من الصعب التعامل مع شخص أناني بسبب رغبته الذاتية في تملك الأشياء مع تحريمها على غيره، إن الأنانية يمكن أن تكون مرضاً خطيراً إذا خرجت عن الحدود المألوفة لحب الذات، حيث يتعمد الأناني استغلال الغير لمصالحه الشخصية، وينظراليهم نظرة دونية. وتندرج تحت الأنانية أمور منها الاعتماد على الغير وإراحة النفس والصعود على أكتاف الناس وبدون مبالاة كما أنها رغبة الاستحواذ على أشيائهم وتحريمها عليهم، ومن الأنانية أيضاً عدم الشعور بالآخرين والتقليل من شأنهم دائماً بتعمد عدم ذكر خصال الناس الحميدة.. فهو ماهر في ذكر الخصال السيئة.. ولا يمكن للسانه أن يذكر ولو عرضاً خصلة حميدة في أحد، وعمليا تبين في النزوع إلى ترَصّد عيوب الآخر وعوراته ؛ ومحاولة وضعه في إطار ضئيل، وإحاطته باللوم على الدوام. ألا أن الأسوأ من ذلك، الشخص الذي لا يثق بنفسه بل قد يكرهها، وبذلك يعتبر العدو الأول لها، إن الشخص السلبي يتوقع الأسوأ في هذه الحياة دوماً وذلك بحسب نظرته للحياة ويعتبر الأمور الإيجابية ما هي إلا أمور عارضة في هذه الحياة، وما علم أن كل انسان في هذا العالم مهما كان ضعيفا يحمل نقاط قوة تقوده إلى النجاح، ولو بحث عن تلك النقاط في شخصيته وآمن بها لعرف ان الكمال لله تعالى. إن الإنسان يجب أن يسعى إلى تحقيق التوازن بين اهتمامه بذاته والآخرين، فالسعي المطلق إلى إرضاء النفس يعد نوعاً من الأنانية، كذلك إنكار الذّات أمام الآخرين يعد من أنماط التفكير السلبي، حيث إن إهمال الذات يؤثر على الجوانب النفسية والصحية للإنسان بمرور الوقت. ولكن حب الذات أي الرعاية الذاتية للنفس وتحقق التوازن والتوافق النفسي للإنسان، يحقق له التوازن بين الرغبات الشخصية ورغبات الآخرين. من أهم صور حبّ الذات أن تتقبل نفسك كما هي ولا تحتقر نفسك وتذمها، تقبل نفسك كما هي بما فيها من عيوب. توقف عن احتقار نفسك وترديد بعض الألفاظ التي تدمر شخصيتك مثل «أنا مكروه» أو «أنا فاشل» أو «أنا ضعيف الشخصية»، فهذه العبارات تشكل خطراً جسيماً على النفس وتحطمها من حيث لا يشعر الشخص بها. في حين يتوجب أن ننظر للآخرين بعين الاحترام والندية، بحيث يعطى كل إنسان المقام الذي يستحقه منك، دون مبالغة في ذلك سلباً أو ايجاباً، من خلال المعرفة الحقيقية لنفسك.