يشكل تكدس الطلاب داخل الفصول الدراسة في المدارس الحكومية سببا رئيسيا لعزوفهم عن تلك المدارس وهجرتهم مدارس التعليم الأهلي، حيث ﺃصبح طلاب المراحل ا لنها ئية من ا لثا نو ية يفضلو ن بد ر جة كبير ة جدا التواجد في المدارس الأهلية التي تتميز بقلة ﺃعداد الطلاب، واصفين ذلك بالأمر الإيجابي لتحصيلهم العلمي. وﺃدت الزيادات الأخيرة التي شهدتها ﺃعداد الطلاب داخل الفصول الحكومية إلى جدل واسع في الأوساط التربوية لدرجة ﺃن بعض التربويين و صفو ها با لمخا لفة للعملية ا لتر بو ية والبعيدة عن البيئة المثالية التي توصي بألا يزيد عدد طلاب الفصل الواحد على 25 طالبا، في الوقت الذي بلغ فيه عدد طلاب الفصل الواحد ضعف العدد المتفق عليه تربويا في العديد من المدارس الحكومية، مؤكدين ﺃن هذا الوضع سيؤثر سلبا في جودة ا لمخر جا ت ا لتعليمية وسلوكيات الطلاب ونفسياتهم. وﺃوضح حمد العوض الذي يعمل مشرفا للغة العربية في مركز الإشراف التربوي بحي الروضة، ﺃن المعلم الذي يدرّس طلابا يفوق عددهم 04 الطالبا يواجه كثيرا من ا لمشكلا ت: كضبط الصف ومراقبة سلوكيات الطلاب، فضلا عن ﺃنه غالبا ما يفشل وسط هذه الزحمة في تطبيق خططه التي رسمها للحصة؛ وهو ما سيوثر في نسﺐ التفاعل مع الطلاب؛ ومن ثم استيعابهم الذي يعد ﺃحد ﺃركان العملية التعليمية بجانﺐ المعلم والمنهج. واتفق كثير من التربويين على ﺃن الإفراط في ﺃعداد الطلاب داخل الفصول ﺃو المدارس يتسبﺐ في تدني مستوياتهم؛ ومن ثم التأثير السلبي في المنظومة التعليمية، وهو ما ﺃشار إليه ﺃحد معلمي الثانوية في شرق الرياض (تحتفظ "شمس" باسمه) بقوله: "إن زيادة ﺃعداد الطلاب في الفصل الواحد يعد ﺃمرا محبطا للمعلم ويؤثر سلبا في المخرج التعليمي وفي سيطرتنا كمعلمين على ا لفصل والقيام بعملنا التربوي بالشكل الصحيح" لافتا إلى وجود فروق واضحة في مستوى تحصيل المعلومات في الفصول ذات الأعداد المتزنة تربويا والتي لا تتجاوز 30 طالبا بعكس الفصول ا لتي تحتضن ﺃ كثر من 50 طالبا إذ إنها توثر في جدولة عمل المعلم و (تلخبط) خططه التي ﺃعدها. ويؤكد الطالﺐ فهد الشبيﺐ ﺃن زيادة عدد الطلاب في فصله يعتبر ﺃمرا غير صحي؛ بسبﺐ عدم تلقيهم المعلومات بشكلها الصحيح، وقال: "المعلمون يقدمون لنا المعلومات بشكل سريع؛ بسبﺐ زيادة عددنا داخل ا لفصل، فبتنا نشعر وكأنهم ينتظرون جرس انتهاء الحصة بفارغ الصبر" وﺃوضح عبدالعزيز جميل (طالﺐ ثانوي) ﺃن قلة الجودة التعليمية في المدارس الحكومية وتضجّر المعلمين وعدم حرصهم على إيصال ا لمعلو مة لنا، هو ما دفعني لمطالبة ﺃهلي بتحويلي إلى مدرسة ﺃهلية.