منيت قوات الأسد والميليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانبه بخسائر كبيرة صباح امس الأحد عقب شن النظام هجوماً واسعاً، بغطاء جوي روسي، على أحياء حلب الشرقية بشمال سورية التي تسيطر عليها المعارضة. واشتعلت منذ الفجر جبهات المدينة، حيث تدور اشتباكات بين فصائل من المعارضة وقوات النظام في بعض المناطق، وتدور في مناطق أخرى اشتباكات بين فصائل من المعارضة وقوات سورية الديمقراطية. وقضى 11 على الأقل من قوات دفاع الأسد وميليشياته عقب استهداف حواجزهم وتفجير عبوات ناسفة بآلياتهم في عدة مدن وبلدات وقرى سورية، كما قتل ما لا يقل عن 8 من قوات النظام إثر اشتباكات مختلفة مع تنظيم داعش وجبهة النصرة وفصائل المعارضة المقاتلة واستهداف مراكز النظام وحواجزهم وآلياتهم الثقيلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة في حلب، وحمص، وحماة ودمشق وريفها. كما قضى عنصران من ميليشيا حزب الله اللبناني في قصف واشتباكات مع الفصائل المقاتلة. فيما دان البيت الأبيض «ازدراء» نظام الأسد للمعايير الدولية، وذلك بعد إعلان خبراء في الأممالمتحدة أنه استخدم أسلحة كيميائية ضد السوريين ثلاث مرات عامي 2014 و2015. قصف حماة وفي محافظة حماة استشهد 6 مواطنين خلال اشتباكات مع قوات وميليشيات النظام، واستشهد مواطن بقصف للطيران الحربي على بلدة صوران، وطفلان اثنان جراء قصف لقرية طلف، وسيدة وطفلها بقذائف صاروخية على بلدة محردة. وفي حلب استشهد طفل جراء إصابته برصاص قناص في شارع بارون، ومدني برصاص قناص في المشارقة بالقسم الغربي من المدينة. وبحسب نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن التنظيم بالرقة أبلغ ذوي 38 عنصراً في صفوفه من أبناء المدينة، ضمنهم 31 عنصراً مما يسمى «أشبال الخلافة»، أنهم قتلوا خلال معارك الموصل العراقية. واستشهد 6 مقاتلين من القوات المقاتلة، جراء قصف للطائرات الحربية والمروحية، واشتباكات مع قوات وميليشيات النظام بعدة مناطق. وفي ريف حلب الشمالي، تجدد الاشتباكات بين فصائل ب«الجيش السوري الحر» المدعوم من القوات التركية وقوات سورية الديمقراطية (التي يشكل المسلحون الأكراد أكبر مكون فيها). وقالت مصادر إعلامية كردية إن معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين في محاولة من كل منها للتقدم نحو مواقع الطرف الآخر، دون أن تتمكن أي جهة من التقدم على حساب الأخرى. وحذر تحالف جيش سوريا الحر -الذي قال إنه مستعد لهجوم كبير لكسر الحصار على شرق حلب- السكان داخل المدينة وحولها في بيان وطلب منهم الابتعاد عن المباني العسكرية التابعة للنظام حفاظا على سلامتهم. الأكراد يغيرون أسماء النظام على طريق رملي في شمال شرق سوريا، تنتظر امرأة مع اطفالها الاربعة بالقرب من لافتة خضراء جديدة كتب عليها جولدارا، وهو الاسم الكردي الذي استعادته القرية مؤخرا بعدما كانت تعرف منذ عقود بقرية شجرة. في الجهة المقابلة، يعمل الرجل السبعيني عبدالرحمن حواس حمو في فناء منزله على اصلاح شاحنة بيضاء قديمة الطراز. ويشرح بالكردية لوكالة فرانس برس ان جولدارا التي تعني بالعربية برية تكسوها الاشجار كان اسم القرية قبل أن «تعربه الحكومة السورية العام 1962 ويتحول الى شجرة». وتعد هذه القرية التي تحتفظ بمنازلها الطينية المتواضعة وتضم قلة من السكان، واحدة من عشرات القرى والبلدات التي تعمل الادارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة منذ اشهر على اعادة اسمائها الكردية اليها تدريجيا بعد تعريبها منذ اكثر من اربعة عقود.