افتتحت مساء أمس أعمال ورشة (الأمن في عيون الشباب) التي تنظمها الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للرياضة، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بمشاركة شباب وشابات يمثلون دول المجلس، في مدينة الخبر. وقد افتتح سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة أعمال الورشة بكلمة قال فيها: في خليجنا العربي ثروة حقيقية هي بحق أفضل ثرواتنا التي نفخر ونعتز بها، بل ونطمئن للمستقبل بوجودها وهي ثروة الشباب المنتمي لأرضه، المحب لقادته، المخلص في عطائه، هذا الشباب الذي يمثل ركنا حصينا من أركان هذا الخليج، ومنطلقا مضيئا لمستقبله المبشر بكل خير. وأضاف سموه: إن هذه الورشة بنقاشاتها وأطروحاتها وما تحمله من آراء وما تخرج به من نتائج - بإذن الله - لابد أن تكون منطلقا لنا نحو مشروع شبابي مشترك تتكامل فيه جهودنا لخدمة دولنا وأبناء منطقتنا الخليجية خاصة أن محاورها تعتمد على عنصرين أساسيين أولهما: الشباب كركيزة لبناء المجتمعات وثروة لصناعة المستقبل ومقياس لتقدم الأمم، وكلنا يعلم أن شبابنا يمثلون أولوية رئيسية في اهتمام وفكر قادة دول مجلس التعاون الذين لا يألون جهدا في الحث على استثمار طاقات الشباب وتحفيزهم وإعدادهم لمواجهة التحديات وما يؤهلهم للمستقبل وخدمة مجتمعهم وتحصينهم ضد المخاطر ودعاة الفتن، والعنصر الثاني: هو الأمن كركن أساس في استقرار وسلامة الشعوب وقدرتها على البناء والازدهار. كما ألقى الأمين العام لمجلس التعاون كلمة أكد فيها أن هذا اللقاء يعتبر من أهم اللقاءات التي تعقد سنوياً مع أبنائنا الشباب، التي تأتي تنفيذاً لتوجيهات قادة دول المجلس حفظهم الله في ضرورة التواصل مع الشباب والوقوف على تطلعات الشباب واحتياجاتهم. وقال: سبق هذا المؤتمر ستة مؤتمرات للشباب صدر عنها 199 توصية لاقت ترحيباً من قادة دول المجلس حفظهم الله وقد وجهوا اللجان المعنية بالعمل على تنفيذ ما يمكن تنفيذه ودراسة وتطوير الأفكار الأخرى، لافتا النظر إلى أن قرابة 60% من سكان دول المجلس من الشباب، لذلك لابد من مشاركة الشباب في تحقيق أهم عنصر وهو الأمن. وأضاف: إن الأمن والاقتصاد تربطهما علاقة أزلية، ولن تنعم المجتمعات بتنمية اقتصادية إلا إذا وجد الأمن، ولا يمكن وجود أمن إلا إذا كنا نتمتع بتنمية اقتصادية. وأشار الدكتور الزياني إلى أن رؤية مجلس التعاون تتلخص في توفير البيئة الآمنة والمستقرة والمزدهرة والمستدامة لكافة دول المجلس ومواطنيها، وهذا ما نعمل على تحقيقه من خلال التكامل والترابط والتعاون في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية وبالأخص الشؤون الاقتصادية والتنموية. وبين أن السوق الخليجية المشتركة، من أهم إنجازات مجلس التعاون، وأن دول المجلس تعمل من أجل تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة لكافة مواطني دول المجلس، بحيث تتم معاملة المواطن في أي دولة من دول المجلس معاملة مواطن تلك الدولة، مشيراً إلى أن من انجازات السوق الخليجية المشتركة حركة التنقل التي بلغت في عام 2015م، 25 مليونا يتنقلون بكل أريحية بين دول المجلس. وعلى صعيد التجارة البينية كان التبادل التجاري بين دول المجلس 6 مليارات دولار في عام 2003م، أما اليوم فقد فاق 140 مليار دولار. بعدها ألقى الشاب سلطان المخلفي من المملكة العربية السعودية كلمة عن الشباب المشاركين في الورشة، رفع فيها الشكر والتقدير لقادة دول مجلس التعاون على دعمهم غير المحدود للشباب، موضحا أن هذه الورشة ما هي إلا تنفيذ لقرار المجلس الأعلى لقادة دول المجلس في دورتها ال «34» في الكويت خلال شهر ديسمبر 2013 بشأن الاهتمام بالشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، حيث وجه مقام المجلس الأعلى بأن تستمر الأمانة العامة بشكل دائم في تنظيم مؤتمرات وورش عمل دورية تتناول اهتمامات الشباب وتطلعاتهم. وقال: «هذه الورشة تأتي في ظل ظروف عصيبة يعيشها خليجنا الواحد، واستهداف لأمنه القومي والإقليمي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ونحن إذ نجتمع اليوم لنعرب عن فهمنا لكل ما يحاك، ولنطمئن الشعوب الخليجية بأننا سنكون عصيين على هذه المخططات»، مؤكداً أن هدف الورشة هو توفير البيئة الآمنة لممارسة الهوايات وإشباع الحاجات الفردية والاجتماعية والنفسية والنمائية، وتوفير البيئة المناسبة للحوار والتسامح وتعزيز الدور الإعلامي للشباب في دول المجلس لتوفير بيئات خالية من المثبطات والمحبطات المهددة للأمن، وتفعيل دور الشباب في مجال إعداد السياسات والخطط الإعلامية والمشاركة في تنفيذ البرامج و النشطات الإعلامية. وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم قصير بعنوان (نحن المستقبل) إنتاج الأمانة العامة لمجلس التعاون يبرز دور الشباب في مسيرة مجلس التعاون، وآمالهم وطموحاتهم المستقبلية، كما قدم فريق مجموعة متسلقي الجبال بدول مجلس التعاون عرضا للأنشطة الشبابية التي يقوم بها الفريق لتعزيز الهوية الخليجية وإحياء الموروثات الشعبية، وتشجيع السياحة البينية والأنشطة الشبابية والثقافية والأعمال التطوعية.