أخذت لنفسي إجازة مؤقتة من الكتابة عن المنتخب السعودي لكرة القدم قبل بداية التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بداعي جس النبض بمنطلقاته.. وخوفاً على الاخضر من زيادة الضغوط مع بداية السباق الصعب.. وانتظرت ريثما تتبلور أمور المنتخب وتتحدد ملامحه.. ويُثبت جدارته في امتحان العصر العالمي ويكون جاهزاً للتظهير.. ولله الحمد لمسنا تباشير التفاؤل من حيث النتيجة.. وننتظر المستوى لاحقاً وسجل الاخضر انتصارين على المنتخبين التايلندي والعراقي محرزاً العلامة التامة ومتساوياً مع المنتخب الاسترالي في نقاط الصدارة وهذا شجعني على الكتابة رغم أن طعنتين لا تكفيان. ■ وربما يعتقد البعض أنني كنت خائفاً ومتشائماً.. نعم كنت خائفاً ولم أكن متشائماً.. وكان خوفي وقلقي وهواجسي من مصير المنتخب السعودي والخشية من نكسة مبكرة في أول السباق تكون بداية النهاية لا سمح الله ضمن مجموعته الحديدية والصعبة ولهذا آثرت التريث وهناك نظرية رياضية تقول: (إذا أردت أن تكون قوياً يفترض أن تكون في قمة الجاهزية والتكامل ولديك امكانات وإرادة وتكتيك متقدم وخيارات وحلول وبدائل عديدة وقدرات على استيعاب خرائط المنتخبات المتنافسة.. وأن يكون لديك رؤية وإدارة حسنة ومقنعة).. ومثل هذا النجاح المبكر في بدايات مباريات أولية هامة تشكل واحدة من ضمانات الاستقرار والسعي لمزيد من الانتصارات والتقدم وحصد الأرقام وليس الأوهام. ■ كان بودي أن لا يكون هناك وقفات اجبارية خلال التصفيات التأهيلية حتى يستمر الاخضر في النهوض ويرتفع أكثر إلى الاعلى والمثل الشعبي يقول: (اضرب الحديد وهو حامي) وكفة التأهل عندي يشوبها التردد.. وتباين ملامح المنازعات المبيتة والغامضة متقلبة من فترة إلى اخرى خاصة وأن الجولات المتبقية ستتواصل بشكل متقطع وهذه التصفيات ستستمر لأكثر من عام.. وستنتهي الجولة الاخيرة الثلاثاء (5/9/2017) ولهذا سيبقى الاخضر معلقاً. ■ ولعل أقرب المواجهات المقبلة للمنتخب السعودي ستكون يوم الخميس 6/10/2016 بملعب الجوهرة بجدة وهي مواجهة هامة وشاقة هي الأصعب والأخطر أمام المنتخب الاسترالي أقوى المرشحين للتأهل من المجموعتين بل هو أكثر المنتخبات استقراراً في الاداء والانضباط التكتيكي والمهارات الجماعية والفردية.. وهذه العوامل تُرجح كفته وتوحي بأنه شديد الدلالات على ضمان الوصول لمونديال موسكو.. وهناك فرصة ذهبية أمام المنتخب السعودي ليخرج متعادلاً على الاقل أمام الكنغر في جدة والفوز أهم وأبرك رغم صعوبته. ■ ويلي لقاء الاخضر والكنغر بعد خمسة أيام فقط أي الثلاثاء (11/10/2016) المواجهة الرابعة يستضيف الاخضر بجدة شقيقه المنتخب الاماراتي.. ويبقى أمام منتخبنا آخر لقاء في رحلة الذهاب أمام المنتخب الياباني في طوكيو الثلاثاء (15/11/2016) فيما تنطلق مباريات مرحلة الاياب يوم الخميس (23/3 من العام الجديد 2017) يعني هناك حوالي أربعة أشهر بين نهاية الذهاب وبداية الاياب وستكون مهمة الاخضر السعودي أصعب في الاياب لأنه سيلعب خارج أرضه أمام تايلند واستراليا والامارات وربما العراق في حال أصرّ (الفيفا) وما زلنا ننتظر الرد. ■ أخيراً نأمل لمنتخب المملكة أن يكون له حصة في كعكة التأهل بعد اقتسامها خاصة وأن مقدار المكاسب يرتبط في سلسلة واحدة ومعقدة.. واُكرر أن مباريات الاياب هي أخطر وأشد صعوبة وحسماً وأمامنا فرصة الذهاب خلال العام الحالي لحسم اُمورنا نسبياً بإذن الله.. وإلى اللقاء.