منذ الطفولة أدرك حيدر صادق الناصر، قيمة القطع التراثية في منزله ببلدة التهيمية بالأحساء، فبدأ المحافظة عليها وهو طالب في الابتدائية يبلغ عمره 7 سنوات، بينما انطلقت هوايته من خلال جمع الطوابع والعملات النقدية، إلى أن تطورت الهواية فبدأ جمع القطع القديمة التي توارثتها العائلة جيلا بعد جيل، ليتمكن خلال سنوات من البحث والتجميع والشراء أن يجمع 1800 قطعة تراثية متنوعة في متحفه الشخصي، الذي يحتضنه سفح الجبل ومجاورة مسجد أبو النعوش التاريخي الرازح على المسار السياحي المؤدي لجبل القارة. وتبرز بين مقتنيات المتحف مخطوطة من القرآن الكريم عمرها 150عاما، بخط المواطن التركي أحمد شكر زادة. في حين تم تسجيل المتحف رسميا من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ضمن المتاحف التراثية الشخصية الجديدة بالأحساء التي تم اعتمادها لمدة 3 سنوات. ويأتي هذا الترخيص بعد استكمال متحف الناصر الشروط والمتطلبات اللازمة وتطبيق معايير التصنيف المعتمدة من الهيئة. ويشير الناصر في حديثه ل «اليوم» الى أنه حرص على إعطاء الجمهور فرصة الاطلاع على المتحف مفتوحا أمام المجتمع للتزود منه مجانا دون مقابل مادي رغم أن كلفة المتحف وصلت إلى 300 ألف ريال إلى جانب الإيجار السنوي للموقع، موضحا أن هدفه من انشاء المتحف لم يكن ماديا، إنما هو تعريف للأجيال القادمة بالحياة الماضية، والتغيرات التي طرأت عليها، لكنه يلقى التشجيع من الأهل والأصدقاء، مبينا أنه تلقى وعدا من عمدة البلدة يوسف بوعامر الذي رافقنا في الجولة، بإهداء المتحف قطعة أثرية مهمة. وأشار العمدة الى أن المتحف جاء بجهد شخصي ومبادرة تستحق الالتفات خصوصا أنه يقع في المسار السياحي وفي بلدة تشتهر بالتراث، وهو إضافة مهمة للمتاحف الشخصية التي تزخر بها محافظة الأحساء، والمتحف يحظى بإقبال كبير من الزوار. ويحتضن المتحف عدة أقسام، من بينها: قسم الساعات والادوات الشخصية، وقسم العملات بمختلف أنواعها ويرجع سك بعضها إلى عام 300 هجرية، وقسم المناظير والأسلحة، بينما يتميز متحف المجلس الأحسائي بمجموعة من الادوات القديمة التي كان يتضمنها مجلس الأجداد في الزمن الماضي الجميل، من بينها دلال القهوة الأحسائية التي تمت صناعتها يدويا قبل 90 عاما. كما توجد دلة تراثية مصنوعة عام 1944 ميلادي في دمشق، ومن المقتنيات التي تتواجد في المجلس الوجار الذي كان يستخدم في تحميص القهوة العربية وطبخها، وكذلك جهاز تشغيل الاسطوانات، إضافة إلى مجموعة من أجهزة الراديوهات والتليفزيونات القديمة، وأسلحة متنوعة مثل السيوف والخناجر والأسلحة النارية، من بينها المقنع، والصمت، وبعض البنادق الهوائية القديمة التي تستخدم في الصيد. كما يوجد في المتحف قسم خاص بالتصوير الضوئي، حيث يوجد عدد من الكاميرات القديمة المتنوعة، وقسم الادوات الكهربائية مثل الأفياش التي كانت تستخدم قديما في المنازل، وأيضا العدد الكهربائية التي يستخدمها الكهربائي سابقا، وقسم الفلاحة الذي يحتوي على أدوات المهنة مثل المحش، والصخين التي يستعين بها الفلاح في حرث الأرض يدويا، والمنجل، والمنتجات الخوصية، والمهباش. أما قسم الادوات المنزلية فيتضمن أدوات المطبخ ومنها أجهزة يدوية مصنوعة من البيئة المحلية، مثل الرحى التي تستخدم يدويا لطحن الحبوب والبقوليات، وجدور الطبخ الأحسائية المصنوعة محليا، إضافة إلى قسم المخطوطات الذي يزخر بالوثائق والمستندات التاريخية القديمة.