استضاف نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الخميس الماضي الشيخ الدكتور عائض القرني في محاضرة حملت عنوان «السحر الحلال» وذلك بقاعة الشيخ حمد المبارك «رحمه الله» بدار اليوم. وقال الشيخ القرني: في محاضرته إن القرآن رسالة العالم أجمعين، وهو قمة البيان، مطالبا الجميع بتبني دعم وثيقة القرآن وجعلها الوثيقة الرسمية لنا جميعا، وذلك في تدريس ونشر ثقافة اللغة والأدب والثقافة، مضيفا إن الإعجاز في القرآن الكريم أبلغ من أي أدب وشعر ونثر، واننا نستمد عزتنا وقوتنا ولغتنا من القرآن. وعن المجال الشعري أشار الدكتور القرني، الى أن أبا الطيب المتنبي كان أبلغ الشعراء على الإطلاق، وهناك شعراء قدماء عمالقة، ولكنهم لا يصلون لمستوى المتنبي، موضحا أن العرب الأمة الوحيدة التي أقامت أسواقا للشعر والبلاغة، وهي الأمة الوحيدة التي قدست الكلمة وجعلت لها مكانة مرموقة، منوها الى أن علينا أن نعتني بذلك وأن نتميز عن الأمم الأخرى. وذكر القرني، العديد من القصائد القديمة لشعراء العرب، وامتدح الجيل التصحيحي الذي قال عنه إنه صحح لنا جميعا ذلك المسار الذي كنا نهرول فيه نحو نقائض جرير والفرزدق والتي لم نجن منها سوى السب والشتم وأغرقتنا في مضامينها، التي لم تمنحنا أدبا رفيعا يرتقي للذائقة الشعرية منتقدا فحوى الرسائل العلمية التي تحدثت عن نوع كهذا. الشيخ القرني يلقي محاضرته ومازح د. القرني الحضور بلغته الطريفة قائلا: إن حضور الوعظ يأتي بألوف البشر بينما حضور الجملة والكلمة والأمة معها ومع الفصاحة نعيش الأزمة، ليستدرك بقوله انتم نخبة الأدباء ننتقل معكم من دوحة وروضة إلى أخرى معددا في ذات السياق بعضا من السحر الحلال الكامن في جمالية الكلمة ومستحضرا بعضا من شوارد هذا الجمال المتمثل في الليل مثلا عند الشعبي والوطن عند ابن الرومي وغيرهما من صناع الكلمة من شعراء العصور. وطالب في نهاية الأمسية بإنشاء معاهد لتعليم الخطابة والإلقاء حتى يظهر جيل ترتقي ذائقته الأدبية، هذا وألقى الضيف في الأمسية بعضا من أبياته ومنها قصيدة «سلا القلب»، التي كتبها وهو في سن الثامنة والثلاثين من عمره وقدمها بملمح جميل منها بإلقاء بارع حيث يقول فيها: سلا القلبُ عن غيدٍ صفت وحسانِ وأهمل ذكر المنحنى وعمانِ وما عاد يُلهِينِي الصبا بأريجهِ ولو فاح بالريحانِ والنفلانِ وقال رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، محمد بودي، الذي أدار الحوارعقب المحاضرة: إن نادي المنطقة الشرقية الأدبي، يعمل على تدشين أول جائزة في الدراسات اللغوية والأدبية في القرآن الكريم تحمل اسم جائزة الشيخ عبدالعزيز بن أحمد بودي -رحمه الله- للدراسات اللغوية والأدبية في القرآن الكريم بتمويل من ابنه عادل بن عبدالعزيز بودي.