استغلال الطاقات وتنشيطها بما يعود بالنفع على المجتمع لعله يكون أهم هدف لمشاريع التدريب والتأهيل التي تقدمها المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة، والتي تسعى من خلالها إلى تدريب وتأهيل الأفراد. الاهتمام والرعاية وتنظيم الملتقيات والمعارض والبرامج لنشر ثقافة الوعي في النواحي الصحية والبيئية والاجتماعية، حول عدد من الأهداف التي تُقرها أي جهة منفذة، هو الآخر هدف سام تحاول من خلاله تحقيق خدمة اجتماعية. دعم المشاريع الصغيرة وتحقيق الموازنة الاقتصادية العامة، التي تزيد من فرص الربح والناتج الاستثماري للمصانع والشركات، التي تخدم في إنتاجها الصالح العام، هو أيضا هدف تجتهد من خلاله الإدارات المسؤولة عنه لتطبيقه بالشكل الذي يخدم المجتمع أيضا. السؤال هنا هل مهمة الإعلام تستشف أهدافها من رؤية تلك الجهات، أم أنها تقتصر فقط على نشر وتقديم أهداف تلك الجهات كمواد صحفية تنشر في مختلف الوسائل الإعلامية بحسب ما تظهره تلك الجهات للمجتمع؟ أولا: علينا أن ندرك أن الإعلام بوجه العام هدفه الأساسي هو «النقل والتعريف» بالأحداث والمواقف والفعاليات والبرامج سواء اجتماعية، سياسية، اقتصادية، وغيرها، الأمر الثاني أن ننظر إلى الاتجاهات التي يتجه اليها الإعلام في مختلف المجالات التي تخدم أفراد المجتمع، الأمر الثالث اختلاف تبلور الأهداف التي يخدمها مسمى الإعلام داخل المجتمع. تبلور الأهداف هنا هو ناتج عن كيفية تشكيل الأهداف، بما تتطلب إليه الحاجة، كاختلاف أهداف الإعلام التربوي عن السياسي أو أهداف الإعلام الاقتصادي عن الاجتماعي، لأن الحاجة هنا مقتضاها الأساسي الفئة التي يوجه لها ذلك الإعلام، وهذا يبين لنا أن الإعلام لا يستشف أهدافه بقدر ما يسهم في تشكيلها. أما ما يتعلق بالنشر الصحفي للمواد فهو مهمة رئيسية متعلقة بالهدف العام الذي أشرت إليه في الأعلى.