لم يدر في مخيلة الحجاج القادمين من عدة دول عربية اسلامية ان في مشعر منى ينتظرهم قطار المشاعر، الذي يبلغ طوله 240م بعد ان بلغت الطاقة القصوى له قرابة ثلاثة آلاف وخمسمائة راكب وتخصيص 25 بالمائة من مساحة كل قطار للنساء وكبار السن. هنا بدأ ضيوف الرحمن رحلة توثيق مشروع قطار الحرمين الذي بدأ تشغيله في 13 نوفمبر 2010 ويربط مكةالمكرمة بالمشاعر المقدسة «منى، عرفة ومزدلفة» ويعد من اهم المشاريع المنجزة في خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل تنقلهم بين هذه المشاعر لتبلغ تكلفته اكثر من 6 مليارات ريال لتكون وسيلة فاعلة مرادفة مكملة للنقل الترددي بالحافلات المستفاد منها حاليًا بالمشاعر. ويخدم قرابة 72 ألف راكب بالاتجاه الواحد كل ساعة أي ان الاعداد الكبيرة، التي كانت تسير على الاقدام وفي الحافلات في السابق قد تم الاستغناء عنها، ويتميز القطار بخطط حركة بين المشاعر بما يتناسب مع ترتيب مناسك الحج بدءا من يوم التروية وحتى نهاية آخر أيام التشريق ويعتبر هذا الكم المهول من الركاب الذي يستوعبه القطار جنب مكةالمكرمة جانبا من ظاهرة الزحام أثناء مواسم الحج بعد 100 عام من الزحام ويعمل ضمن مشروع قطار المشاعر 17 قطارا يبلغ طول الواحد منها حوالي 240 مترا. كما ان استخدام نظام التحكم عن بعد يعتبر نظاما حديثا لاسيما انه يساعد ويسهل في مرحلة نقل الحجاج في القطار، بحيث ان وجد خلل تستطيع غرفة التحكم السيطرة عليه ويشمل المشروع خمسة خطوط قطارات من منى إلى عرفات ومن عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى ومستقبلًا إلى الحرم المكي الشريف لحل مشكلة النقل من وإلى المشاعر المقدسة، وبناء على ما تضمنه مخطط المشروع فإنه سيتم نقل الحجاج بالقطار من عرفات من خلال ثلاث محطات لتقليل مسافة المشي على الحجاج بحيث لا تزيد على 300م إذ يمر القطار بثلاث محطات في مزدلفة ثم أول مشعر منى ووسطه وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع (المستوى الخامس) لمنشأة الجمرات الحديثة. ويرتكز القطار على أعمدة أحادية في وسط الشارع لا تزيد مسافة المشي من المخيم إلى المحطة على 300 متر مع إمكانية استعمال عربات كهربائية في مواقف السيارات للمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتفادى المسار أي تأثير على مخيمات منى، ويخدم المسار نقل الحجاج إلى الدور الرابع من منشأة الجمرات الحديثة وحسن استغلاله ويخفف العبء على الدور الأرضي، مع مراعاة عدم تكدس الحجاج في المحطات بالتفويج المنضبط.