نقلت لنا وسائل الإعلام في الأسبوع الماضي، خبرا حول وضع لوحة في وسط مدينة نيويورك ليوم كامل، طالب واضعوها من الناس كتابة أكثر شيء ندموا عليه، العديد من الناس كتبوا على تلك اللوحة، فهناك من كتب، عدم حصولي على شهادة إدارة الأعمال، ومنهم من كتب، عدم محاولتي تحقيق أحلامي، وآخر كتب عدم دخولي كلية الطب، ورابع كتب عدم جلوسي في منزلي المريح، المنظمون للفكرة أشاروا إلى أن أغلب الأمور التي كتبها الناس تمحورت حول (عدم التدخل، عدم فعل الشيء، الفرص التي لم تُستغل والكلمات التي لم تُقل، والأحلام التي لم يسع خلفها). وخلاصة الأمر، فقد خاطب المنضمون للفكرة الناس قائلين، افعلوا الأشياء التي ستندمون أنكم لم تفعلوها، فالوقت ليس متأخرا أبدا. نقول هذا الكلام تعليقا على الأحداث المؤسفة والخطيرة التي تعرض لها قبل أيام، عدد من رجال الأمن في الدمام والقطيف، وسقط فيها أكثر من رجل أمن شهيدا، وأدانها العديد من الشخصيات البارزة، كما صدر بيان من عدد من المشايخ ضد هذا الفعل المُشين، هذه الأحداث المؤسفة، لا شك أنها مدانة لا يقبلها عقل ولا دين، ومن المؤكد أن كافة المواطنين يقفون منها موقفا مماثلا، كما يقفون من أي اعتداء مشابه على أي مواطن وفي أي بقعة من بقاع الوطن، فالعنف والقتل مدانان، بغض النظر عن المبررات والأسباب والدوافع، هذا هو موقف كافة أبناء المجتمع إلا قليلا جدا - ممن شذ عن الطريق السليم - فإذا كان الدين والقانون يؤكدان على ذلك، فالعقل والحكمة كذلك توصلان إلى نفس الموقف، فلا يستطيع أي طرف مهما كان، أن يقف في وجه دولة عبر استخدام هذه الوسائل، فهي معركة خاسرة بكل المقاييس. علاوة على ذلك، فإن المواطن يقف أيضا في مواجهة العنف، لأنه يؤدي إلى مزيد من العنف في مجتمعه ووطنه، وبخسارته الأمن في بلده، فإنه يخسر الكثير، ومن جانب آخر هناك خسارة فردية للشخص نفسه، فعندما يسهل استخدام السلاح، ويُستهان بمكانة رجل الأمن، فعندها لن يكون للمواطن نفسه أي قيمة أو احترام، ويكون الاعتداء عليه أسهل، لذا ومع علمنا بموقف المواطن تجاه هذه القضية، إلا انه باعتقادي يجب المجاهرة بالنقد لهذه الظاهرة، فعند تناقل مثل هذه الأخبار، في مواقع التواصل الاجتماعي مثلا، من الضروري أن يكون هناك تعليق يليها مباشرة، يشير إلى ادانه هذه الأعمال ورفضها بأشد العبارات، حتى يتكون رأي عام ضاغط تجاه هذه المجاميع، ويُشكل سدا منيعا أمام من يفكر أن يسلك مسلكهم، ويتبع منهجهم، لذا حتى لا نندم على عدم قيامنا بهذا الدور، علينا المبادرة بالادانه، وهذا الموقف مطلوب من كل مواطن تجاه أي قضية وفي أي موقع، وبالذات عندما تكون الحادثة قريبة من موقعه، فلا يكفي النقد في المجالس أو التذمر على ذلك الفعل في داخلنا، خاصة ونحن نعلم أن المعالجة الأمنية وحدها غير كافية، وهذه الوسيلة هي إحدى الوسائل المهمة، في معالجة هذه الحالة، حمى الله مجتمعنا ووطننا من كل مكروه، وأدام الله علينا الأمن والأمان، وكف أيدي كل من أراد ببلدنا السوء إنه خير الحافظين.