سؤال حيرني ولم أجد له إجابة شافية تقنعني ماذا نريد من منتخبنا السعودي في الفترة القادمة وأنا أراه يُنتقد بأعنف أنواع العبارات وأبشعها وهو مع الأسف مشترك في الصدارة مع المنتخب الأسترالي ضيفنا في الجولة القادمة. في الحقيقة لم أجد منتخباً في العالم يُركل ويُضرب ويُجرح لاعبوه قبل المباريات مثل منتخبنا ونحن بذلك نجهزه مع الأسف لقمة سائغة للمنتخبات المنافسة بعد أن أحبطناه نفسياً تحت مسمى «النقد البناء» فجهازه الفني ولاعبوه وجهاز الإداري ينتقد فلا الفوز عاجبنا ولا الهزيمة ألجمتنا ولا التعادل عادل بنظرهم.. ولو نظرنا لمنتخبنا تاريخياً ليس بأفضل المنتخبات في القارة فعندما توقف عن تحقيق الإنجازات توقفت منتخبات عريقة قبله ولم تجد نفس الصدى السيئ والموقف السيئ من جماهيرها فالكويت والإمارات والعراق جميعها منتخبات خليجية سبقتنا في التأهل لكأس العام فأتينا بعدهم وصعدنا أربع مرات ولكن الفرق بين الفكر والنقد الرياضي لديهم مختلف عنّا فهم ينتقدون للرقيّ بمنتخباتهم بينما نحن ننتقد لنحط من لاعبينا لأننا ببساطة أثناء النقد نرتدي شعارات أنديتنا ونلبس نظارة لاعبين أنديتنا التي نميل لتشجيعها مهما دافعنا وبررنا عن انفسنا. كيف لمدرب يأتي من بلاده لكيّ يرفع اسمه أولاً أن يختار لاعبين لم يقتنع بهم فهو لو يعلم أن هناك لاعباً في جزيرة فرسان أو رأس تنورة لأتى به لأنه يعلم أن هذا اللاعب سيكون سبباً في الرقي بسيرته الذاتية وكما أسلفت رفع اسمه في بورصة المدربين لذلك أتمنى أن نرتقي بفكرنا فنحن لسنا بأفضل الموجودين ولكن منتخبنا جالس يقدم كرة قدم بسيطة حسب إمكانات لاعبيه فإن حصل الفوز يجب أن نفرح ونشد من عزيمة اللاعبين ولا نطالب بنفخهم ولكن يجب أن نحسسهم أننا معهم خاصة أنكم مقتنعون أن لاعبي منتخبنا الحاليين ليسوا كالأجيال السابقة فلم لا نقتنع بما يقدمون. المرحلة القادمة وخاصة مباراة استراليا منعرج خطر لمنتخبنا فأمامه مباراتان متتاليتان على أرضه الأولى أمام استراليا والثانية أمام الأبيض الإماراتي وكلتاهما بجدة وإذا ما حقق منتخبنا نقاط تلك المباراتين فإنه سيقطع شوطاً كبيراً نحو (الكرملين) الروسي خاصة أنه فاز على شريكه بالصدارة استراليا وصاحب المركز الثالث الإمارات وهذا ليس بمستغرب على لاعبي منتخبنا ولا على جماهير جدة التي ستكثف من حضورها لتلك المباراتين خاصة أنني أثق في هذا الجمهور الذواق المحب لكرة القدم العاشق لمنتخب بلاده بمختلف مسميات لاعبيه. المباراة القادمة مهمة جداً لمنتخبنا والفوز فيها يعنينا كثيراً جداً ويجب أن لا نهتم كيف فاز منتخبنا بركلة جزاء بخطأ تحكيمي أو نتيجة دون مستوى يجب أن لا نكون جلادين لمنتخبنا بسبب انتمائنا لأنديتنا في هذا اليوم يجب أن تمتزج جميع الشعارات وتتوحد جميع الانتماءات في شعار المنتخب السعودي. الكرة الآن في مرمانا وإذا كنا بحق نريد لمنتخبنا العودة لمنصات التتويج فيجب أن ننسى من كانوا في منتخبنا سابقاً وحققوا أجمل إنجازاته ونثق في كل لاعب يرتدي الشعار الأخضر من الجيل الحالي ويكون الكل سواء في الحب والمعاملة والمؤازرة فهم في النهاية بشر يتأثرون بصيحاتكم وأهازيجكم الجميلة فترفع هممهم كما لو كان العكس فإنها ستحط من نفسياتهم وطموحاتهم ويجب أن ندرك أن ما حققه السابقون سينتقل بإذن الله لسلفهم من الأجيال القادمة ولتكن نظرتنا للمستقبل كلها تفاؤل.