ترأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أمس الأحد، اجتماع مجلس إدارة الهيئة الواحد والأربعين في مبنى قطاع التراث الحضاري بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض. وفي بداية الاجتماع رفع المجلس شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) لتبنيه- أيده الله- ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينةالمنورة، تزامنا مع إقامة ورشة العناية بالمساجد التاريخية بالمدينةالمنورة الاثنين 9 محرم الماضي، وامتدادا لرعايته واهتمامه- حفظه الله- بترميم المساجد في كافة مناطق المملكة، ودعما من مقامه الكريم لمشاريع برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تقوم به «الهيئة» بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية التي بدأت هذا البرنامج. وأكد المجلس أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- بالتراث الحضاري الوطني توج بتأكيد اعتماده- يحفظه الله- لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري بالمملكة بعد أن أقره الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله-، باعتباره مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج ومشاريع التراث في المملكة. ونوه المجلس بمباركة خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- في اجتماع مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز للتنسيق القائم بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ودارة الملك عبدالعزيز في مشروع «تأهيل قصور ومباني الدولة في عهد الملك عبدالعزيز وتوظيفها» والذي جرى اعتماده مؤخراً ضمن مشاريع برنامج التحول الوطني، مؤكداً- يحفظه الله- على أهمية هذا المشروع في ربط المواطنين بتاريخ بلادهم. وأشاد المجلس باعتماد وزارة البيئة والمياه والزراعة لمشروع تطوير المحور السياحي بالهدا والشفا في محافظة الطائف، موجها تقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير محافظة الطائف على دعمه ومتابعته لهذا المشروع، ومثمنا دعم وزير البيئة والمياه والزراعة لهذا المشروع الذي سيكون من أبرز مشاريع الجذب السياحي في المحافظة والمملكة. ونوه المجلس بتركيز «الهيئة» منذ بدايات تأسيسها على العمل مع المواطنين وإشراكهم في كل مراحل التخطيط والتنفيذ لأنشطتها وبرامجها والاهتمام بآرائهم ومتطلباتهم باعتبارهم العنصر الأهم في إعداد الأنظمة والخدمات المقدمة إليهم. وفي هذا الشأن أكد سمو رئيس الهيئة على «أن الهيئة حرصت على أن تشرك المواطنين في كل الأنظمة والأنشطة التي تنفذها، كما حرصت على أن يكون انعكاس كل قرار في صالح المواطنين، فكل شييء نعمله في الهيئة لابد أن ندرس أثره في حياة المواطن واقتصاديات المناطق، وأن يسهم في تعزيز القدرات الاقتصادية للمواطن ليعيش حياة كريمة، فالمواطن يريد أكثر ويستحق منا الكثير ليعيش برغد واستقرار، والهيئة منذ بداياتها ألزمت نفسها بشرطين: الأول أن يدخل المواطن في كل مراحل التخطيط وتحديد المسار ومراقبة التنفيذ، والثاني أن يتحقق أعلى أثر للمواطنين في مناطقهم». وأحيط المجلس بنتائج الاجتماع الثالث لوزراء السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي استضافته المملكة يوم الأربعاء (11 محرم) برئاسة سمو رئيس الهيئة، وكان من أبرز ما نتج عن هذه الاجتماعات اعتماد (الرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي) التي اعدها الفريق المشكل لإعداد الرؤية برئاسة سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة، وعضوية عدد من كبار مسؤولي دول مجلس التعاون الخليجي. كما أشاد المجلس بنتائج الاجتماع المشترك الأول لأصحاب السمو والمعالي وزراء السياحة ووزراء الثقافة بدول مجلس التعاون الثلاثاء 10 محرم في الرياض، والذي جاء بناء على مقترح من المملكة، حيث أقر الاجتماع عددا من المبادرات الهامة، وعقد لقاء سنوي للمسؤولين عن السياحة مع نظرائهم المسؤولين عن الثقافة، كما نتج عن الاجتماع اعتماد وثيقة رؤية للعمل المشترك بين قطاعي السياحة والثقافة بدول المجلس على السنوات الخمس القادمة، ووجه المجلس الهيئة بربط التصنيف للفنادق بما تقدمه من دعم للحرف اليدوية. وأكد على تأهيل مقاولين محليين لترميم المباني