طالب المشاركون في الورشة التعريفية الثانية لخدمة قطار المشاعر المقدسة التي نظمتها وزارة الحج أمس بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة مؤسسات حجاج الداخل بالالتزام بالتعليمات وتأهيل الموظفين الأكفاء الذين يجيدون التعامل مع متطلبات ومعايير الأمن والسلامة وخطط الطوارئ في منظومة النقل بالقطار. كما دعا المشاركون إلى تعريف العاملين بآلية إدارة الحشود البشرية في المسارات المخصصة للحجاج والرابطة بين المخيمات ومحطات القطار. وبيّن وكيل وزارة الحج للنقل والمشاريع والمشاعرالمقدسة الدكتور سهل عبدالله الصبان خلال رعايته الورشة بحضور وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، المشرف العام على الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية الدكتور حبيب زين العابدين وقائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة العميد علي سعيد الغامدي، أن مشروع قطار المشاعر من المشاريع الحيوية الناجحة، لاسيما إن تم استخدامه بالشكل السليم المتقن. وأشار زين العابدين إلى أن الدراسة وصلت إلى أن القطار السريع المرتفع عن الأرض يعد وسيلة فعالة مرادفة أو مكملة للنقل الترددي بالحافلات. وقال: من خلال المشروع الجاري تنفيذه حاليا جنوب المشاعر يتأكد أن القطار السريع هو الأجدى وربما الوسيلة الوحيدة لتقابل تزايد الحجاج في المستقبل. وبيّن أنه يصعب نقل أكثر من 3 ملايين حاج عبر الوسائل التقليدية (أكثر من 70 ألف حافلة ومركبة) في وقت محدود للغاية ولم تعد تتسع لها كل الطرق (مع ضيق عرض الممر بين عرفات، مزدلفة ومنى) وضيق الوقت المتاح للنقل ضمن الحدود الزمنية الشرعية وقضية نقل غير مسبوقة ورغم الجهود المتواصلة لم يعد من الممكن الحل بالوسائل التقليدية مع تزايد الأعداد ومواكبة المشروعات التطويرية في المشاعر والمسجد الحرام والمنطقة المركزية يستدعي استعمال وسيلة نقل غير عادية ويعطي القطار السريع (المترو) بناء على تجارب عالمية وعودا كبيرة في حل مشكلة النقل في المشاعر والمملكة عموما وربطها بالدول المجاورة مستقبلا. وقال زين العابدين: اتضح أن القطار السريع أثبت جدواه عالميا وقادر على نقل كتل من البشر في أزمنة قياسية مع عدد من الميزات: قلة المساحة المطلوبة لنقل الشخص الواحد مقارنة بالوسائل الأخرى وهذا يساعد على خفض المساحة المطلوبة للقطار، ومن ثم خفض كامل المساحات المطلوبة للنقل بين المشاعر وتوفير مساحات حرة خالية من التقاطعات باستخدام مسارات مرتفعة أو أنفاق. وبيّن أن القطار المرتفع أو داخل النفق يوفر الشوارع للمشاة والطوارئ والخدمات. مشيرا إلى أن سعة القطار السريع (60 – 80) ألف شخص في الساعة للخط الواحد بينما للحافلات 10 آلاف شخص في الساعة للخط الواحد. ورأى المسؤولون أن يُبدأ بتنفيذ الخط الجنوبي لعدة اعتبارات من أهمها: أن الخطوط الترددية تعمل في شمال المشاعر، وأن معظم السيارات المشاركة في الحج هي لحجاج الداخل وحجاج البر والخليج لا تقل عن 35 ألف مركبة، وأن معظم حجاج الداخل وحجاج البر والخليج يخيمون جنوب المشاعر. ويبدأ الخط التجريبي من جنوب شرق عرفات حيث يسكن معظم حجاج الداخل وحجاج البر والخليج ويتم نقل الحجاج من عرفات من خلال ثلاث محطات لتقليل مسافة المشي على الحجاج بحيث لا تزيد على 300 متر ويمر القطار بثلاث محطات في مزدلفة ثم أول مشعر منى ووسطه وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع (المستوى الخامس) بمنشأة الجمرات الحديثة. وقال زين العابدين: إن القطار سريع ومرتفع عن الأرض وأن المسار مرتكز على أعمدة أحادية في وسط الشارع ولا تزيد مسافة المشي من المخيم إلى المحطة على 300 متر مع إمكانية استعمال عربات كهربائية في مواقف السيارات للمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتفادى المسار أي تأثير على مخيمات منى، وستتم مراعاة عدم تكدس الحجاج في المحطات بالتفويج المنضبط (منطقتي انتظار في كل محطة تتسع كل واحدة منها ثلاثة آلاف حاج)، ومراعاة طبوجرافية الأرض لتقليل الارتفاعات والانخفاضات على المسار. وأوضح زين العابدين أنه تمت مراعاة الناحية الاقتصادية في تكاليف الإنشاء والتشغيل والصيانة والاستفادة من الخط طوال العام بتحويل السيارات المقبلة من الرياض والطائف وجدة إلى مواقف محطات القطار ويستعمل القطار للوصول إلى الحرم والمنطقة المركزية بترددية بالحافلات وبالقطار مستقبلا لتخفيف الضغط على المنطقة المركزية.