يبقى حلم بلوغ المونديال هو اللحظة الأجمل والأفضل في مشوار أي مدرب على مستوى العالم، وهو انجاز قد لا يتكرر مرة أخرى، الا أن الأهم هو أن التاريخ سيحفظ لهذا المدرب أنه دوّن اسمه بمداد من ذهب في ذاكرة الكثير من الرياضيين.. «الميدان» التقى المدرب الوطني لمنتخب الشباب سعد الشهري، الذي فتح قلبه من خلال حوار خاص ينشر على جزءين تحدث فيه عن كل ما يخص هذا المنتخب الشاب الذي قاده لبلوغ المونديال العالمي في كوريا الجنوبية 2017م، وأحداث المحفل الآسيوي الأخير وسر النجومية التي ظهر عليها أفراد المنتخب، إضافة لقراءته لمستقبل هذا المنتخب ومشاركاته القادمة، إضافة للعديد من النقاط المهمة، التي ذكرها في هذا اللقاء: «انجاز وطني» ▪▪ نبارك لكم بلوغ نهائيات كأس العالم القادمة في كوريا الجنوبية 2017م.. وهل لك أن تُطلعنا أكثر عن تفاصيل هذا الانجاز؟ * نبارك للوطن هذا الإنجاز الكبير وبالتأكيد بلوغ نهائيات كأس العالم والوصول لنهائي كأس أمم آسيا لم يأت من فراغ، بل أتى عقب عمل كبير وجهود ضخمة، حيث بدأنا الإعداد منذ أبريل الماضي من خلال معسكر إسبانيا، ولعبنا بطولة كوتيف الدولية الودية ثم انتقلنا للمشاركة في بطولة الخليج التي أقيمت في قطر، أيضا أقمنا معسكرا في سلوفينيا حيث ركزنا فيه على الجوانب البدنية أكثر، وأعقب ذلك عودتنا للسعودية وإقامة معسكرات داخلية وتحديدا في مدينة الخبر وذلك لقربها المناخي من أجواء دولة البحرين التي ستقام عليها البطولة، وإن كان العائق الوحيد فيها هو عدم خوض مباريات ودية دولية بالرغم من الجهود، التي بذلها اتحاد كرة القدم لكن لم يحالفه التوفيق حيث لعبنا كل مبارياتنا الودية مع فرق محلية قبل أن نلاقي اليمن في لقاء ودي قبيل انطلاق البطولة بأيام وهذا ربما انعكس على مستوى المنتخب، الذي بدأ بمستوى فني أقل واستمر في التصاعد طوال أيام البطولة حتى بلوغ النهائي الآسيوي. «منظومة متكاملة» ▪▪ مَنْ أبرز مَنْ كان خلف هذا الانجاز الآسيوي المونديالي الكبير؟ * عندما نتحدث عن إنجاز بهذا الحجم أعتقد أننا يجب أن نتحدث عن منظومة عمل متكاملة بداية بالاتحاد السعودي ثم يأتي دور الإشراف على الفئات السنية من خلال خالد الزيد وعبدالله المصيليخ، أيضا لا ننسى دور اللجنة الفنية من خلال مستر يان المستشار الفني البلجيكي، وكذلك فيصل البدين ويوسف عنبر وعمر باخشوين، فهؤلاء مَنْ دعموا برنامجنا حيث لا تتم الموافقة على أي برنامج الا عن طريق اللجنة الفنية، أضف إلى ذلك كل مَنْ عمل مع هذا المنتخب من مدير المنتخب علي الشعيلان وإداري شؤون اللاعبين خالد الصويلح، ومسؤول العهدة محمد الطبيشي، وكذلك الجهاز الفني ممثل في صالح المحمدي كمساعد مدرب وأحمد البحيري كمدرب حراس وأيمن الجديدي كمدرب لياقة وأحمد الرويعي كمحلل فني ودكتور المنتخب محمد رياض وأخصائي العلاج بندر السليم، وكذلك عبدالرحمن بخاري وأخصائي العلاج الطبيعي أحمد السعيد، أضف إلى ذلك اللاعبين وكذلك الجماهير السعودية، التي حضرت وساندتنا طوال البطولة وللأمانة تعمدت ذكر كل هذه الأسماء لأنها ساهمت في هذا العمل وهو بلوغ المونديال والنهائي الآسيوي. «خسارة متوقعة» ▪▪ خسارة مواجهة البحرين الأولى كانت مقلقة بالتأكيد.. ما هي الخلطة السرية التي وضعتها، والتي من خلالها استطعتم التغلب على الموقف والإطاحة بالمنتخبين التايلاندي ثم الكوري الجنوبي وبلوغ الدور ربع النهائي؟ * لا أخفيك أننا قرأنا البطولة بشكل جيد برفقة الجهاز الفني ونحن بدأنا البطولة بطريقة 4-5-1، التي تُعتبر هجومية أكثر من خلال وجود ثنائي صناع اللعب وخلفهم محور واحد، حيث إن منتخبنا مقارنة بالمنتخبين البحريني والتايلاندي أفضل وكان من المتوقع وبحسب الدراسة أن نتغلب على المنتخبين البحريني والتايلاندي ثم نخوض مواجهة كوريا الجنوبية بأريحية تامة، لكن المنتخب البحريني يعتبر منتخبا مميزا وجيدا، وكان معدا بشكل ممتاز منذ ما يقارب العامين وخاض أكثر من عشر مواجهات دولية قبل البطولة، ولا أخفيك أن الخسارة من البحرين لم تكن مفاجأة بالنسبة لي خصوصا أنني كنت أعرف أن هذا المستوى الفني هو الذي سيظهر عليه منتخبنا خلال المواجهة الأولى قياسا بفترة الإعداد بالنسبة لنا وغياب المباريات الدولية القوية، لكن الوضع أمام تايلند تغير تماما وتمكنا من الفوز قبل أن نضع خطة خاصة لمواجهة منتخب كوريا الجنوبية سواء من ناحية التكتيك أو تغيير بعض العناصر، حيث ساهم ذلك في تحقيق الفوز والانتقال للدور الثاني. «مكمن الخلل» ▪▪ خلال مواجهة العراق وإيران في الأدوار المتقدمة حصلت أحداث غريبة على مستوى خط الدفاع السعودي تسببت في ولوج سبعة أهداف وكادت تكلف المنتخب الكثير.. يبقى السؤال أين مكمن الخلل وكيف تمكنت من علاج ذلك قبل مواجهة منتخب اليابان؟ * يجب أن أوضح أمرا مهما وهو أننا دخلنا البطولة بخسارة لاعبين كانوا مميزين في خط الدفاع وكانوا متواجدين معنا خلال التصفيات التمهيدية مثل محمد بصاص، وكذلك فهد الحربي الذي انقطع طويلا بسبب الإصابات قبل أن يعود خلال فترة الإعداد للبطولة، لكنه لم يشارك أمام البحرين وتايلاند قبل أن تأتي مواجهة كوريا الجنوبية، التي من خلالها أصيب اللاعب خالد الدبيش ما استدعى دخوله للتشكيلة بديلا خلال ما تبقى من البطولة، وبالتأكيد أحد الأسباب يأتي غياب بعض العناصر عن المشاركات لفترات طويلة أضف إلى ذلك أن الخطأ الفردي يعالجه اللاعب بنفسه من خلال تطوير مستواه والعمل على معالجة أي فجوة من خلال العمل وبذل الجهد وهذا ما تحقق خلال مواجهة اليابان في النهائي. «مباراة الفرص الضائعة» ▪▪ خلال مواجهة اليابان أضاع الأخضر عددا من الفرص، التي كانت كفيلة بحسم اللقب سعوديا.. إلى ما تعزو ضياع تلك الكمية من الفرص امام منتخب عملاق مثل المنتخب الياباني؟ * على فكرة المنتخب الياباني في الدور نصف النهائي أمام منتخب فيتنام لم يُشرك أي لاعب من الأسماء، التي خاضت اللقاء النهائي أمام السعودية وهذا كان كفيلا بأن يدخل منتخبهم أكثر جاهزية للقاء عقب راحة امتدت لأكثر من خمسة أيام بعكس المنتخب السعودي وهذا ما تسبب في أن يكون التركيز الهجومي للمنتخب السعودي ضعيفا في حالات كثيرة وذلك بسبب التعب والإرهاق، الذي كان عليه لاعبو المنتخب، وبالرغم من كل تلك الظروف الا أننا كنا قادرين على التسجيل في أي وقت ولعبنا أكثر من 120 دقيقة حتى بلوغ ركلات الترجيح، التي خسرناها في النهاية. «حلم متوقف» ▪▪ بصراحة هل كنت تتوقع أن تصل مع هذا المنتخب أو مع هذه المجموعة للنهائي الآسيوي وتحقيق حلم توقف منذ أكثر من 24 عاما؟ * لا أخفيك سرا أنه ومنذ اليوم الأول من توقيع العقد مع الاتحاد السعودي لكرة القدم كان الهدف هو بلوغ نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية 2017م، وأن نكون ضمن المنتخبات الاسيوية الأربعة، التي ستشارك في التجمع العالمي، أما فيما يخص البطولة الآسيوية، ففي النهاية هناك منتخب واحد يجب أن يتوج باللقب، فالرؤية الأولى بالنسبة لنا كانت بلوغ المونديال، لكن من خلال العمل مع هذه المجموعة من اللاعبين ومن خلال المباريات الودية الدولية، التي خاضها المنتخب قبل التصفيات التمهيدية التي استضافتها السعودية، خصوصا أنها كانت أمام منتخبات قوية أمثال المكسيك، أوزبكستان، موريتانيا، الإمارات، التي من خلالها حققنا نتائج إيجابية، فهنا بدأت اشعر بأن هذه المجموعة قادرة على تحقيق اللقب الآسيوي، خصوصا أننا هزمنا منتخب أوزبكستان القوي مرتين بتشكيلة مختلفة وهو الذي يعتبر من المنتخبات الآسيوية القوية بالرغم من خروجه من البطولة الآسيوية على يد منتخب ايران، لكن الحمد لله على كل حال ولعل في الأمر خيرا، بإذن الله خلال قادم الأيام. «صناعة التاريخ» ▪▪ ما هي الرسالة التي قدمتها لنجوم الأخضر بعد ضياع اللقب الآسيوي، وضمان فرصة المشاركة في المونديال العالمي؟ * أنا دائما أقول للاعبين يجب أن تصنعوا لأنفسكم تاريخا ويجب أن تضعوا بصمة يذكركم بها الجيل القادم، فنحن شاركنا في بطولة كوتيف الدولية الودية وحققنا نتائج ايجابية، حيث بلغنا الأدوار النهائية في البطولة بعد أن كانت مشاركاتنا السابقة دائما خجولة من خلال ثلاث مشاركات سابقة حيث كنا نغادر من الأدوار التمهيدية، والحمد لله استطعنا أن نمشي على هذا الخط في البطولة الآسيوية الأخيرة بالرغم من الخروج النهائي، وسبق أن قدمت للاعبين فيديوهات قديمة لمنتخب الشباب عندما تأهل للمونديال الأخير وكيف عاش لحظات التأهل حتى يدرك اللاعب قيمة هذا الحدث والانجاز الكبير. الأخضر الشاب قدم مستويات مميزة بأمم آسيا المحرر مع المدرب سعد الشهري