أسمع صدى صوتك مع ضجّه الناس والحس يسري للضمائر حسوسي. أنسى معاك العزم والفكر والياس. احببت ان ابدا معكم بهذه الأبيات من قصيدة الشاعر الشيخ راشد ال مكتوم. لأنه بكل صراحة ما ان شاهدت وسمعت الاخبار السارة حول افتتاح اكاديمية الحفر العربية السعودية (صدى) حتى وجدتني اردد الابيات السابقة واحببت ان انقل لكم شيئا منها لتعيشوا مع (صدى) نغمة النجاح. صدى بعض الأصوات جميل وهنا صدى أفعال الاكاديمية على شباب وطني أجمل! ففي يوم 25 من شهر ذي الحجة 1437 الموافق 26 سبتمبر 2016 كانت مدينة ابقيق على موعد مع تدشين الدفعة الأولى لأكاديمية الحفر العربية السعودية (صدى)، وبطاقة استيعابية تقدر بحوالي 450 طالبا كمرحلة أولى، على ان يتم افتتاح اكاديمية أكبر وبسعة تقدر بحوالي 4000 طالب بحلول عام 2020 ان شاء الله. في ذلك اليوم ألقى كل من مدير إدارة تطوير القوى العاملة الوطنية بدائرة التدريب والتطوير الأستاذ عبدالله غباني، ومدير دائرة التدريب الصناعي الأستاذ سالم الشهري ومدير الأكاديمية الأستاذ عبدالله الغامدي كلمات ترحيب وتوجيه للطلاب متمنين لهم التوفيق والنجاح. قبل عامين تقريبا، كانت البداية لهذا المشروع في منتصف عام 2014 عبارة عن مبادرة من قبل نائب الرئيس لأعمال الزيت في منطقة الاعمال الشمالية ورئيس مجلس الأمناء لأكاديمية (صدى) الأستاذ داود الداود، عندما اجتمع بشركات الحفر وعرض عليهم فكرة المشروع المتماشي مع رؤية المملكة (2030) وفي نفس الوقت داعم للبرنامج الوطني (اكتفا) مبينا لهم الأهداف الرئيسة التالية من المبادرة، أولا توظيف الشباب في قطاع الحفر والتنقيب وتفعيل وخفض تكاليف التشغيل مما سيساعد تلك الشركات على التنافس في السوق وأخيرا تفعيل دور الشركات في خدمة المجتمع، ومن هنا انطلقت مسيرة المشروع. ككاتب رأي أجد نفسي اتفاعل مع كل معهد او اكاديمية جديدة وأكتب بكل فخر عن منجزات الوطن فلقد كتبت يومها عن المعاهد التالية NITI، ITQAN، MAHARAT، وغيرها من المعاهد، واليوم اكتب عن اكاديمية (صدى) والتي ستخرج بإذن الله فنيين ومشغلين في شركات الحفر العديدة، هنا سنجد الثمار اليانعة نتيجة لتدريب الكوادر المحلية من شباب الوطن على التخصصات الداعمة للصناعة الهيدروكربونية. وسوف نجد عمال الحفر المتمكنين والمفتشين البارعين، والكهربائيين المهرة، وعمال الحرف المهنية الأخرى، ولا ننسى انه لن يبني البلد أفضل من سواعد ابنائه. شدني ما قاله مدير عام التدريب والتطوير الأستاذ نبيل الدبل عندما صرح للقافلة الأسبوعية بقوله «لم يكن حلما يراودنا فقط، بل مشروعا وطنيا اعددناه وخططنا له وانجزناه بجهود كبيرة من قطاعات عديدة» كلمة شكر لشركات الحفر والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصندوق الموارد وشركة أرامكو السعودية وكذلك الغرفة التجارية بمنطقة الاحساء لما قدمت من خدمات خلال أيام التوظيف، والشكر موصول لكل قطاع جعل من خدمة المجتمع جزءا من قيم المنظمة. لا نستغرب سرعة انجاز الاكاديمية في اقل من عامين، مثال بسيط على سرعة التفاعل، اذكر عندما كنت في مكتب المدير السابق للأكاديمية الأستاذ عبدالله الاحمري وطرح فكرة اسم الاكاديمية Saudi Arabia Drilling Academy (صدى) على الاستاذ داود الداود من خلال رسالة عبر البريد الإلكتروني كان الرد بالموافقة خلال ساعة، وهذا الرد السريع يعكس لنا ان هناك بيئة صحية بمعنى الكلمة، بيئة تشجع الموظفين على طرح المقترحات بحرية ومسئول يستمع ويتفاعل مع تلك المقترحات بكل ايجابية!! وهذا هو المطلوب خاصة ونحن في زمن متسارع وحولنا عالم متصارع وعليه لا بد من تكاتف الجهود لنتماشى مع رؤية 2030 وفي نفس الوقت يسمع الأجيال (صدى) رواية النجاح لكل ما يقوم به المخلصون من أبناء الوطن سواء كانوا افرادا او مؤسسات وشركات.