بعض الشعراء كنا نستمع لقصائدهم بكثير من الإعجاب، وكانوا بالفعل يمثلون الوجه المشرق في حضورهم الشعري للشاعر المبدع الذي يحظى بالقبول الجماهيري ويعتبر قدوة للشعراء الشباب الذين يرون فيه أحد الأهرامات الشعرية التي يستفيدون منها، ثم ما تلبث أن تقودك الأقدار للالتقاء بأحدهم في إحدى المناسبات لتكتشف أن الانطباع الذي كان عن هذا الشاعر ما هو إلا انطباع خاطئ، وأن هذا الشاعر يظلم نفسه عامدًا متعمدًا كما يظلم معه جميع الشعراء. ولكن للأسف فإضافة الى كونهم لا يحسبون حسابا جيدا لخطواتهم، فإنهم ينسون أنفسهم في "زحمة الناس"، ويتصرفون وكأنهم أطفال، حيث تظهر منهم تصرفات صبيانية الهدف منها ربما لفت الانتباه!! وهناك الكثير من المواقف التي تحدث والتي يعرفها الكثير من رواد الساحة. كما أن منهم من يهوى لعب دور "المهرج" في كثير من المواقف والمناسبات الرسمية من أجل الإضحاك دون أن يحترم نفسه والآخرين الذين يُصدمون بتلك الحركات والتصرفات، وقد شاهدت أحدهم وهم ينادونه باسمه في احدى هذه المناسبات ليقف أمامهم ويبدأ في إضحاكهم، وهو لا يعرف أنهم يضحكون عليه. التخبيط الذي يقوم به بعض الشعراء مازال مستمرا وأمام الجميع دون خجل من أحد، لعب دور الاراجوزات أصبح هو السمة الأبرز لهؤلاء الذين لم يحترموا أنفسهم ويضعوها في المكان الملائم، هو يستطيع أن يغير شخصيته بشكل سريع من مهايطي الى مهرج وبسرعة لا يلاحظها إلا من يشفق عليه ويخجل من هذه الشخصيات. في المقابل هناك الكثير من الشعراء المتزنين والذين يشعرون بالمسؤولية ويظهرون الصورة الحسنة للشاعر من خلال احترامهم لأنفسهم ولجمهورهم والذين بكل تأكيد لا يرضون بمثل تلك التصرفات التي تصدر ممن لا يشعر بالمسؤولية أبدًا.