توج فريق الأهلي لكرة القدم جهوده وتميزه في هذا الموسم بأغلى الألقاب ولم تذهب تضحياتهم سدى وخرج ببطولة غالية ليواصل اعتلاء منصات التتويج بعد أن حقق كأس خادم الحرمين الشريفين مساء الجمعة الماضي بعد تغلبه على فريق النصر 4 /1 في اللقاء الذي جمع الفريقين على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة. رفع الأهلاويون الذهب الخالص من يد حبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - والذي زاد هذا العرس جمالا وبهاء وسط كرنفال رياضي يتكرر في كل موسم. كان الأهلي اكثر حضورا بين الفرق السعودية من خلال هذا الموسم بعد أن نافس على جميع البطولات وجاء هذا التميز والأفضلية للعديد من العوامل والأدوات التي ساهمت في نجاح موسم قلعة الكؤوس ومن أبرزها الرمز خالد. كان لهذا الرجل الولهان بحب الراقي دورا مؤثرا وفعالا في توهج الفريق الاهلاوي لما يملكه الأمير خالد بن عبدالله من فكر رياضي قلما تجده في الكثير من الشخصيات فنظرته دائما بعيدة المدى وسعى خلال سنوات مضت الى العمل دون ملل أو كلل ولم يلتفت للأصوات النشاز ومضى قدما في التخطيط والتطوير معتمدا على بعض الرجال المخلصين في تنفيذ برامجه وأهدافه وها هو يقطف بيديه ثمرة جهد سنوات عدة سخر فيها من وقته وماله الشيء الكثير وكان الأهلي محظوظا بوجود شخصية قيادية وادارية من الدرجة الأولى. الاستقرار الاداري ساهم استقرار ادارة النادي بقيادة رئيس النادي الشاب الطموح الأمير فهد بن خالد وأعضاء مجلس ادارته وتسخير كافة الامكانيات والجهود في خدمة النادي الأهلي كان في بدايته تنقصه كثيرا من الخبرة الادارية اصطدم في أول موسم له بالخروج من جميع البطولات ولم تزده إلا عزيمة واصرارا على التعويض ولأنه رجل يعشق التحدي بدأ يعمل وقام بتوفير كل ما يحتاجه الفريق الكروي تحديدا من أدوات النجاح تاركا تحقيق الألقاب لمن يعمل تحت مظلته وحقق في الموسم الماضي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين رغم أن مستوى الفريق لم يكن مقنعا في كثير من فترات الموسم إلا أنه تغير 180 درجة نحو الأفضل بعد أن تجاوز كافة السلبيات ونجح في تحقيق بطولته المفضلة ولا تزال لديه فرصة الحصول على البطولة الآسيوية خاصة وأنه يملك فريقا مؤهلا لتحقيق اللقب. الحفاظ على الجهاز الفني من أدوات النجاح في فريق الأهلي للموسم الحالي امتلاكه لمدرب قدير وهو التشيكي جاروليم الذي نجحت ادارة النادي في التعاقد معه وما يحسب للادارة تمديد عقد المدرب بعد ان تم التجديد له قبل نهاية الموسم الرياضي بأكثر من شهر بعد أن قدم فريقا مرعبا للمنافسين فأصبح الأهلي يقدم مستويات مقنعة وممتعة حتى بات من أفضل الفرق المحلية من خلال النتائج المميزة والتي تحققت تحت اشراف المدرب الداهية بعد أن أجمع النقاد على نجاح المدرب في قيادته للفريق بكل اقتدار. العنصر الأجنبي اذا كان فرقا الهلال والاتحاد تميزا في السنوات الماضية بالعنصر الأجنبي الذي قادهما لتحقيق الانجازات فإن ادارة الأهلي استفادت من هذا الجانب وسخرته للفريق الاهلاوي بعد التعاقد مع أربعة من أميز العناصر الأجنبية بوجود البرازيلي الساحر كوماتشو والذي نجح بامتياز في قيادة وسط الأهلي من خلال تمريراته القاتلة بوجود اثنين من الهدافين اللذين تنافسا على تسجيل الأهداف بوجود فيكتور سيموس وعماد الحوسني وأكمل عقد الأجانب بالمينو الذي حوله المدرب من خط الوسط لمنطقة الدفاع ليقدم بشكل أفضل وكان صمام الأمان للدفاعات الأهلاوية. وسط ناري متى ما امتلك الفريق أي كان للعناصر المميزة في خط الوسط فستكون الأفضلية من نصيبة فخط الوسط رئة الفرق ولذلك كان الأهلي من أقوى الفرق السعودية في هذا المركز تحديدا بوجود أفضل العناصر بوجود تيسير الجاسم وعبد الرحيم الجيزاوي وكماتشو ومعتز الموسى وياسر الفهمي ومحسن العيسى والملاحظ أن البديل لا يقل في مستواه عن اللاعب الأساسي وهذا ما يميز خط الوسط بفريق الأهلي. نهائي من طرف واحد وصول فريق الأهلي للمباراة النهائية جاء طبيعيا نظرا لأفضليته في هذا الموسم ولكن كان يخشى من فورة فريق النصر الذي وصل للنهائي بعد سنوات طويله وهذا الشعور الذي كان يخيف لاعبو الأهلي لم تكن الغيبة عن البطولات والمحفزات المالية كافية ليحقق النصر البطولة بعد أن ظهر عليه فقره الفني طيلة شوطي المباراة عكس فريق الأهلي الذي تفوق بخبرة لاعبيه وامكاناتهم الفنية والبدنية واللياقية وجاءت نتيجة اللقاء طبيعية لتفوق أصحاب الأرض في كل شيء. الحفاظ على مكتسباته بعد أن ظهر الأهلي بثوب مختلف وقدم نفسه كأقوى الفرق المحلية في هذا الموسم فإن ادارة النادي عليها مسؤولية كبيرة فالوصول الى القمة سهلا لكن الصعوبة في كيفية المحافظة على البقاء في قمة الهرم لأكبر وقت زمني ممكن وهذا يحتاج الى الحفاظ على كافة المكتسبات التي تحققت والأدوات التي ساعدت على النجاح والوقوف على أبرز السلبيات والعمل من الآن على تلافيها مستقبلا فيما تسعى على تطوير الايجابيات وتعزيزها والاستفادة من مواهب الفريق الأولمبي بعد نجاح للجيزاوي والفهمي وهما صناعة اهلاوية خالصة. مجانين بحق وحقيقي أصبحت جماهير الأهلي يضرب بها المثل في مساهمتها في تحقيق الانجازات للفريق الكروي من خلال حضورها المميز في هذا الموسم ووقوفها خلف الفريق في جميع مناطق المملكة مما انعكس على روح الفريق ومواصلة انتصاراته وتقديم أفضل العروض وكانت الثقة شعارا متبادلا بين الجمهور واللاعبين حتى تحقق الانجاز وفرح الجمهور أخيرا بتحقيق أغلى الالقاب وأثبت جمهور الأهلي أنه عاشق لناديه لحد الجنون.