فقدت المنطقة الشرقية والمملكة الأربعاء الماضي رجل الأعمال الشيخ عبدالرحمن بن علي التركي، أحد أبرز رجال الأعمال الوطنيين الذين أثروا النشاط الاقتصادي بحزمة من المنشآت والشركات التي كانت علامة بارزة تضاف إلى التطور الاقتصادي، حيث بدأ مسيرة متميزة من العطاء بعصامية انطلق معها في ميدان الأعمال مساهما بعقل اقتصادي متقدم في دعم القدرات الوطنية حيث أنشأ عدة شركات في مجالات متنوعة تشكلت معها أحد أهم المجموعات الاقتصادية في القطاع الخاص السعودي. قدّم الفقيد الشيخ عبدالرحمن التركي نموذجه الاقتصادي المتميز من خلال مجموعته التي انطلقت منذ خمسينيات القرن الميلادي الماضي إلى أن ضمت 33 فرعا وشركة مشتركة، في مجالات متنوعة كالتجارة العامة، والمقاولات، ومواد البناء، والكيمياء، والسياحة، وخدمات الكمبيوتر، غير أن العامل الأبرز في مسيرة الراحل كان ثراءه الفكري الذي تدفق من خلال خبرات واسعة اكتسبها منذ أن كان موظفا في السكة الحديد، حيث فتح مسارا للعلاقات العامة عند ولوجه من بوابة القطاع الخاص ليؤسس لعلاقات متينة مع الوسط الاقتصادي الوطني، والدولي بكفاءة واقتدار، ونتج عن ذلك الدخول في شراكات ناجحة مع شركات أجنبية من أهمها هونيوال الأمريكية وأي بي بي السويسرية. واتسع أفق الفقيد ليطور أنشطته بتعزيز روابطه الاستثمارية مع المحيط الإقليمي، إذ تشاركت مجموعته عبر أحد فروعها مع كيوتل القطرية في كونسورتيوم للفوز برخصة لتقديم خدمات للاتصالات الثابتة في السعودية، ومع اتساع القاعدة التشغيلية للمجموعة وتنوع خدماتها ومنتجاتها، ارتفعت أعداد العمالة فيها، ودعما لمشروع التوطين وقعت عدة اتفاقيات داعمة للسعودة وتطوير قدرات أبناء الوطن في المجالات التي تعمل فيها المجموعة. شغل الشيخ عبدالرحمن التركي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة عبدالرحمن علي التركي (ATCO) وكان بما امتلكه من خبرات وعلاقات واسعة إلى جانب فكره الإداري والاستثماري المتقدم الدور الأكبر في نمو أعمال المجموعة وتعزيز قيمتها السوقية، فلعب بذلك دورا كبيرا مساهما في جذب الاستثمارات لمجموعته. ومن بين مهامه المتعددة في إدارة أعمال مجموعته ترأس «رحمه الله» مجلس إدارة شركة الصقر للتأمين التعاوني، التي تعتبر إحدى شركات التأمين الرائدة في قطاع التأمين السعودي، غير أن أفضل رأسمال تركه الشيخ عبدالرحمن هو تجربته الرائدة في النمو وتطوير الأعمال، وتقديم نموذج ملهم للأجيال في العمل والإنتاج والإدارة. رحم الله الشيخ عبدالرحمن التركي وأسكنه فسيح جناته، فقد كان رمزا لكل الخير والعطاء الصادق لوطنه ومجتمعه.