مع نهاية كل موسم أكثر سؤال يتردد بالنسبة للأندية التي لا تحقق أي إنجازٍ على مستوى كرة القدم: لماذا غبتم عن منصّات التتويج؟ إن مَن يبحثون عن البقاء في مناصبهم يجدون أعذارًا كثيرةً بعيدةً عن الموضوعية والحقيقة، فمنهم مَن يرمي بشماعة الإخفاقات على جدول المسابقات، وتوقيت المباريات، والملاعب، وفترات التوقف الطويلة، ولن تجد منهم مَن يقول: إن السبب فنيٌّ بحتٌ أو إداريٌّ أو سوء تنظيم واستعداد للموسم، أما من يفكرون في مصلحة النادي فهم يروون الحقيقة كاملة لجماهيرهم، ومن ثم يعلنون استقالتهم، لعل وعسى يحضر مَن لديه القدرة على تعديل الوضع، وهؤلاء قلة..! إن النجاح في أي عملٍ مرتبطٌ بمجموعة عناصر متكاملة، وأي خللٍ في أي عنصرٍ منها لا يمكن أن يصل بالفرد أو المنظومة كاملةً إلى الأهداف المرجوة، وبالتالي تصبح فرص النجاح ضئيلة. في كرة القدم وتحديدًا في السعودية كثيرًا ما تكون الأمور واضحة، فمسيرة النجاح في فرق كرة القدم في السعودية أقل صعوبةً من الدول المتقدمة في هذا المجال. فالاستعداد المناسب للموسم، مع توافر كل الأدوات المساعدة للنجاح تمنح الفريق تميزًا طوال الموسم، بدليل نادي التعاون الموسم الماضي، كان يُعتبر الحصان الأسود للمنافسات الكروية، بعد أن فاز بفرصة المشاركة في البطولة الآسيوية القادمة. إن التعاون في الموسم المنصرم كان لديه مدربٌ جيد، صنع فريقًا قويًّا بعد أن توافرت لديه الأدوات، والتعاون كإمكانياتٍ لا يعتبر من الأندية الكبيرة في المملكة أو صاحب بطولات؛ لذا فإن المقياس الحقيقي لأي إنجازٍ هو العمل بغضّ النظر عن مكانة هذا الفريق أو ذاك. والحقيقة تقول: هناك أنديةٌ اختارت أن تبقى في الظلّ لا تتحرك، كل طموحاتها البقاء في دوري المحترفين، لكن التفكير في صنع إنجازٍ لا يراودهم مطلقًا؛ لذلك تبقى المنافسات الكروية محصورةً بين بعض الأندية، وليس لهم دورٌ كبيرٌ في تغيير مسار تلك البطولات؛ لذا فإن العمل في المجال الرياضي وتحديدًا في كرة القدم لا يقاس بتاريخ النادي أو بحجم جمهوره، فالإنجازات في كرة القدم مرتبطةٌ بحجم العمل الفني والإداري والتنظيمي، والوصفة سهلةٌ ومَن يريد أن يسير وفق هذه الوصفة فسيصل وسيصبح له تاريخٌ مميزٌ من الإنجازات، وسيخرج من منطقة الظل، ويصبح له دور فعلي في تعديل خارطة البطولات في السعودية. أما من يضع المال عائقًا أمام تحقيق طموحه في ظلّ هذه الأزمة في الأندية، فهذا لا يريد أن يعمل..! إن الأندية جميعها تعاني، ويوجد بينهم من ينافس، وطالما الأمر متعلقا بالجميع فلا يوجد تميزٌ لأحدٍ إلا بالعمل، فعلى سبيل المثال: الاتحاد أكثر نادٍ متضرر من موضوع الديون، وحتى كتابة هذا المقال لا أحد يعلم هل يستطيع المشاركة في بطولة آسيا القادمة أم لا؟ لكنه منافسٌ قويٌّ على بطولة الدوري هذا الموسم، رغم شُحّ الإمكانيات وتواضع بعض عناصر الفريق، إلا أنه يقدم عملًا جيدًا في الدوري، وهذا ما أعنيه، إذ يمكن لأي نادٍ في جميل أن ينافس متى ما كان هناك عمل منظم، ومن يرددون أسطوانة الأعذار الموسمية، ويرمون إخفاقاتهم على غيرهم، فهم لا يستحقون البقاء، بهذا المنظور سيتغير الفكر الإداري وستتغير الوجوه الإدارية في الأندية. ودمتم بخير...