التراثية، والتركيز على إعطاء فرصة للمواطنين لتأسيس شركات مقاولات صغيرة ومتوسطة في هذا المجال. وأكد المجلس على أهمية تطبيق الهوية العمرانية للمدن السعودية والعمل مع وزارة الشؤون البلدية والقروية في مشروع معالجة التشوه البصري للمباني في المواقع السياحية والتراثية. ووجه رئيس وأعضاء مجلس إدارة الهيئة شكرهم وتقديرهم للأعضاء المنتهية عضويتهم، مثمنين ما قدموه من جهد ودعم لأعمال المجلس، وهم: سمو الأمير خالد بن سعود بن خالد المستشار في الديوان الملكي، وسمو الأمير بندر بن سعود بن محمد المستشار في الديوان الملكي، والمهندس عبدالعزيز بن علي العبدالكريم، والدكتور طارق بن عبدالله النعيم عضو مجلس إدارة هيئة السوق المالية. كما رحب بالأعضاء الجدد، مثمنا اهتمامهم بالمشاركة في المجلس والمساهمة في دعم الهيئة، وخدمة الوطن في قطاعات السياحة والتراث الوطني. وأشاد المجلس بما حققته دورة هذا العام من سوق عكاظ من نجاح يضاف لنجاحات السوق منذ إقامته، وقدم الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ على قيادته لجهود تطوير سوق عكاظ منذ عودته للنشاط قبل عشر سنوات، وعناية سموه الخاصة بتحقيق رؤية سوق عكاظ الهادفة لأن يكون سوق عكاظ مركزا حضاريا متميزا. بعد ذلك استعرض مجلس إدارة الهيئة عددا من الموضوعات المتعلقة ببرامج ومشاريع الهيئة المختلفة، ومنها: تقرير عن سير العمل في دراسة قياس الأثر الاقتصادي للتراث الحضاري الوطني للمملكة التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو، بهدف التعرف على الآثار الاقتصادية للاستثمار في عناصر ومواقع التراث الحضاري واستطلاع التجارب الدولية المماثلة، والفرص المتاحة في هذا القطاع المهم للإسهام في توفير فرص العمل، والمساهمة في التنويع الاقتصادي، وتعزيز الطلب على السياحة الثقافية. واطلع المجلس على تقرير عن سير العمل في برنامج «عيش السعودية» الذي بدأت الهيئة في تنفيذه، حيث أشار التقرير إلى تنظيم البرنامج منذ إطلاقه العام الماضي 486 رحلة شارك فيها 19440 طالبا وطالبة، وشملت الرحلات عددا كبيرا من المواقع السياحية والتراثية والحضارية في مختلف مناطق المملكة. واستعرض الاجتماع أيضا تقريرا أعده قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة عن برنامج استعادة الآثار الوطنية من داخل المملكة وخارجها، ومن أبرز ما تضمنه التقرير استعادة أكثر من (48) ألف قطعة أثرية تمت استعادتها من داخل المملكة وخارجها، والإجراءات المستقبلية التي تعمل الهيئة على تنفيذها لاستعادة التراث الوطني من الداخل والخارج. يشار إلى أن مجلس إدارة الهيئة يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة، ويضم في عضويته كلا من: وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم، ومساعد الرئيس العام للهيئة العامة للرياضة لرعاية الشباب الدكتور منصور بن عبدالله المنصور، ووكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون الفنية المهندس حسين بن سعود السديري، ووكيل وزارة المالية لشؤون الميزانية والتنظيم صالح بن عبدالله الدباسي، ووكيل وزارة التعليم لتعليم البنين الدكتور عبدالرحمن محمد البراك، والمشرف العام على وكالة التجارة الداخلية بوزارة التجارة والاستثمار سهيل بن محمد أبانمي، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الاعلامية الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة، ووكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط لشؤون التنمية القطاعية الاقتصادية الدكتور إبراهيم بن محمود بابلي، ووكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون العمرة الدكتور عيسى بن محمد رواس، ووكيل وزارة الزراعة للموارد الطبيعية الزراعية صالح بن علي الحيدان. كما يضم المجلس الأعضاء المعينين لذواتهم، وهم: الدكتور فهد بن عبد الله السماري المستشار في الديوان الملكي، والأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، والدكتور هاني بن محمد أبوراس أمين محافظة جدة، والدكتور عبدالواحد بن خالد الحميد، والمهندس عبدالله بن سعيد المبطي، والأستاذ منصور بن صالح الميمان، والأستاذ عبدالله بن علي المجدوعي، والأستاذ عبدالوهاب بن محمد الفايز. الأمير سلطان بن سلمان وأعضاء مجلس السياحة