ذكر مصدر بوزارة الدفاع الروسية أن روسيا تستعد لاستئناف الغارات حول مدينة حلب «في الساعات القادمة»، كما ذكر مصدر عسكري أن حاملة طائرات وسفنا روسية ستشارك بالقتال في سوريا، تزامنا مع إعلان موسكو إيقاف توريدات الأسلحة للنظام. في حين أبدت الأممالمتحدة قلقا كبيرا على سلامة المدنيين في مدينة الرقة، حيث تواصل «قوات سوريا الديمقراطية» -التي تدعمها الولاياتالمتحدة- هجومها لاستعادة المدينة من تنظيم داعش. في تلك الأثناء، أثار انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة قلقا بين المعارضة السورية. وعن ذلك، قالت بسمة قضماني المتحدثة باسم الهيئة العليا للمفاوضات: «كل ما يمكننا قوله هو: إنه دعا لعلاقات جيدة مع روسيا، وفي الشأن السوري سيتعين عليه اتخاذ قرارات صعبة»، واضافت: «الاعتبارات ينبغي أن تكون صوب سياسة مختلفة». فيما أشار، هادي البحرة الرئيس السابق والعضو الحالي للائتلاف الوطني السوري المعارض لرويترز الى «أن الجوانب الإيجابية المحتملة لانتخاب ترامب تتضمن معارضته النفوذ الإيراني والاتفاق النووي مع إيران». من ناحيته، قال جورج صبرا السياسي السوري المعارض: «نحن لا نتوقع أشياء كثيرة، لكن نأمل أن نرى وجها للرئيس دونالد ترامب يختلف كليا عن وجهه الذي شهدناه كمرشح للرئاسة». وقال أبو أسعد دابق وهو قائد في الجيش الحر: «ترامب مثل أي رئيس أمريكي، السياسة الغربية وبالأخص الأمريكية صارت واضحة في الشرق الأوسط في عدائها لتطلعات الشعوب المظلومة». فيما قتل 16 مدنيا بينهم طفلة أمس الاربعاء في ضربة جوية لقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا على قرية قرب مدينة الرقة في شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد في بريد الكتروني عن مقتل 16 شخصا على الأقل بينهم طفلة «جراء غارات نفذتها طائرات التحالف الدولي، مستهدفة مناطق في قرية الهيشة الواقعة بريف الرقة الشمالي»، مشيرا الى ان «عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة». وتبعد القرية الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش نحو اربعين كيلو مترا عن مدينة الرقة. وتأتي هذه الضربة بعد أيام من بدء عملية عسكرية واسعة تنفذها قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل عربية وكردية، في اتجاه الرقة، أبرز معاقل الإرهابيين في سوريا. ويقدم التحالف الدولي بقيادة واشنطن دعما للعملية العسكرية الهادفة في مرحلة أولى الى عزل مدينة الرقة، عبر تنفيذ غارات جوية مكثفة تستهدف مواقع الإرهابيين. ونفت جيهان شيخ أحمد، المتحدثة باسم عملية «غضب الفرات» وهو اسم الهجوم على الرقة، هذه الحصيلة. وقالت لوكالة فرانس برس: «لا يوجد شيء من هذا القبيل، وأي ادعاءات كهذه أخبار داعشية». وقال التحالف الدولي: انه يحقق في التقرير. وكانت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء قد نقلت عن مصدر بوزارة الدفاع الروسية قوله إن روسيا تستعد لاستئناف الضربات الجوية حول مدينة حلب السورية «في الساعات القادمة». من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه لن تشن غارات مباشرة على الجزء الشرقي المحاصر من حلب، كما كان الحال في الأسابيع الماضية. وقال بيسكوف للصحفيين: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى أن عدم تنفيذ غارات على شرق حلب أمر منطقي طالما لم يبدأ المسلحون عمليات قتالية. من جهة أخرى، ذكر مصدر عسكري روسي أن مجموعة السفن الحربية الروسية، التي توجد في مقدمتها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» ستستخدم في تنفيذ ضربات ضد مواقع بمحافظة حلب، وأضاف إنه من المرتقب توجيه ضربات إلى مواقع على مشارف حلب بطائرات حربية توجد على متن «الأميرال كوزنيتسوف» بالإضافة إلى إطلاق صواريخ «كاليبر» المجنحة. وبدورها، أكدت الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسية إيقاف توريدات الأسلحة إلى جيش بشار الأسد بعد أن قدم الجانب الروسي «كمية كافية» للنظام، حيث عبر مدير الهيئة إلكسندر فومين عن أسفه لتوقف التعاون الفعال بين روسيا ونظام الأسد. وأضاف في تصريحات نشرتها وسائل إعلام روسية: إن روسيا كانت تتعاون مع النظام بنشاط حتى الماضي غير البعيد، وقدمت له كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات يستخدمها، مشيرا إلى صعوبة الوضع في سوريا وأن التوريدات النشطة قد توقفت. قلق أممي الى ذلك أبدت الأممالمتحدة قلقا كبيرا على سلامة المدنيين في مدينة الرقة السورية، حيث تواصل «قوات سوريا الديمقراطية» -التي تدعمها الولاياتالمتحدة- هجومها لاستعادة المدينة من تنظيم داعش. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس الأول: إن المنظمة الدولية تشعر بقلق بالغ بشأن سلامة أكثر من أربعمائة ألف شخص في الرقة، بما في ذلك 150 ألفا من النازحين داخليا، وتتابع عن كثب العملية العسكرية الدائرة هناك. وأضاف: «إن غالبية السكان في منطقة الرقة يواجهون مشاكل خطيرة في تلبية احتياجاتهم العاجلة، حيث بات الوصول إلى هناك مقيدا للغاية بسبب انعدام الأمن». وأوضح أن آخر قافلة إنسانية مشتركة للأمم المتحدة توجهت إلى الرقة كانت في أكتوبر 2013، وحثَّ جميع الأطراف على القيام بواجبها «في حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان». ودفع تقدم قوات سوريا الديمقراطية -التي بدأت السبت معركة لطرد تنظيم داعش من الرقة- مئات المدنيين إلى الفرار من مناطق سيطرة هؤلاء، خوفا من اشتداد حدة المعارك واتخاذهم دروعا بشرية. ويرى المتابعون أن معركة الرقة ستكون صعبة بكل المعايير مثل الهجوم الحالي على مدينة الموصل العراقية، نظرا لأن المدينتين هما أكبر معقلين لتنظيم داعش في العراقوسوريا.