الاختلاف، كان الحدث الأبرز في الوسط الرياضي السعودي قبل اللقاء الذي جمع الاخضر مع نظيره الأسترالي على ملعب «الجوهرة المشعة» بجدة، وذلك ضمن الجولة الثالثة من التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم (2018) بروسيا. فالتأرجح في الرأي بين رياضيي المملكة كان بينا للجميع، ما بين متفائل ومتشائم، واخر كان ينظر للقاء بواقعية كبيرة جدا، لكن الأجمل والأهم في كل ذلك، تمثل في اتفاق جميع الأطياف على الوقوف خلف المنتخب السعودي قلبا وقالبا، متناسين كل الخلافات والألوان التي ينتمون لها في الوسط الرياضي. حالة الوحدة الوطنية على المستوى الرياضي، والتي سبقت المباراة بعدة أيام، انعكست إيجابيا على الحالة المعنوية للاعبي الأخضر داخل أرضية الملعب، فرأى الجميع الانضباط التكتيكي العالي والروح القتالية الكبيرة، من كافة رجالات الأخضر، الذين أثبتوا للجميع أنهم يمتلكون الكثير من الامكانيات حينما يجدون البيئة التي تساعدهم على التألق والابداع. منذ زمن بعيد، لم ير أبناء الوطن نجومهم بهذا التجلي، وكل الامنيات بأن يواصلوا هذا التألق في القادم من المباريات خصوصا لقاء الامارات بعد غد الثلاثاء. الفترة الحالية تحتاج منا الى وقفة صادقة حول منتخبنا، لا سيما من وسائل الاعلام والابتعاد عن التعصب على حساب المنتخب، فالمفترض ان يكون حب المنتخب مقدماً على الولاء والانتماء للاندية، كما ان الجمهور هو الآخر مطالب بالحضور وملء المدرجات وعدم ترك المقاعد شاغرة، فالحضور الجماهيري مهم جداً مثل ما حدث امام استراليا ؛ لكي يشعر اللاعبون بأن هناك جمهورا خلفهم مساندا لهم، فاللاعبون ينتظرون منا التشجيع ونحن ننتظر منهم الفوز لإسعادنا. نريد ان يستمر المنتخب السعودي في مرحلة البناء التي هو عليها الآن، فالمنتخب اذا استعاد توهجه الكامل سيبقى على تلك الحالة، وسيتزعم القارة من جديد لفترة ليست بالقصيرة. وعقب هذا التعادل الثمين أمام المنتخب الأسترالي، بات واجبا على نجوم الأخضر أن يعوا حجم المسئولية التي أصبحت أكبر، وبأن لقاء الامارات في الجولة المقبلة لن يكون سهلا كما صوره بعض العاطفيين، ففارق النقطة سيحفز «عموري» ورفقاءه على بذل المزيد من المجهودات من أجل حصد نقاط اللقاء ليكونوا في موقف قوي جدا خلال مشوارهم لتحقيق الحلم الذي انتظره أبناء الإمارات منذ زمن بعيد. كما يجب على جميع المنتمين للشارع الرياضي من إعلاميين وعشاق ومتابعين أن يكملوا ما بدأوه قبل لقاء المنتخب الأسترالي، وألا يتناسوا «الحلم الجميل» بمجرد عودة لاعبي الأخضر لمشاركة أنديتهم في دوري جميل الممتاز، لينطلقوا في سرد قصص جديدة من تغليب ألوان الأندية على «شعار الوطن»، الذي يتمنى الجميع رؤية رايته خفاقة في مونديال روسيا (2018).