثلما حدث أمام استراليا والامارات حتى ولو كانت المباراة خارج ارضنا فالجمهور السعودي متواجد في كل مكان مثل الطلبة الذين يدرسون بالخارج والزائرين لكي يشعر اللاعبون بأن هناك جمهورا خلفهم مساندا لهم، فاللاعبون ينتظرون منا التشجيع ونحن ننتظر منهم الفوز لإسعادنا. نريد ان يستمر المنتخب السعودي في مرحلة البناء التي هو عليها الآن، فالمنتخب اذا استعاد توهجه الكامل سيبقى على تلك الحالة، وسيتزعم القارة من جديد لفترة ليست بالقصيرة. وعقب النتائج الثمينة امام استراليا والامارات، بات واجبا على نجوم الأخضر أن يعوا حجم المسؤولية التي أصبحت أكبر، وأن لقاء اليابان في الجولة المقبلة لن يكون سهلا كما صوره بعض العاطفيين، ففارق النقاط سيحفز «الساموراي» على بذل المزيد من المجهودات من أجل حصد نقاط اللقاء ليكونوا في موقف قوي جدا خلال مشوارهم في التصفيات. كما يجب على جميع المنتمين للشارع الرياضي من إعلاميين وعشاق ومتابعين أن يكملوا ما بدأوه وألا يتناسوا «الحلم الجميل» بمجرد عودة لاعبي الأخضر لمشاركة أنديتهم في دوري جميل الممتاز، لينطلقوا في سرد قصص جديدة من تغليب ألوان الأندية على «شعار الوطن»، الذي يتمنى الجميع رؤية رايته خفاقة في مونديال روسيا (2018). الاختلاف، كان الحدث الأبرز في الوسط الرياضي السعودي قبل لقاءي استراليا والامارات على ملعب «الجوهرة المشعة» بجدة، فالتأرجح في الرأي بين رياضيي المملكة كان واضحا للجميع، ما بين متفائل ومتشائم، وآخر كان ينظر للقاء بواقعية كبيرة جدا، لكن الأجمل والأهم في كل ذلك، تمثل في اتفاق جميع الأطياف على الوقوف خلف المنتخب السعودي قلبا وقالبا، متناسين كل الخلافات والألوان التي ينتمون لها في الوسط الرياضي. حالة الوحدة الوطنية على المستوى الرياضي، والتي سبقت المباريات السابقة بعدة أيام، انعكست إيجابيا على الحالة المعنوية للاعبي الأخضر داخل أرضية الملعب، فرأى الجميع الانضباط التكتيكي العالي والروح القتالية الكبيرة، من كافة رجالات الأخضر، الذين أثبتوا للجميع أنهم يمتلكون الكثير من الامكانيات حينما يجدون البيئة التي تساعدهم على التألق والابداع. وبإذن الله سنعود من طوكيو بالنقاط الثلاث..!!