يزداد «الهاشتاق» أهمية حين يجد تفاعلا من المسؤول المباشر، ووزير التعليم لم يتأخر عن التفاعل مع المعلمين بتغريدة قال فيها «زملائي المعلمين والمعلمات، شكرا لكم على تفاعلكم مع (مقترحات المعلمين لتعليم أفضل)، لقد طلبت بحصر مقترحاتكم للاستفادة منها في تطوير التعليم»، وهو ما لقي ردة فعل إيجابية لدى المغردين، وفتح لهم أملا بمتابعة المسؤول لهمومهم وقضاياهم وتطلعاتهم. في الجزء الأول من المقال أشرت إلى ستة محاور ركز عليها «هاشتاق» (مقترحات المعلمين لتعليم أفضل)، ولم نتمكن إلا من استعراض المقترحات الخاصة بالمعلمين فقط، وسأواصل هنا استعراض المقترحات الخاصة بالمحاور الخمسة المتبقية حسب ما تمليه المساحة المتاحة هنا، ولنبدأ من محور الإدارية التعليمية، حيث لوحظ نقمة واسعة من المعلمين على الإشراف التربوي خاصة، فاقترحوا إيقافه وإعادة النظر فيه، بل اعتبروه هدرا للجهود، ولذا لم نستغرب اطلاق التغريدة التالية: «الإشراف التربوي هدر مالي، وقائد المدرسة قادر على القيام بعمل عشرة مشرفين»، ويبدو أنه صراع تقليدي بين المعلم ومشرفه حتى إن بعض المقترحات طالبت بإخضاع المشرفين التربويين لامتحان قياس، كما طالب البعض بإعادة تأهيل القادة تماما كما يتم تأهيل المعلم. من المحاور ذات الأهمية الخاصة البيئة التعليمية ومتعلقاتها، فاسترعى انتباهنا تركيز المغردين من المعلمين خاصة على حاجة بيئاتنا التعليمية إلى إعادة النظر، سواء بالتحديث أو التطوير أو التغيير بشكل جذري، وهذا أمر لا يمكننا الاستهانة به مطلقا، إذا ما علمنا أن البيئة التعليمية شريك رئيسي في تحقيق التطلعات لتعليم أفضل، وهذا يشمل ما حصره المغردون في: المباني المدرسية، مصادر التعلم، المختبرات، توفير كل ما من شأنه خلق بيئة تعليمية صحية، وتفي بالغرض، وهذا بلا أدنى شك موضوع قديم جديد متجدد، لأنه يلقى الصدى نفسه في كل فترة زمنية، خاصة إذا ما علمنا بما عاناه التعليم من المدارس المستأجرة، أو الحكومية ذات التخطيط السيئ، أو ذات الإمكانات الهزيلة. المحور الرابع الذي تم التركيز عليه محور الامتحانات، بوصفها مجال قياس تحصيل الطالب العلمي، والشيء اللافت للنظر بحق المطالبة الجادة بإلغاء التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية، أو على الأقل حصرها في الصفين الأول والثاني فحسب، ويرى المعلمون أن وجود التقويم المستمر هو سبب رئيسي في تدني مستوى التحصيل العلمي لدى طلابنا وطالباتنا، وهنا يمكن الإشارة إلى أن مثل هذه القرارات لا تأتي بصورة ارتجالية بل تتطلب دراسة عميقة. من المحارو الهامة جدا التي تناولها المغردون: الطالب، ما له وما عليه، ويرى البعض أن مشكلتنا في تكدس الأعداد الكبيرة من الطلبة في الصف الواحد، مما يؤثر سلبا على العملية التعليمية ويجعلها أبطأ تأثيرا، وقد حمّل البعض الطالب المسؤولية بعدم تقديره لما يصرف عليه من المليارات في ميزانية الدولة، بينما يكسل ويهمل ولا يعي ما وفر له من إمكانات مجانية. يأتي محور المناهج التعليمية في واجهة التطلعات، فتمركزت المطالبات بتحديث المناهج وتطويرها كمطلب أساسي، أما المطالب الفرعية فتمركزت في: إعادة مناهج اللغة العربية كالنحو والأدب والإملاء بعد أن تبين أثر غيابها الرهيب في تدني مستوى طلابنا، ومن أغرب المطالبات إلغاء كتاب النشاط، وتقليص المادة العلمية في بعض المناهج كونها طويلة جدا، وعلى هذه الشاكلة تأتي المقترحات والمطالبات التي لا يجب الاستهانة بها كونها تصدر من أهل الميدان والتجربة، وربما في تغريدة وزير التعليم تلميح إلى قوة هذه المطالبات وأهميتها أيضا.