جميعنا متفاعل مع (رؤية 2030)؛ ومتفائلون بخطة تنموية انتهجتها المملكة؛ وجعلتها خيارًا استراتيجيًا حتميًا لها؛ ونحن جميعًا نتوق للتطور والتقدم الذي تختزله هذه الرؤية؛ وندرك حجم مسؤوليتنا للوصول للهدف المشترك؛ فنحن نواجه تحديًا تنمويًا غير مسبوق؛ ومطلوب منّا حتى تحقيق هذه الرؤية المستقبلية الطموحة؛ تضافر الجهود، فأي رؤية تنموية نجاحها مربوط بالتعاون والتكامل بين المسؤول والمواطن.. ومحافظو المحافظات هم ركن اساسي في منظومة التغير؛ التي جاءت لتدفع بالمسؤول؛ ليتجاوز مرحلة الجمود الفكري والإداري؛ ويتخلى عن الاساليب الإدارية المنفردة القديمة؛ ومعها يلغي الروتين والبيروقراطية العتيدة المتبعة في إدارته؛ ومن الآن فصاعدًا لن يجد أي محافظ مناصًا أمامه؛ سوى استيعاب ظروف المرحلة؛ ومواكبة الرؤية بعمل مؤسسي؛ مبني على أسس منهجية وخطة واضحة المعالم؛ تنفذ برؤية مشتركة وعمل دؤوب بروح الفريق الواحد!! ويبقى الحديث في آلية اختيار المحافظ؛ فالمرحلة الحالية حساسة؛ في مسيرة الدولة التنموية؛ والمحافظة ستتحول لموقع حراك تنموي وملتقى للجميع؛ واختيار المحافظ المناسب هو أول خطوات نجاح الرؤية التنموية؛ ومن الضرورة الوظيفية توافر كاريزما القيادة في المحافظ؛ فليس كل إداري قياديًا؛ فالمحافظ ينتظره عمل مختلف عن النمط السابق؛ فالجديد أن المحافظ سيشترك معه المواطن في صناعة القرار التنموي؛ وسيصبح العمل والتحرك جماعيًا؛ بمعنى أنه سينفتح على الجمهور بمختلف مشاربه وتوجهاته؛ وسيستمع لوجهات نظر ومقترحات وأفكار متنوعة؛ والمحافظ الذي لا يمتلك الموهبة القيادية والرؤية الإدارية العميقة؛ ولا يملك مهارات الاتصال؛ التي تساعده على مناقشة الأفكار وعرض المقترحات وادارة الحوار وتقبل الرأي الآخر؛ هذا المحافظ لن ينجح في ادارة المحافظة؛ ويلزمه الانفتاح على الآخر؛ وإتقان ثقافة المرونة وفن الإقناع؛ كل هذا من الكاريزما القيادية؛ المطلوب توافرها لنجاح أي محافظ؛ فلا يُركز عند اختيار المحافظ؛ على مؤهلاته وخبراته ودرجته الوظيفية فقط؛ فموهبة القيادة والخلفية الإدارية مقدمة على ما سواها؛ وحتى ينجز المحافظ وينهض بالمستوى التنموي؛ ضروري أن تراعى الرغبة الشخصية لقبوله للوظيفة؛ ويتأكد من حماسه للتطوير؛ ومن باب الاستقرار النفسي؛ أرى ألا يجبر المحافظ على النقل لمحافظة لا يرغبها؛ لأسباب الترقية أو غيرها من الأسباب؛ كما على المحافظ ألا يجامل؛ فيقبل التغير في مبادئ العمل؛ فأهل المحافظة ينتظرون من المحافظ عملًا نهضويًا؛ وليس لهم علاقة بملابسات ظروفه الخاصة!! هناك بعض المحافظين يبررون جمودهم وضعف أدائهم وتقصيرهم؛ بأن صلاحياتهم غير مكتملة؛ وهذه تبريرات غير مقنعة؛ والحقيقة أن هؤلاء ليس لديهم روح المبادرة فلم يجتهدوا ولم يفعلوا ما لديهم من صلاحيات؛ ولم يستغلوا المتاح من الطاقات البشرية والطبيعية؛ لذلك تجد تمايزًا بين المحافظين؛ وتجد الفروق واضحة في الانجازات التنموية بين المحافظات؛ مع أنهم جميعا يمتلكون نفس الصلاحيات؛ ولكن الفرق في نشاط المحافظ وحيويته ؛ لذلك لا عذر للمحافظين من فئة (لا تحرك تبلش)؛ فهم عائق تنموي وليس لهم مكان على خارطة رؤية المملكة التنموية!! تأهيل المحافظين مطلب مهم ليتمكنوا من القيام بالمهام التنموية والأمنية والاجتماعية ؛ فالمحافظ سيخوض العمل الجماعي والإنجازات هي مَنْ ستحدد بقاءه؛ فلم تعد وظيفة المحافظ منصبًا شرفيًا وواجهة اجتماعية؛ يقضي فيها بعض الوقت؛ ثم يغادرها بدون إنجاز؛ وتنفيذ الرؤية لن يتحقق بمحافظ يعتقد أنه مجرد مسؤول أمني؛ وممثل تقليدي لمسؤول المنطقة؛ نسي أن مسؤوليته لا تنحصر فقط في الحفاظ على النظام العام؛ فدور المحافظ أكبر من ذلك؛ كما ينص نظام المناطق؛ فبالإضافة لمهمته الأمنية؛ يلزمه نظام (أن يعمل على تطوير المحافظة اجتماعيًا واقتصاديًا وعمرانيًا)؛ وهذا يشير الى أنه معني بالتنمية الشاملة!! * كاتب متخصص في العلوم العسكرية ومهتم بالشأن الاجتماعي