فُجِعت ساحة العرضة الجنوبية بمصاب كبير عند الاعلان عن وفاة الشاعر الكبير محمد بن مصلح ذلك الشاعر الذي لم يكن رحيله رحيلاً عاديا فقد كان الفقد كبيراً بحجم الفراغ الذي تركه في قلوب من بادلهم المحبة وامتعهم شعراً وابداعاً من اهله واصدقائه ومحبيه وجمهور العرضة. مات ابن مصلح الذي كان عنوان الشهامة والمروءة والكرم، ولم يقتصر الحزن على اهله وذويه، بل شمل الجميع؛ لما يتمتع به من آثار كريمة وسيرة عطرة وتجربة شعرية مختلفة، شهد لها عدد كبير من الشعراء الذين عاصروه فترات طويلة خلال مسيرته الشعرية الحافلة بالعديد من القصائد ذات الصور الشعرية والمواقف الرائعة. كان - رحمه الله - أحد أبرز المجددين في شعر العرضة ومن الشعراء الذين يحظون بشعبية كبيرة في الوسط الشعبي على مدى عقود من الزمن قدَّم خلالها الكثير حتى اصبح اسما بارزا لا يُنسى في تاريخ شعر العرضة. ستظل تجربة محمد بن مصلح خالدة وراسخة كرسوخ جبال شدا ونيس وعيسان التي طالما تغنى بها كثيرًا في قصائده وستبقى سيرته الممتدة والعامرة بالابداع حاضرة في ذاكرة الاجيال ولن يغيب هذا الفارس الشهم والشاعر العلم عن أذهاننا وعن مجالسنا وأرواحنا، وسنبادله الوفاء والحب حتى بعد رحيله. اللهم ارحم الشاعر محمد بن مصلح، وأسكنه فسيح جناتك. من نبضي الموت حقً وكل اعمارنا للرحيل لكن موت ابن مصلح جرح ما يندمل من عشقنا له دعينا له بعمر طويل وما بين لحظة ولحظة قالوا: إنه رحل