يأتي مزيد من التصعيد بين موسكووواشنطن ودول الغرب، خاصة بعد تأكيد المتحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود نيكولاي فوسكريسينسكي أن سفينة صاروخية جديدة قد أبحرت من قاعدة سيفاستوبل في القرم إلى سواحل سوريا. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن مصدر روسي قوله الخميس: إن «السفينة الصاروخية الصغيرة (ميراج) التابعة لأسطول البحر الأسود أبحرت من سيفاستوبل متجهة إلى البحر المتوسط». وأوضح الموقع أن (ميراج) هي ثالث سفينة صاروخية صغيرة تبحر من القرم إلى البحر المتوسط، مضيفا أن سفينتي «سيربوخوف» و«زيليوني دول» المزودتين بصواريخ مجنحة من نوع «كاليبر» ستنضمان قريبا إلى قوات البحرية الروسية في البحر المتوسط. وأشار المصدر إلى أن سفينة (ميراج) على خلاف السفينتين الأخريين مزودة بصواريخ «ملاخيت» المضادة للسفن. في المقابل اعتبرت صحيفة بريطانية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، يسعى إلى مواجهة شاملة مع حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وذلك بعد سلسلة حوادث جوية تمثلت باقتراب قاذفات روسية من المجال الجوي لدول أوروبية، يأتي ذلك بعد اتخاذ موسكو إجراءات إضافية لتقليص التعاون مع الولاياتالمتحدة في مجال الطاقة النووية، بتعليقها اتفاقية بخصوص أبحاث نووية، وألغت أخرى بشأن اليورانيوم. فيما قالت مصادر رسمية أمريكية، الأربعاء، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي اعتقل متعاقدا مع وكالة الأمن القومي، في إطار تحقيقات حول سرقة محتملة لشفرات «بالغة السرية». من ناحيتها، استندت صحيفة «إكسبرس» البريطانية في تقريرها، الذي نشر الخميس، إلى حوادث «تحرش جوي» متفرقة، كان آخرها اقتراب قاذفات روسية، قادرة على حمل صواريخ نووية، من السواحل الأوروبية مما دفع طائرات تابعة للناتو إلى اعتراضها. وقالت «إكسبرس» إن مقاتلات بريطانية ونرويجية وفرنسية وإسبانية اعترضت، قرب اسكتلندا في 22 سبتمبر الماضي، قاذفتي «تو-160»، وهي قاذفات روسية استراتيجية، يطلق عليها حلف شمال الأطلسي اسم «بلاكجاك». واستفاضت الصحيفة في سرد تفاصيل الحادث وآلية الاعتراض وإجبار القاذفتين على العودة إلى روسيا، إلا أنها شددت في المقابل أن سلاح الجو البريطاني أشار إلى أن الطائرتين لم تخترقا المجال الجوي للمملكة المتحدة في أي وقت. وفي اليوم نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأيسلندية أن ثلاث قاذفات روسية من طراز «تو-160» اقتربت من طائرة مدنية كانت في طريقها إلى السويد، الأمر الذي نفته موسكو بشدة. وكان الناتو، قد قرر في القمة التي عقدت في يوليو، تحريك 4 كتائب إلى شمال شرق أوروبا، لإظهار استعداده للدفاع عن الأعضاء من شرق القارة في «مواجهة أي عدوان روسي». وفرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا لضمها شبه جزيرة القرم في 2014. وزاد التوتر بين الجانبين بسبب انهيار وقف لإطلاق النار في سوريا، حيث تدعم روسيا القوات الحكومية ويساند الغرب جماعات المعارضة. وتماشيا مع التصعيد مما سبق مع المعسكر الغربي الأمريكي، اتخذت روسيا إجراءات إضافية لتقليص التعاون مع الولاياتالمتحدة في مجال الطاقة النووية الأربعاء، بتعليقها اتفاقية بحثية وألغت أخرى بشأن تحويل اليورانيوم وذلك بعد يومين من تجميد الكرملين لاتفاقية بشأن البلوتونيوم مع واشنطن. وقالت الحكومة الروسية إنها بصدد تعليق اتفاق مع الولاياتالمتحدة بشأن التعاون في البحوث العلمية النووية والمتعلقة بالطاقة ردا على واشنطن لفرضها عقوبات عليها بسبب أوكرانيا. كما قالت الحكومة إنها ستلغي للأسباب نفسها اتفاقا بين شركة روس أتوم الحكومية للطاقة النووية ووزارة الطاقة الأمريكية بشأن دراسات جدوي لتحويل مفاعلات الأبحاث الروسية من العمل باليورانيوم عالي التخصيب إلى اليورانيوم منخفض التخصيب. وكان بوتين قد علق الاثنين، اتفاقية مع واشنطن بشأن التخلص من مخزونات البلوتونيوم، مما يشير إلى استعداده لاستخدام نزع السلاح النووي كورقة مساومة جديدة في الخلافات مع الولاياتالمتحدة بشأن أوكرانياوسوريا. وفي واشنطن، ذكر مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لم تتلق إخطارا رسميا من روسيا بيد أنه شاهد تقارير إعلامية بشأن تعليق الاتفاقية البحثية. على صعيد آخر، كشفت العدل الأمريكية رفع شكوى جنائية ضد هارولد توماس مارتن (51 عاما) من ولاية ميريلاند، تتهمه بسرقة ممتلكات حكومية والحصول على مواد سرية والاحتفاظ بها، بعد اعتقاله في 27 أغسطس في أعقاب تفتيش منزله. وجاء في الشكوى الجنائية أن المحققين عثروا على نسخ مطبوعة وسجلات رقمية لوثائق بالغة السرية في منزل مارتن وسيارته. وعمل مارتن لحساب شركة «بوز إلن هاملتون»، الشركة التي تساعد في بناء وتشغيل العديد من عمليات وكالة الأمن القومي الحساسة المتعلقة بالمعلوماتية، حسب «نيويورك تايمز». وقالت الشركة في بيان: إنها أقالت مارتن، فيما رفضت وكالة الأمن القومي التعليق. وجاء اعتقال مارتن بعد بدء التحقيق في سرقة شفرة تستخدمها وكالة الأمن القومي، لقرصنة أجهزة كمبيوتر دول أخرى تعتبر خصما للولايات المتحدة، من بينها روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.