توقف خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - في كلمته التي ألقاها أول أمس في منى بمناسبة تكريم القوات الأمنية والعسكرية العاملة في الحج، توقف عند ذكرى شهداء الوطن، وقال: (في هذا اليوم نستذكر أبطالنا الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن دينهم ووطنهم، ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يغفر لهم ويرحمهم، وأن يعلي منازلهم في جنات النعيم، وأن يمن على أبنائنا المصابين بالشفاء العاجل، كما نسأله - جلت قدرته - أن يحفظ بلادنا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار إنه سميع مجيب). جاء ذلك في سياق كلمته التي ثمن فيها جهود منسوبي كافة القطاعات العسكرية، وما قدموه ويقدمونه لخدمة ضيوف الرحمن، في الاحتفال الكبير الذي حضره أمير منطقة مكةالمكرمة، مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وعدد من الامراء والوزراء، وسماحة المفتي العام، والقيادات العسكرية، حيث هنأ - يحفظه الله - الأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك، مشيدا بأداء لجان الحج، والوزارات المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام، التي أنجزت حتى الآن موسما متميزا وانسيابيا في حركة تفويج الحجاج، عكس حجم الجهود التي أنجزت في هذا الصدد. وقد كان لتوقف الكلمة الملكية عند استذكار شهداء الوطن، في الحد الجنوبي على وجه التحديد، وإشادته - يحفظه الله - بتضحياتهم الأثر الكبير في نفوس الجميع، خاصة ذوي الشهداء الذين يدركون أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تضع عائلات الشهداء وأبناءهم في المرتبة التي يستحقها كل من قدم روحه ودمه فداء للدين والوطن، للذود عن حماه، والحفاظ على أمنه واستقراره ورخائه، خاصة في مثل هذه الظروف المعتمة التي تحدق فيها المخاطر من كل حدب وصوب. وهو حينما يخص الشهداء بهذه اللفتة الملكية الكريمة وفي هذا المحفل الكريم، فإنما يبعث رسالة إلى كل المرابطين على ثغور الوطن بانهم في قلب القيادة، وفي ذروة عنايتها، وهي التي تقدر عاليا حجم تضحياتهم، وتضعها حيث يجب ان تكون تاجا على رأس الوطن، واكليلا من الفخار لكل ابنائه الذين يحفظون لجنودهم كل معاني الاستبسال والتضحية في إنجاز رسالتهم الوطنية الشريفة، التي عطرت ثرى الوطن الغالي بأغلى الدماء وأثمنها وأزكاها، وهي تذود عنه بكل قوة، صيانة لأمنه واستقراره، وحماية لمقدراته، ومن أجل أن يبقى على الدوام - بإذن الله - بعيدا عن نيران التوترات وعواصف الفتن، مهما كان حجم التحديات والتهديدات التي تسعى حثيثا لتقويض أمننا، وجر هذا الوطن إلى حمى الصراع، لكن عناية الله - تعالى - ثم إرادة أبطالنا البواسل تبقى السد المنيع في وجه كل مخططات السوء. حفظ الله لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل قيادتها الحكيمة، وكل عام أنتم بخير.