حتى كتابة هذه الكلمات القليلة، لا أريد أن أصدق أن ذلك الرجل العصامي، والباسم، صاحب الأخلاق الرفيعة والكلمة الطيبة، والخبرة الطويلة، قد رحل عن هذه الدنيا. إنها مشيئة الله.. نعم، رحل والدي ووالد الجميع عميد أسرة التركي رجل الأعمال الشيخ عبدالرحمن بن علي التركي، الذي وافته المنية الأسبوع الماضي في لندن بالمملكة المتحدة. ولا يسعني في هذه الكلمة المقتضبة إلا أن أتحدث عن مناقب هذا الرجل، الذي عاصرته أكثر من 11 سنة، التي كانت كفيلة بجعلي فخورا بنفسي؛ لأني عملت مع قامة اقتصادية كبرى، ذات عقل راجح، وفكر خلّاق، وأخلاق عالية. رحل عبدالرحمن التركي، الذي كان أبا وأخا وصديقا وداعما للجميع في شركة معارض الظهران، التي ترأس مجلس إدارتها من خلال خبرته التي قدمها لنا، وكانت له مواقف إيجابية كثيرة، عدا ذلك فقد كان حريصا دائما على فعل الخير ودعم الأعمال الخيرية، كما أنه يعد من رجالات الدولة المخلصين، وصاحب أفكار وآراء لا يبخل بها على أحد، وكان محبوبا وصاحب ابتسامة وقلب كبير. رحل ذلك الرجل العصامي، الذي بنى نفسه بنفسه، بدأ من خمسينيات وستينيات القرن المنصرم الميلادية، منذ عمله في السكة الحديد، حتى إنشائه شركاته الخاصة. رحل عبدالرحمن التركي صاحب العقل الراجح، الذي كان يتمتع بثراء فكري، اكتسبه منذ أن كان موظفا في السكة الحديد، حيث فتح مسارا للعلاقات العامة عند ولوجه من بوابة القطاع الخاص، ليؤسس لعلاقات متينة مع الوسط الاقتصادي الوطني، وكان يتمتع بعلاقات داخلية وخارجية. في ختام هذه الكلمة، لا يسعني إلا أن أتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة لأسرة الشيخ عبدالرحمن التركي، سائلين المولى - عز وجل - أن يسكن الفقيد جنات النعيم، ويلهم ذويه الصبر والسلوان... «إنا لله وإنا إليه راجعون».